تــطـــورات الــســـــوق .. وتــصـــورات مـسـتـقـبـلـيــــة ...!!! تداعيات وأحداث كثيرة متسارعة يصعب حصرها ...فهناك إستراتيجية تم وضعها لتحديد أو تحييد مسار السوق باتجاه معين ...هدفه الرئيسي توطين وترسيخ فكر الإستثمار ...ومحاربة القروبات الدخيلة على السوق وتنظيم السوق دون المساس بثوابته أو مكوناته ...وإن كان هناك أخطاء في تنفيذ هذه الإستراتيجية ...وقد يكون لبعد وجهة النظر ثمارا قد تؤتي أكلها ولكن بعد حين .
بداية الخطأ الأول : كان بمحاربة القروبات عن طريق تعميق السوق بإدراج شركات كثيرة خلال هذه السنة ...دون ترتيب زمني مناسب يمنع تدهور السوق بهذا الشكل المرعب ...ولو كان الترتيب مقنن بحيث يكون هناك شركة كل شهرين مثلا لحافظ السوق على توازنه ولزاد عمق السوق بحيث يصعب التصرف والتمكن من السيطرة على أسهم معينة .
كما أن مضاربي الأسهم لم يكن لهم دور بارز في محاربة القروبات الدخيلة ...بل كان البعض يتعاون معهم آخذا بعين الإعتبار مصلحته الخاصة فقط بالدرجة الأولى دون النظر للمصلحة العامة ....وهذا مايفتقده بعض مضاربي الأسهم وللأسف.
الخطأ الثاني : تأخر دخول صانع السوق وقد كان ينتظر الوعد من الهيئة بتهيئة المناخ المناسب لضمان تداول صحي وسليم بعيدا عن مؤثرات ثانوية وخارجية قد تنغص أو تؤثر سلبا على الجو العام .
الخطأ الثالث : تسرع الهيئة في إتخاذ قراراتها واستعجالها ...وكان الأجدى إتقان العمل ولو تأخر نتاجه ...والأخذ بعين الإعتبار حالة شريحة كبيرة من المتداولين وعدم الإضرار بمصالحهم لأنهم في النهاية هم الضحية .
مانشاهده الآن يظهر لي والله أعلم أننا في طور نهائي لبدء مرحلة جديدة لم تبدأ بعد ...ولكنها في مراحلها النهائية ...بدأت بوادرها هذا الأسبوع من خلال تصفية مترتبات التداول القديمة لإعادة تأهيل المحافظ الجديدة وووضع الخطط والإستراتيجيات المناسبة والتي بموجبها يتم إدارتها وتنميتها.
نشاهد الآن محاولة إصلاح الخطأ الماضي بكثرة طرح الشركات للإكتتاب ...بسرعة إدراجها للمؤشر للإنتهاء من هذه المرحلة بسرعة لبدء المرحلة الثانية إلا وهي دخول صانع السوق بعد أن يتم القضاء النهائي على القروبات ...ومن ثم أظن والعلم عند الله إعادة فترة التداول على ماكانت عليه وهو الوقت الأنسب أو إتخاذ قرار حاسم من شأنه النهوض بالسوق من جديد وإعادة الثقة مرة أخرى .
قد يحصل الأيام القادمة كما حصل الأيام الماضية عند إعلان إدراج أي شركة للتداول ...لذا من الأفضل المضاربة فقط عند كل نزول لحين الإنتهاء من إدراج أسهم الحكير ...أو صدور قرار إيجابي من قبل الهيئة ...فالإستثمار قادم بمشيئة الله لامحالة ...وإنتقاء ذوات العوائد والأرباح أجدى وأنفع ...فلا أعتقد بأن عاقل سيفرط بالأرباح المعلنة سابقا والتي اقترب موعد إدراجها بحسابات المتداولين .
كلمة أخيرة : السوق ياأخوان مقبل على طفرة بإذن الله ...قد لاتكون بالسرعة والتي يريدها الكثيرون ...ولكنها بإذن الله ستكون مقنعة وإيجابية ولمصلحة الجميع .