خالد عبدالعزيز العتيبي
البحث عن أدلة واضحة يقرأ من خلالها المستثمرون أسباب اضطراب السوق وعدم استقرارها مازال قائماً، ولا أحد يستطيع أن يتكهن عن الوقت الذي تعود فيه السوق الى الاستقرار وتنشأ نشأة صحيحة لا تبعث على المخاوف من الاضطرابات وسوء العواقب.
والتقرير الإحصائي المحدث الذي تميزت به هذه الصحيفة ونشرته في صدر صفحاتها الاقتصادية الأحد الماضي أوضح أن أعداد المستثمرين في سوق المال السعودية وصلت الى نحو اربعة ملايين ومائة ألف مستثمر خلال النصف الأول من العام الجاري، بزيادة 17بالمائة عن العام الماضي، وبررت شركة السوق المالية هذه الزيادة أنها بسبب الاكتتابات من حيث اجتذابها للمستثمرين.
ومايبرز في السوق هو: لماذا تضطرب السوق المالية السعودية عندما يعلن عن أي اكتتابات ضخمة أو جدولة اكتتابات جديدة طالما أنها تأتي بزيادة في أعداد المستثمرين؟ ولماذا تزداد جراحها ويقلق ويكتئب متعاملوها عشية الإعلان عن طروحات جديدة من شأنها أن توسع آفاق السوق وترفع من عدد شركاتها المساهمة وتوزع القوة الشرائية بينها؟ ولماذا تستخدم حجة امتصاص السيولة من السوق وتوجهها الى الاكتتابات؟
اُريد أن أقول بأن هناك من يرسخ للمفاهيم الخاطئة في السوق المالية ويصور الحسَن سيئاً والسيىء حسناً، بحيث تستجيب لكل ماهو مخالف لأعراف اسواق المال، حيث شوهِد المتعاملون لا يدخلون الى السوق للشراء في التوقيت الصحيح ليباع عليهم، وشوهِدوا وقد تسللت اليهم المخاوف لتنتزع أسهمهم وتُشترى دون قيمتها. وفي أكثر من مرة تهبط السوق بحدة وحين تكون أوقات الشراء بارزة يتردد من تأثر واستجاب للمفاهيم الخاطئة، وتدخل مشتريات احترافية لتستجمع بهدوء، ولترتفع السوق بعد فترة ومن ثم تباع المشتريات على المترددين. وبصحيح العبارة فإن السوق لم تستفد من هذا الكم الضخم في أعداد المستثمرين (اربعة ملايين ومائة الف مستثمر) حيث أن الغالبية منهم هم ذوو محافظ عزفت عن السوق ومنها محافظ مكتتبين، والأكثرية الباقية هم موَجَهُون متمسكون بالأسلوب الجماعي في البيع والشراء أو مايعرف اصطلاحاً في أسواق المال باسلوب القطيع. من غير المعقول أن يصاحب زيادة الأعداد تراجع في المستوى. إذاً لماذا لم تستقر السوق وتبتعد عن الاضطراب وهي في كنف تلك الملايين من المستثمرين؟ غداً سأتحدث عن ذلك.
10-27-2007
من السوق
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
