المقال التربوي الاربعاء 17-3 المقال التربوي الاربعاء 17-3 المقال التربوي الاربعاء 17-3 المقال التربوي الاربعاء 17-3 المقال التربوي الاربعاء 17-3
الجزيرة:الاربعاء 17 ربيع الأول 1431هـ العدد:13670
المدرس الخصوصي ظاهرة تستحق النقاش
عبد العزيز بن سليمان بن محمد الحسين ملهم
أصبح المدرس الخصوصي ضرورة من ضرورات مواصلة التعليم لدى الكثير من الأُسر - وللأسف الشديد - حتى تطوّرت هذه الضرورة لتتحوّل إلى ظاهرة وواقع ملموس، فرضته أسباب نذكر بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - تقاعس بعض المعلمين عن القيام بمهامهم في إيصال المعلومة إلى الطلاب، وخاصة في المواد التي تحتاج إلى جهد مضاعف كالمواد العلمية مثلاً .
2 - غرس عدم الثقة للاعتماد على النفس في اكتساب المعلومات والمهارات، من قِبل بعض أولياء الأمور؛ ليصبح وجود المدرس الخصوصي أمراً مفروغاً منه، وهذا واقع محزن للغاية .
3 - من الأسر من تنظر إلى وجود المدرس الخصوصي على أنه مظهر من مظاهر زيادة الرعاية والاهتمام بالأبناء (فلِمَ لا تكون صورة الاهتمام بالتواصل بين البيت والمدرسة؟!) .
4 - اعتقاد بعض أولياء أمور التلاميذ بأنّ توفير المدرس الخصوصي أمر كافٍ؛ لتحقيق النجاح في المدرسة، غير مبالٍ بما يحمله هذا المدرس من مؤهلات أو سلوكيات قد تكون غير سوية .
5 - من الآباء - وللأسف - من يقوم بتسليم مقاليد أمور متابعة الأبناء في التحصيل الدراسي للأم، والتي غالباً ما تكون ميّالة إلى العاطفة، مع تغيُّب تام للعقل مما يترتّب عليه إلزامية جلب مدرس أياً كان، ليقتصر دور الأب على توفير المال (ولا يخفى عليكم ما قد يجرّه هذا التصرّف من عواقب وخيمة) .
6 - كثرة الإعلانات من قِبل هؤلاء المرتزقة حول إمكانية التدريس لكافة المواد، وذلك الأمر أسهم في تسهيل شيوع هذه الظاهرة في مجتمعنا العاطفي بطبعه .
7 - عدم وجود جهة رسمية مسؤولية عن متابعة نشاط هؤلاء الذين همّهم الأول والأخير جمع أكبر قدر من المال بأيّ شكل كان .
لعلّ هذه الأسباب هي ما تحضرني إبان كتابتي لهذه الأسطر، آملاً أن تلقى آذاناً صاغية وقلوباً واعية
والله من وراء القصد .