![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||
|
|||||||
![]() قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة التاسعة قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة التاسعة قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة التاسعة قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة التاسعة قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة التاسعةبسم الله الرحمن الرحيم السؤال الثالث : هل كان لثمالة غور ؟ تقدم أن الأزد بعد هجرتهم : منهم من سكن السراة , ومنهم من سكن تهامة , و منهم من أوغل شمالاً ... وتقدم ذكر الدلائل على منازل ثمالة في السراة جنوب الطائف ... و السؤال هنا هو : هل كانت توجد مواضع لثمالة في تهامة ؟ الراجح أنه كانت لثمالة تهامة , كما كان لها سراة, بالرغم من أني لم أعثر على أي نص صريح يذكر أي موضع لثمالة في تهامة , لكن توجد بعض النصوص التي لا تخلو من دلائل , و إليك البيان : 1 – أورد الهمداني في صفة جزيرة العرب وغيره , بيتاً لليلى الكنانية , وهو : ألا منعت ثمالة ما يليها / فغوراً بعد ُ أو جلسا ً ثمالا فهذه شاعرة كنانية ( وكنانة قبيلة تهامية بكاملها , ومنازلها إلى الجنوب من مكة إلى جهة الليث , وهي تشارك هذيلا ً في أغلب أوديتها جنوب مكة , نحو ( سعيا – يلملم – أدام ... ) حيث تنزل هذيل في صدور هذه الأودية وتنزل كنانة في أسافلها .. ) و الشاعرة الكنانية تطلب من ثمالة أن تمنع ما يليها , و الظاهر أنها تقصد أن تمنع ثمالة أراضيها و أملاكها التي تليها , ثم ذكرت ( الغور و الجلس ) و الغور هو : تهامة . و الجلس هو : ما ارتفع من الغور إلى جهة السراة أو نجد . قال البكري : " ومعنى تهامة والغور واحد , و معنى حجاز وجلس واحد " فكأن الشاعرة الكنانية تطلب من ثمالة أن تمنع غورها وسراتها , فهل في هذا دلالة على أن ثمالة كانت في مواضع من تهامة ؟ و أن هذه المواضع كانت قريبة من منازل كنانة , مما يلي الليث ؟ هذا هو ظاهر نص بيت الشاعرة الكنانية . 2 – قال الشاعر عمرو بن براق الثمالي : أروى تهامة ثم أصبح جالساً / بشعوف بين الشث و الطباق و البيت ظاهره أنه يصف سحابا ً أروى تهامة , ثم أصبح السحاب جالسا ً ( أي على الجلس , وهو السراة كما تقدم ) أي : أصبح السحاب يروي شعوف السراة , بين الشث و الطباق . هذا ظاهر البيت ، ودلالته على إثبات مواضع لثمالة في تهامة ضعيفة . لكن ما زلت مترددا ً في فهم قوله (بين الشث و الطباق ) فكيف يوصف السحاب بأنه أصبح في شعوف الجبال بين الشث و الطباق ؟ فلا يقال للسحاب إنه يمطر بين الشث و الطباق . ولو قيل : فوق الشث و الطباق , لكان مقبولا ً . قلت : هل يمكن قراءة البيت على أنه بلفظ ( أروي ) بالياء بدلا ً من الألف المقصورة ، فيكون الشاعر حينئذ ٍ يتحدث عن نفسه , وليس عن السحاب ؟ ويقول إنه يتروى من تهامة ثم يصبح ( جالسا ً) بمعنى ( الجلوس ) الفعلي للشاعر أي : القعود , أو بمعنى ( الجلس ) وهو السراة كما تقدم . و كأن الشاعر حينئذ يقول : بأنه يتروى بنفسه أو دابته من تهامة , ثم يصعد السراة فيصبح جالسا ً، أي : قاعدا ً بين الشث و الطباق ، أو يصبح جالسا ، أي : يصبح (في السراة ) بين الشث و الطباق . لو صح لي هذا التوجيه للبيت , لأصبحت دلالته على وجود منازل لثمالة في تهامة أكبر , لأن الشاعر يصف نفسه بأنه يتروى من تهامة , ثم يصبح في السراة , ويتنقل بين موضعين متباعدين من الغور و السراة . 