الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > الــمـنـتـدى الـعـام

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12-15-2009
الصورة الرمزية الدانه
 
الدانه
مشرفة القسم الاجتماعي

  الدانه غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1461
تـاريخ التسجيـل : 28-07-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 4,343
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 127
قوة التـرشيــــح : الدانه تميز فوق العادةالدانه تميز فوق العادة
افتراضي ناقص ألف وأربعمائة..!

ناقص ألف وأربعمائة..! ناقص ألف وأربعمائة..! ناقص ألف وأربعمائة..! ناقص ألف وأربعمائة..! ناقص ألف وأربعمائة..!

هكذا كتبت التاريخ اختصارًا في أحد الأيام.. وما إن كتبت الرقم الأخير.. حتى عادت بي الذاكرة إلى ذلك العام الهجري السعيد.. وسرح بي الخيال بعيدًا، فإذا بي في أواخر عهد الفاروق رضي الله عنه.. بعد أن استقر أمر الدين.. وفتحت الفتوحات.. وانتشر العدل.. وأمن الناس في ظلّ خلافة راشدة، فتساءلت عن حقوق الإنسان؟
فانبرى ذلك القبطي المظلوم ليتحدث عنها.. والذي نَعِمَ بانتصار عمر الفاروق له من ابن أمير مصر حينذاك (عمرو بن العاص) حينما لطمه ظلمًا..
وتساءلت عن حقوق الحيوان؟!

فأشارت إليها تلك الناقة الدَّبِرَة، والتي كان عمر ـ رضي الله عنه ـ يدخل يده في دبرها ليعالجها ويقول: "إني لأخشى الله أن يسألني عن هذه".
حاولت أن أجول ببصري لأبحث عن البغـلة التي قال عـنها ـ رضي الله عنه ـ: "والله لو عثرت بغلة على شطّ الفرات لخشيت أن يسألني الله عنها لِمَ لَمْ تذلل لها الطريق" فلم أجدها قد عثرت.. بل كانت تنعم آمنة في مرعىً خصيب.

ولما ذهبت إلى العراق لأبصر حاله.. لم أجد جياعاً ولا أحزاناً.. بل رأيت المغيرة ابن شعبة ـ رضي الله عنه ـ يكسوها بعدله في الكوفة..

عُدتُ بطرفي إلى الأقصى فرأيته أشمخ ما يكون؛ فلم يمضِ على فتحه سوى سنوات يسيرة.. ولم يزل وشاح العزّ يلوح عليه من بعيد.. وأهله حوله في سرور.. أمَّا إن سألتم عن اليهود!! فلا أثر ولا عين!! فقد أجلاهم ـ رضي الله عنه ـ من جزيرة العرب، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب" فأجلاهم إلى الشام..
وأمَّا أهل النفاق والإلحاد.. ومثيري الشبهات.. فلم يطمعوا برفع رؤوسهم بعد أن أدَّبتهم درَّة عمر على ظهر "صبيغ بن عسل".. وكان لهم فيه عبرة فلم يتطاولوا على دين الله؛ فباب الفتنة لم يُكسر بعد..

حاولتُ أن أُنهي هذا الحلم الجميل، فعدتُ لأكتب ما حذفته من السنوات الأربعمائة بعد الألف.. فتزاحمت أمام ناظري صورٌ عديدة.. من تدنيس الأقصى ووحشية اليهود.. إلى جياع العراق.. وضحايا الاضطهاد في كشمير والشيشان والفلبين وأفغانستان، ولا سيف للإسلام ولا سرية.. كما تراقصت أمام عينيّ عشرات الكتب والروايات المسيئة للإسلام، وآلاف الصور الخليعة والغثاء الفكري الهابط من الفضاء..وتذكرتُ ملايين المستضعفين المحرومين من أبسط حقوق الإنسان في الملاجئ والمخيمات..
أمَّا قاصمة الظهر، فهو انقلاب الحال حين رفع اليهود الأنجاس رايتهم فوق أرض النبوات.. وصارت لهم دولة.. وجيش وصولة..

وتساءلت أخيراً:
أما لهذا الليل من آخر؟
لم أستمر طويلاً في هذا التساؤل، فسمعت صوتاً من أعماقي يهزّني ويذكرني بوعد الله للصابرين بتمكين هذا الدين، قال تعالى: {وكان حقَّاً علينا نصر المؤمنين}.

ولكن التمكين لهذا الدين لا يتحقق بالمعجزات السحرية والأماني الباطلة والتباكي على ما مضى.. فما بقى الإسلام بعد محمد صلى الله عليه وسلم إلا بتوفيق الله أولاً، ثم بصحابةٍ كرام ورثوا هذا الدين عنه وفهموه ـ رضي الله عنهم ـ كما فهمه ــ صلى الله عليه وسلم ـ.. وتخلّقوا بأخلاقه وحفظوه في نفوسهم ومن حولهم..

فكُن ـ عزيزي القارئ ـ من هؤلاء.. وانهض من كبوتك.. ولملم جراحك وارفع عقيرتك بـ "لا إله إلا الله" وانشرها فيمن حولك.. بتُقىً وإخلاص، فإنَّ الزهرة الفوَّاحة قد لا يراها الناس.. لكنهم حتماً سيستنشقون عبيرها.

أ. مها الجريس
المصدر: موقع لها أون لاين

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
كيف تعرف بان احد الفيتامينات ناقص لديك ؟.... بنت الأصول الـصـحـة و التغذية 4 03-08-2009 08:17 PM
كيف تعرف بان احد الفيتامينات ناقص لديك صقر قريش الـصـحـة و التغذية 1 11-25-2008 01:08 AM
ألف وأربعمائة مادة صوتيه للشيخ محمد صالح المنجد يمكنك الاستماع إليها والاستفادة منها ابو ضمضم الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 10-11-2008 03:44 PM
(( كيف تعرف بأن احد الفيتامينــات ناقص لديـك ؟؟ )) اليزيدي الـصـحـة و التغذية 5 02-02-2008 01:18 PM


الساعة الآن 10:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by