من يتحكّم في سوق الأسهم؟

[عثمان الثمالي]

من يتحكّم في سوق الأسهم؟ من يتحكّم في سوق الأسهم؟ من يتحكّم في سوق الأسهم؟ من يتحكّم في سوق الأسهم؟ من يتحكّم في سوق الأسهم؟

المستثمرون يلعبون أدوار الربح والخسارة والهوامير.. شماعة



محمد العبدالله (الدمام)
سؤال يبحث عن اجابة في ظل اتساع دائرة التعاملات اليومية في سوق الاسهم, فالمتعاملون الذين يستثمرون في السوق في تزايد مستمر وبالتالي فان امكانية توجيه الاتهامات بشأن الهبوط والخسائر لاطراف محددة تبدو مسألة غير منطقية البتة فمهما قيل عن دور المجموعات (الجروبات) او الهوامير فان حجم السيولة التي تضخ في وعاء السوق بشكل يومي تجعل من عملية توجيه المؤشر تجاه تناغم على اهداف تلك الاطراف صعبة للغاية.
رغم صعوبة توجيه الاتهامات الى اطراف محددة حول تخبط المؤشر العام فان الشائعات لا تزال تلعب دوراً حيوياً في توجهات بعض صغار المستثمرين خصوصا ان المستثمرين المحترفين اصبحوا على دراية تامة ومعرفة بنفسيات الصغار الذين يضخون استثماراتهم في السوق المتقلب وبالتالي فان المحترفين يرمون بين الحين والآخر طعماً لاصطياد شريحة المستثمرين الصغار باساليب مختلفة بهدف زيادة “الغلة” اليومية مع اغلاق جلسات التعاملات وهناك الكثير منهم فقدوا مدخراتهم في بحر السوق المتلاطم بسبب الهبوط المتسارع في اسهم الشركات.
قضية الاسهم والمنغمسين فيها باتت محط اهتمام الجميع خصوصا انها تطال شريحة كبيرة من الناس الذين اكتووا بنارها فماذا يقول هؤلاء عن هذه القضية؟ وكيف يقيم المختصون والخبراء ما حصل ويحصل في سوق دفع فيها صغار المتداولين اثماناً باهظة ووضعوا فيها جنى عمرهم الذي فقدوه.
تبخرت اموال المحفظة
بداية قال مرتضى سعيد “مستثمر” ان الخسائر التي لحقت بمحفظته خلال انهيار الثلاثاء الاسود وحده تجاوزت 100 الف ريال مؤكدا ان الاموال تبخرت لتستقر عند 50 الف ريال بعدما كانت 150 الفاً.
وتابع ان الهبوط المتسارع في اسهم الشركات البتروكيماوية اوجد فجوة سعرية ما ضاعف من حجم الخسائر التي لحقت به في غضون ساعات قليلة.
من جانبه قدر المستثمر عبدالله عمران الخسارة التي اصابت المحفظة الاستثمارية التي يمتلكها في احد البنوك المحلية بنحو نصف مليون ريال. واضاف انه كان يستثمر نحو مليون ونصف المليون ريال بيد انه وجد الارقام تتراجع بسرعة فائقة دون ان تكون لديه او لدى غيره القدرة على ايقافها بسبب عدم التمكن من الخروج سريعاً من السوق. واضاف ان الجميع يعرض ولا يوجد طلب فهبوط اغلب الاسهم بالنسبة القصوى 10% اوقف الحركة فيها.
ومن جانبه قال المستثمر محمد الزاهر ان التجربة المرة التي عاشها صغار المستثمرين في العام 2006 خلقت موجة من الذعر ادت الى الهروب المبكر خاصة ان الهروب يعد الحل الامثل في الظروف الصعبة.
فيما قال المستثمر علي الحسين ان خسارته في الاسهم كادت ان تعصف بحياته وتدمر اسرته بعد الخسارة التي تعرض لها في العام 2006 غير انه استطاع ان يقف على قدميه تدريجياً.
ومن جانبه قال موسى محمد ان تجربته مع سوق الاسهم متواضعة لان السباحة في هذا البحر تتطلب سباحاً ماهراً واجادة التعامل مع الاستثمارات والا فانه سوف يخسر كل تحويشة عمره.
رأي المختصين
ومن اجل وضع النقاط على الحروف حول ما يحدث في سوق الاسهم والتغيرات التي تطرأ عليه كان لابد من توجيه اسئلة لاهل الرأي والاختصاص للخروج بنتائج مقنعة عن السوق.
المخاوف سبب الانهيار
في البداية قال المحلل حسين الخاطر ان الانهيارات التي اصابت المؤشر العام وافقدت جميع المكاسب التي حققها السوق خلال الربع الاخير من العام المنصرم 2007م جاءت بسبب المخاوف من تكرار مأساة فبراير الدامية التي اطاحت بالمؤشر من 21 الف نقطة ليستقر عند نحو 9 الاف نقطة وهذا الامر سبب نوعاً من التدافع نحو الخروج المبكر من السوق بأقل الخسائر او الاكتفاء بالخسائر التي اصابت المحافظ وعدم الانتظار حتى تتبخر جميع الاموال في لمح البصر وتابع انه لا يتفق مع الرأي السائد حول دور الهوامير في لعبة الانهيارات السريعة التي اصابت السوق خلال الايام الثلاثة الماضية فاذا كان هناك ما يعرف بـ”الهوامير” فان دورهم لا يتجاوز الدور المعقول اذا ليس بامكان هذا النوع من المستثمرين خلق ازمة كالازمة التي حدثت الاحد الماضي.
