السوق السعودي يعاني فجوة «السبت والأحد» أمام إقفالات «الجمعة» دوليا

[عثمان الثمالي]

السوق السعودي يعاني فجوة «السبت والأحد» أمام إقفالات «الجمعة» دوليا السوق السعودي يعاني فجوة «السبت والأحد» أمام إقفالات «الجمعة» دوليا السوق السعودي يعاني فجوة «السبت والأحد» أمام إقفالات «الجمعة» دوليا السوق السعودي يعاني فجوة «السبت والأحد» أمام إقفالات «الجمعة» دوليا السوق السعودي يعاني فجوة «السبت والأحد» أمام إقفالات «الجمعة» دوليا

السبت 13 ديسمبر 2008 10:39 ص
أوبك تجتمع على شفا قرار انهيار لأسعار النفط أم تعافيها
فشل خطة إنقاذ قطاع السيارات في أمريكا تؤثر على أسعار النفط

د.خالد المانع:
كان الاسبوع الاخير لما قبل الاقفال تأثر ايجابا بحديث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله مما قاد الى تحسن في أداء السوق حيث اكد خادم الحرمين في حديثه على سلامة المدخرات الوطنية بالإضافة الى ضمان استمرار الإنفاق الحكومي خلال السنوات الخمس المقبلة بنحو 400 مليار دولار ناهيك الى انه تحدث عن السعر العادل للنفط والذي يبلغ 75 دولارا للبرميل في اشارة اعتقد انها توضح للأسواق طبيعة التحركات القادمة للسعودية ضمن منظمة الاوبك. كما انه عكس الصورة التي قللت من اثار الازمة على الاقل على الصعيد الداخلي على المستوى – المتوسط والطول الاجل - مقارنة بحجم الهالة الاعلامية المصاحبة لها. وعلى وقع ذلك احتتمت اخر تداولات الاسبوع عند 4654 نقطة بنسبة ارتفاع اسبوعي بلغ 5.2 بالمئة وقد رافق ذلك الاتفاع زيادة في قيم التداولات حيث بلغت 30,3 مليار ريال.
اما هذا الاسبوع فيفتتح السوق السعودي على خلفية جملة من الاخبار والاحداث العالمية التي حدثت اثناء اجازة عيد الاضحى وغالبا هذه الاخبار ستؤثر على حركة المؤشر لهذا الاسبوع اذ ان بعضها يمس نواحي جوهرية بينما يبقى البعض الاخر لا يعدو كونه نفسيا.
فعلى صعيد اسعار النفط فقد انخفضت دون مستويات الخمسين دولارا الى مستويات الـ 40 دولارا وهي الاسعار التي بلغتها خلال حرب الخليج الثانية التي وقعت أحداثها من 2 أغسطس 1990 إلى فبراير 1991 حيث تحققت القمة خلال شهر اكتوبر من عام 1990. وقد تأثرت بعدة عوامل احدها الحال السيئ الذي هي عليه صناعة السيارات في امريكا وما لذلك من آثار مستقبلية في حال افلاس تلك الشركات او بعضها على استهلاك النفط . غير انه وقبل الحديث حول هذا المحور يجدر الاشارة الى خطورة تجاوز الاسعار هبوطا الى ما دون الاربعين دولارا بل اني ارى ان دول اوبك حاليا امام محك رئيسي ولربما تاريخي ففي حال كسر هذه المناطق فإن العودة – حتى من باب نفسي – قد يقود لرؤية سعر العشرة دولار ولعل ما قد يوصف بأنه تهديد مباشرة للأسواق من قبل رئيس الاوبك شكيب خليل من ان الاجتماع القادم للمنظمة سيشهد تخفيضات «حادة» جدا للإنتاج كان في ظني مبررا.
وأعتقد ان الاسواق تحتاج الى تخفيض جوهري يدفعها بالذهاب الى مناطق الـ 80 دولارا مهما كلف ذلك من خفض لمستوى الانتاج ,فالعبرة الآن بالحفاظ على السعر لا الكم .وهذا ما قد يوضح ان جميع منتجي النفط حتى خارج منظمة اوبك بدؤوا يلحظونه وربما هو من قاد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف، ان يعلن أنه لا يستبعد انضمام بلاده إلى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك على خلفية دخول روسيا مرحلة الركود.اذا اوبك ببساطة ستجتمع نهاية الاسبوع على شفا قرار انهيار لأسعار النفط ام تعافيها .واظن انها ستنجح في اتخاذ القرار المناسب لكن علينا ان نشير الى ان جزءا من ارتداد الاسعار الى قرابة 47 دولارا للبرميل هو المزيد من انخفاض اسعار الدولار التي وصلت الى 1.33 امام اليورو يوم الخميس الماضي.
اذا ليس نتاج عوامل اساسية معتبرة والمعلوم ان انخفاض الدولار تأثر تأثر كثيرا بفشل البيت الأبيض والنواب الديمقراطيين خلال الاقتراع على خطة الانقاذ المالي لقطاع صناعة السيارات بقيمة 14 مليار دولار ولربما الخطة بعد المزيد من التفاهم حولها ستقر لاحقا لكن من يضمن ان لا تؤثر نتائج مبيعات التجزئة الامريكية US Retail Sales سلبا كأن تشهد مزيدا من الانخفاض للشهر الخامس على التوالي بعد ان ظهرت جملة من البيانات السلبية خلال المدة ومن ضمنها ارتفاع مستوى البطالة الامريكية الذي قد ينبئ بمشاهدة انخفاض يصل الى 6.7 على المستوى القصير الاجل و 9 بالمئة على المستوى المتوسط. ولاشك ان ذلك سيدفع الاحتياطي الأمريكي الى ان يخفض سعر الفائدة من جديد خلال اجتماعة هذا الأسبوع مما قد يفاقم من انخفاض الدولار ويدعم أسعار النفط ايضا ..اذا يجب ان لا نجعل هذه التحركات «التكنيكة» هي من يؤثر على قرار الخفض في إنتاج النفط.
وبالعودة الى السوق السعودي فهو خلال هذا الأسبوع سيتداول على ايقاع «عدم تأكد» ابان اسعار النفط تحديدا وبقية العوامل. فكل الاحتمالات مقبولة ورغم الايجابية التي اراها ستتحقق على صعيد اسعار النفط الا ان ذلك الى حينه لا يمنع من حدوث تراجعات نفسية في السوق السعودي بدرجات لا يمكن تحديدها الان. لكن المؤكد انها لن تمتد طوال جلسات الاسبوع مشيرا الى ما قد سبق ان تحدثت عنه من ان سوقنا يعاني من فجوة «السبت والاحد» مما يجعل ايقاع اقفال يوم «الجمعة» في الاسوق العالمية خصوصا الامريكي منها يرهقه كثيرا.وانا للحقيقة اشك ان الاسواق الامريكية ستغلق على ايجاب نهاية هذا الاسبوع.