رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
موعظة خاطفة !
موعظة خاطفة ! موعظة خاطفة ! موعظة خاطفة ! موعظة خاطفة ! موعظة خاطفة !ماذا ينفع العلم إذا كان بلا عمل ! وماذا يُجْدي حسن العمل إذا كان بلا إخلاص ؟ بالله دعونا من كل شيئ الآن ! واصرفوا عنا مشاغل تلك الأزمان ! فمنذ قليل : اتصل بي بعض أصحابنا هاتفيا : وأخبرني أن هناك امرأة - هي أم صديق له مسافر - قد وافتْها المنيًّة صبيحة هذا اليوم ! وليس هناك أحد من محارمها أصلا ! اللهم إلا ابنتها وحدها ! وهي لا تدري ماذا تفعل ! فسرعان : ما ذهبتُ إليه ، وأتينا بغاسلة من الفاضلات ، وحملنا المغسلة من المسجد إلى بيت المتوفاة ، وشرع صاحبنا بالقيام بمهام التصريح بالدفن ، وإحضار العربة التي سوف تنقلها وإيانا . ولما انتهت الغاسلة من التغسيل : شرعنا في حملها إلى أقرب مسجد ، ثم صلينا عليها . وذهبنا إلى مقابر النخَّال خلف مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة . وهناك : لم نجد أحدا من محارم تلك المرأة ؛ كي يقوم بإنزالها ، وتسوية مدفنها ! أتصدقون ذلك ؟ لم يكن معنا غير ابنتها الوحيدة ، وبعض جيران المرأة من النساء ! وهنا : اضطررتُ لحمل المرأة ، والنزول بها إلى أسفل قبرها ! حيث شاهدتْ عيني تلك الأجساد الراقدة ، وأبصر ناظري بقايا هاتيك الأجسام الهامدة ! ولم يكن تلك أول مرة أنزل فيها قبرا ! فوالله ما أدري ما أصابني ؟ فلقد صَغُرتْ الدنيا في عيني حتى كدتُ لا أرى إلا نفسي ووَهِيجَ القبور ! وصُكَّ مسْمَعي حتى ما أستطيع أسمع سوى زفرات جهنم وحسيسها ! فيا ويلي وويل أمي من عذاب يومئذٍ ! ويا سوء حالي ، وقبيح فعالي من خالقي ومولاي . هذا يُناديني بـ : ( الفاضل ) ! وليس الفضل مني ولا أنا منه في شيئ ! وآخر يقول عني : (يا شيخنا ) ! وأنا بيني وبين المشيخة كما بين السحاب والسراب ! وهؤلاء معذرون لا محالة ! قد حملهم حسن الظن بأخيهم على أن يصفوه بما هو بعيد عنه ! وليس يعرف دخيلتي سوى خالقي ، وليس يدري جرائمي غير مولاي وسيدي . والله : لو كانت للذنوب رائحة ، ما استطاع أحد مجالستي ! فبالله : أيُّ لذة تطيب يكون بعدها زُقُّوم الموت ؟ وأيُّ شهوة تستقيم وقد صرخ فيَّ هاذم اللذات بالدرك قبل الفوت ! ولكن لا زلت لا أسمع ذلك الصوت ! تالله ما أجد عندي من الخيرات ما أتبجَّح به وأقول : ربي اغفر لي كذا بكذا !؟ ووالله لا أكاد أدري ؟ على أيِّ شيئ أذَرُ العيون تذرف وتبكي !؟ وحتى متى سأظل سادرًا في غفوتي ، غارقا في بحور عِثاري وغفلتي ؟ بالله : من يكون شفيعي عند ربي وأكون له خادمًا ؟ بل من يدرأ عني ملامات خالقي وأصير له عبدًا ؟ ومَنْ مِنْ عذاب غدٍ يخلِّصني ؟ ومن ظلمة القبر من يُبْعدني ويُنْجِيني ؟ لو كانت أوضاري مما تُغْسل بالدموع السوافك ما رغبتُ عن إراقة مُهْجتي ! فضلا عن نوازف أدْمُعي ! ولكن المصيبة : أنْ ليس أحدٌ سوف يتحمَّل جرائري سُواي ! فاللهم قد ساءت الظنون من أهل الأرض إلا ما شاء الله ، وانطبق الصدر على غمٍّ عظيم لا يكاد يبرحني ! فمن لي بمن يدفع عني بعض تلك الأسقام ؟ وأين لي بتلك الغلائل التي تتكسر دونها الخطوب العظام؟ وغدا أموت ! وماذا بعد الموت ؟ فيا طول عنائي مما أعانيه ، ويا كثرة أحزاني مما أنا فيه . وختاما أقول : ويلٌ لمنْ لم يرحمِ الله *** ومَنْ تكون النار مثواه . كأنه قد قيل في مجلسٍ *** كنتُ آتيهِ وأغشاه . مات سعيدٌ بغتةً *** يرحمنا الله وإيَّاه . |
09-16-2009 | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||
مشرف الأقسام التعليمية
|
رد: موعظة خاطفة !
جزاك الله خيرا
|
||
09-16-2009 | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||
مشارك
|
رد: موعظة خاطفة !
جزاك الله خيرا
|
||
09-16-2009 | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||
ثمالي نشيط
|
رد: موعظة خاطفة !
جزاك الله خيرا
|
||
09-16-2009 | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||
ثمالي نشيط
|
رد: موعظة خاطفة !
جـ ـ ـ ـزااااكــ الله خـ ـيـ ـراا
|
||
09-16-2009 | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||
مشارك
|
رد: موعظة خاطفة !
يسلموعلى الموضوع
الله يعطيك العافيه |
||
مواقع النشر |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
موعظة بليغة | ابوعهد | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 9 | 06-20-2009 07:58 PM |
إغلاق أبواب الحرم المكي للقبض على خاطفة الطفلة | albrens99 | الــمـنـتـدى الـعـام | 11 | 08-02-2008 08:50 AM |
موعظة قصيرة لابن الجوزي | alsewaidi | الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي | 3 | 12-28-2007 11:50 PM |