3 – جاء في الأغاني في ذكر إحدى إغارات تأبط شرا ً على ثمالة , قال تأبط شرا ً في ذكر شر يوم لقيه , أنه يوم كان يطوف في بلاد ثمالة ... ثم كسرت رجله ... الخبر... وفيه قال تأبط شرا ً : " فخرجت أعرج , حتى انخنست في طرف كثيب , وجازني الطلب ... " و الشاهد قوله ( كثيب ) فإن الكثيب في اللغة هو ( ما اجتمع و احدودب من تلال الرمل ) ومنازل ثمالة في السراة لا كثبان فيها , وكل السروات كذلك ، و إنما الكثبان في شرق السراة ( نجد ) أو في غربها ( تهامة) و شرق السراة لم تكن مواضع لغارات تأبط شرا ً التي كادت تقتصر على ( هذيل , وكنانة , و ثمالة , و بجيلة , و الأزد ) وهي قبائل إما في تهامة أو في السراة . فأين كان هذا الكثيب من بلاد ثمالة ؟ وهل يدل على وجود تهامة لثمالة ؟ وأنها تهامة موغلة غربا ً إلى حدود الكثبان ؟ هذا هو الذي يظهر من النص . ومما يقوي هذا المعنى ما ورد في خبر الأغاني هذا نفسه ، من قول تأبط شرا ً : " كنت في بلاد ثمالة أطوف , حتى إذا كنت من الفقير عشيا ً , إذا أنا بسبع خلفات فيهن عبد ... " فهذا العبد يرعى سبع خلفات لسيده الثمالي , وتربية الإبل و رعيها في جبال السراة قليل ، بسبب وعورة الجبال ، و إنما تربيتها تكون في الأراضي المنبسطة من نجد أو تهامة . ويشبه هذا النص أيضا ُ ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه , في خبره مع عبدالله بن قرط الثمالي , الذي كان واليا ًعلى حمص لعمر , ثم وجد عليه عمر فعزله , وولى عبادة بن الصامت بدله ، رضي الله عنهم أجمعين , فلما قدم ابن قرط لعمر قال له عمر : " لأردنك إلى بلادك ورعية الإبل ..." فكأنه يقول : سأردك إلى مهنتك الأولى وهي : رعي الإبل . و رعي الإبل لم تكن مهنة لأهل السراة , بل لأهل نجد أو تهامة . و ثمالة لا نجد لها , فهذه إشارة إلى وجود تهامة لثمالة ترعى فيها إبلها . 4 – قال الشاعر عمرو بن براق الثمالي ايضا ً , وهو أحد عدائي العرب , قال الآمدي : " ممن يغزوا راجلا ً , ويفوت الخيل إذا طلبته " وقال : كان حليفا ً في هذيل , وهو القائل يوم حرب بين هذيل وكنانة : فلما أن هبطنا القاع ردوا / غواشينا فأدبرنا جفولا وقام لنا ببطن القاع ضيق / فخلى الوازعون لنا السبيلا من قصيدة طويلة أورد منها في منتهى الطلب ( 25 بيتا ً ) , يصف فيها المعركة , ثم يصف فراره حين جفل القوم , وقال عنها الأصمعي : إنها من المنصفات , وفيها : فلما أن رأيت القوم ولوا / فلا زندا ً قبضت ولا فتيلا حبكت ملاءتي العليا كأني / حبكت بها قطاميا ً هزيلا كأن ملاءتي على هجف ٍ / أحس عشية ريحا ً بليلا على حت البراية زمخري الســــواعــد ينتحي رتكاً دليلا و المقصود أن هذا الشاعر الثمالي ، كان حليفا في هذيل ، ويقاتل معهم جيرانهم كنانة ، مما يدل على قرب بين هذه القبائل , وهذيل وكنانة قبائل تهامية . حيث كانت تنزل كنانة أسافل الأودية جنوب مكة إلى الليث , وتنزل هذيل أعالي هذه الأودية مما يلي مكة , بالإضافة إلى سرواتها يقول البكري : " وكان لهذيل جبال من جبال السراة , ولهم صدور أوديتها وشعابها القريبة , و مسائل تلك الشعاب و الأودية على قبائل خزيمة ابن مدركة ". و المقصود أن كنانة كانت في أسافل الأودية جنوب مكة حتى الليث , و هذيلا كانت في أعالي أودية كنانة مما يلي مكة . فمن يكون في أعالي أودية كنانة إلى الجنوب من منازل هذيل ؟ من المعلوم أنه كان في أعالي أودية كنانة من جهة الشرق قبيلة فهم , وهذه القبيلة كان لها سراة وغور , وقد جرت بينها وبين قبيلة هذيل حروب كثيرة ، حتى أجلوا هذيلا عن بعض منازلها، و أخبار تأبط شرا ً الفهمي معهم كثيرة , انتهت بموته مقتولاً في بلاد هذيل . فهذه القبائل ( هذيل و كنانة وفهم ) تتلاقى وتتجاور في أودية الليث , و تقتتل على الأرض والماء ، فأين قبيلة ثمالة منهم ؟ في نظري أن ثمالة كانت تشكل الضلع الرابع مع هذه القبائل , فهي قريبة من كنانة ( كما تقدم في شعر الكنانية ) وهي قريبة من هذيل ، و أيام ثمالة مع هذيل كثيرة . وهي قريبة من فهم , وأخبار ثمالة مع فهم تتمثل في غزوات تأبط شرا ً لهم ، وهو القائل يصف قدميه : أرى بهما عذابا ً كل يوم / لخثعم أو بجيلة أو ثمالة وكان تأبط شرا يصطحب معه الصعلوك الثمالي ابن براق ، في كثير من غزواته ، مما يدل على قرب القبيلتين . إلا أنني اعتقد أن هذا الضلع الرابع أقل اتساعا ً وتماسا ً ، من بقية الأضلاع , لأن ثمالة في الأصل قبيلة سروية . 5 – ولو أردت أن أذكر أسماء المواضع التي نزلتها ثمالة في تهامة قديما , لما استطعت أن أجزم باسم موضع معين , حيث لم أعثر على أي نص يذكر اسم موضع بعينه لثمالة في تهامة ، سوى ما تقدم من أمر ( قوسى ) وهو في أعلى عورش , وهو و إن كان في السراة ، إلى أنه باتجاه تهامة , و سيوله تتجه إلى تهامة , فيصلح أن يكون بداية منازل ثمالة باتجاه تهامة ، كما يمكن القول بأن أعالي الأودية الهابطة من سراة ثمالة باتجاه الليث كانت لثمالة، ( سيأتي الحديث عن هذه الأودية بالتفصيل , عند الحديث عن منازل ثمالة في الوقت الحاضر، قريبا ً ) . 6 – و أخيرا ً فإن وادي ( عورش ) لم أجد من نسبه إلى قبيلة معينة , وتقدم أن ( قوسى ) في أعلى عورش لثمالة , فلمن كانت بقية الوادي ؟ فمن المعلوم أن جيراننا قبيلة ( العيلة ) لم تكن منازلهم التي هم فيها الان ، لهم في الزمن الغابر , وخبر هجرتهم إلى هذه المنازل مشهور , وهو في حدود أربعمئة عام من الآن . أما قبيلة ثقيف القريبة من الوادي أيضا ،ً فلم أعثر على من ينسب هذا الوادي لهم قديما ً , بل لم أعثر على أي موضع لثقيف في تهامة قديما ً , وتبقى قبيلة ( ثمالة وفهم ) المجاورتان لهذا الوادي . فإذا كان أعلاه ( قوسى ) لثمالة , فهل كان أسفله لفهم ؟ هذا محتمل . ويدل عليه قول الشاعر ذو الكلب الهذلي , قال في الأغاني : وكان يغزو قبيلة فهم غزوا ً متصلا ً , وهو القائل : فلست لحاصن ٍ إن لم تروني / ببطن ضريحة ذات النجال و أمي قينة إن لم تروني / بعورش وسط عرعرها الطوال فهو يهدد فهما ً ، بأنه سيصبح بعورش بين عرعرها الطوال , فلابد أن يكون هذا الموضع لفهم , وإلا لما كان لتهديده معنى . فكأن ثمالة وفهما ً يقتسمان عورش , لكن أين الحد بينهما ؟ لا أعرف الآن . و أختم هذه الحلقة بأبيات جميلة للشاعرة الهذلية ( ريطه ) , وقيل (جنوب ) أخت عمرو ذي الكلب، وهي ترثيه بعد أن قتلته قبيلة فهم ، في موضوع اسمه ( شريان ) قالت : كل امرء لمحال الدهر مكروب / وكل من غالب الأيام مغلوب وكل حي و إن غزوا وإن سلموا / يوما ً طريقهم في الشر دعبوب أبلغ بني كاهلٍ عني مغلغلة / والقوم من دونهم سعيا ومركوب بأن ذا الكلب عمرا ً خيرهم نسبا ً / ببطن شريان يعوي حوله الذيب تمشي النسور إليه وهي لاهية ٌ / مشي العذارى عليهن الجلابيب . و إلى اللقاء في الحلقة القادمة ، وهي بعنوان :
منازل ثمالة في الوقت الحاضر . |
مواقع النشر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الرابعة | الحارث بن همام | الــبـيـت الــكـبيــر | 16 | 08-24-2011 08:46 AM |
قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثامنة | الحارث بن همام | الــبـيـت الــكـبيــر | 20 | 08-13-2008 12:44 AM |
الحلقة الخامسة قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) | الحارث بن همام | الــبـيـت الــكـبيــر | 12 | 07-30-2008 11:12 AM |
قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثالثة | الحارث بن همام | الــبـيـت الــكـبيــر | 16 | 07-26-2008 01:26 AM |
قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية | الحارث بن همام | الــبـيـت الــكـبيــر | 17 | 07-24-2008 01:46 AM |
![]() |
![]() |
![]() |