راشد الفوزان
سحبت هيئة السوق المالية الترخيص الممنوح لشركة "فرصة" بعد أن كانت منحت ترخيصا للتعامل بصفة أصيل ووكيل التعهدات بالتغطية والإدارة والترتيب وتقديم المشورة والحفظ في أعمال الأوراق المالية، وشركة "فرصة" منحت الترخيص منذ سنة، ولم تقم بنشاطها المفترض وفق الترخيص الممنوح، وبالتالي أخذت الهيئة قرارا بسحب الترخيص من شركة "فرصة" ولم يصدر أي بيان أو توضيح من شركة "فرصة" لمعرفة أسباب سحب الترخيص ومبرراته، وهي من أوائل من أخذ الترخيص..
من يتابع شركات "الوساطة" لدينا بمختلف أنشطتها يجدها أنها قامت على أسس المؤسسين لها من رجال أعمال أو أصحاب محافظ سابقة ومستثمرين، أو من خلال البنوك المحلية الآن التي أجبرت على فصل نشاط الأسهم عن البنوك، على أن تطرح للاكتتاب بعد فترة زمنية محددة، هذا كله إيجابي ولا غبار عليه، ولكن السؤال الآن لماذا هذا الإقبال على طلب رخص شركات وساطة، في ظل شركات وساطة الآن لا تملك مقومات أساسية كافية، لا من حيث العملاء واجتذابهم حيث من يشاهد صالات الأسهم لديها سيعرف أنها خالية تماما؟؟ ما السر؟ وأنها تعاني من قلة العملاء أو شحهم في ظل مغريات البنوك الآن التي استقلت بشركات خاصة، وأصبحت تقدم الخدمات الانترنت وغيرها مجانية وما بين العميل والبنك أكثر مما يكتب أيضا، شركات الوساطة، توقعت أن تجد العملاء سيتزاحمون على شركاتها وكأنها ستقدم شيئا جديدا أو غير موجود بالبنوك، والبنوك أكثر قوة مالية وضمانة وخدمة وبحثا عن العميل، وأصبحت تقدم كل شيء بيسر وسهولة وأقل الأسعار، فما الجديد لدى شركات الوساطة، إن كانت بيعاً وشراء فهي موجودة بالبنوك والعملاء لهم تاريخ طويل من الولاء للبنوك فما المغري؟ مع خدمات الحسابات الأخرى وتسهيلات وغيره، وإن كانت صناديق فهي أيضا موجودة في البنوك بمختلف العملات والدول والبنوك لا تبتعد عن نمو المؤشر وصعوده، فماذا ستقدم شركات الوساطة؟ إدارة اكتتابات البنوك أيضا، إذاً ماذا لديها؟ لا أجد حقيقة شيئاً استثنائياً لديه إلا أنها أموال مؤسسين، على أن تطرح بعد سنة أو سنتين باكتتاب عام وبالتالي تتعاظم الثروات للمؤسسين لا أكثر ولا أقل من ذلك، فهي تعتمد على القوة المالية للمؤسسين وصمودهم.. من يقترب من شركات الوساطة سيجد أنها لا تضيف شيئاً جديداً، وحين أغلقت أو سحب ترخيص شركة "فرصة" لم أستغرب، ولن استغرب أن يسحب المزيد والمزيد مستقبلا متى طبقت الأنظمة والقوانين بحذافيرها على شركات الوساطة، وهنا أحيي دور هيئة سوق المال غير المتأخر والحاسم بقرار سحب الترخيص، لن تنجح شركات الوساطة إلا أن تقدم ما لا تقدمه البنوك وأن تقدم الاستثنائي، عدا ذلك فهي لا تضيف شيئاً سوى حرب أسعار وعمولات، وانتظار طرحها بالسوق المالية عندها تكون حققت أهدافها سواء كانت نشطة أو غير ذلك. لازال لدينا مشوار طويل لنكون بيت وساطة محترفة لا تنظر كيف تعظم ثرواتها على حساب السوق وكل متداول بسيط.