الجروبات مهمة
واستطرد ان الجروبات تمثل دوراً حيوياً في توجيه بعض الاسهم وليس جميع الاسهم والقطاعات اذ بالامكان رفع بعض الاسهم الصغيرة من خلال المضاربة عليها ولكننا شهدنا مأساة حقيقية في جميع القطاعات ما يدل على ان الحدث يحمل تداعيات بنكهة خارجية عطفا على المخاوف من خلال ركود الاقتصاد الامريكي اضافة الى ذلك فان السوق بعد الادراجات الجديدة في العام 2007م اصبحت من القوة والتوسع ما يصعب على المجموعات تسيير دفعة المؤشر بالاتجاه الذي يخدم مصالحها ويحقق لهم ما يريدونه.
قوة الصناديق الاستثمارية
وفي ذات السياق قال المحلل المالي علي الحرز ان الصناديق الاستثمارية اعادت بعض التوازن للسوق خاصة اذا عرفنا مدى قدرتها المالية.. فاللون الاحمر الذي سيطر على القطاعات المختلفة خلال الايام الثلاثة الماضية اوجد فرصة ذهبية لدى بعض الصناديق الاستثمارية للدخول بقوة للشراء لا سيما ان الشركات الاستثمارية اصبحت قيمتها السوقية مغرية وبالتالي اوجدت هذه الصناديق الاستثمارية شرارة اولى للانطلاق نحو الاعلى وتعويض جزء من الخسائر التي فقدتها خلال الايام الماضية وتابع ان التحول نحو اللون الاخضر خلال تعاملات الاربعاء الماضي جاء مفاجئاً وغير متوقع على الاطلاق فالجميع كان يتوقع ان تبدأ حركة استعادة التوازن بعد الهزة العنيفة التي اصابت الجميع أي ان تبدأ مع بداية الاسبوع المقبل او منتصفه الا ان التحول اعطى زخماً قوياً للسوق لمواصلة مسيرته لاستعادة مواقعه التي خسرها بسرعة فائقة في غضون ساعات قلائل.
مصطلح هامور شماعة
واستطرد الحرز الى القول ان مصطلح هامور من المصطلحات التي برزت في عالم سوق الاسهم بقوة حيث اصبحت هذه الكلمة شماعة تعلق عليها جميع الاخفاقات والتحولات السلبية التي تصيب المؤشر .. مؤكداً ان السوق اصبحت مفتوحة للجميع وبالتالي فان التحكم فيها على يد جهات محددة يبدو غير منطقي على الاطلاق فالاتصال اصبح حلقة مترابطة فكما تلعب العوامل الداخلية دوراً في تحريك المؤشر سلباً وايجابياً فان العوامل العالمية تعطي دفعاً نحو الاعلى والاسفل كذلك.
سيطرة الكبار
وفي ذات السياق كشف الدكتور علي العلق استاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ان سوق الاسهم لا زالت تعاني من سيطرت شريحة من المساهمين الكبار الذين يمتلكون كميات كبيرة من الاسهم في العديد من الشركات والتي يتم تداولها بشكل يومي وبالتالي فانه في حالة تفاعل هذه الشريحة سلبياً فان الاطراف الاخرى تحذو حذوها وتعمد للبيع بشكل عشوائي دون النظر للعواقب الامر الذي يعمق من الجراح التي تعاني منها شريحة الافراد وبالتالي فان كبار المساهمين هم من يمتلكون التأثير والقدرة نسبياً على المؤشر العام بما يمتلكون من اسهم في السوق وتابع انه رغم ذلك فان كبار المستثمرين لا يمتلكون عصاً سحرية لتسيير حركة الافراد الا ان الهلع والخوف الذي يصيب الصغار بمجرد سيطرة اللون الاحمر يخدم الطرف الاول بالدرجة الاولى خاصة ان الصغار يعمدون للبيع قبل الكبار. اضافة لذلك فان شريحة من المستمثرين استطاعت مع وصول المؤشر لمستوى 12 الف نقطة تعويض جزء من الخسائر الفادحة التي لحقت بمدخراتهم خلال العام الماضي ما دفع الجزء الاكبر من هؤلاء للتوجه نحو البيع للاحتفاظ بالاموال والحيلولة دون ذهابها مجدداً خاصة مع وجود اشارات سابقة باتجاه قوي نحو تصحيح قاس للمؤشر خلال الايام المقبلة.
وشدد على اهمية الاستثمار المؤسسي في السيطرة على الشائعات مؤكدا انه رغم وجود الشائعات الا ان مكاتب الوساطة المالية تمثل الملاذ الامني للحد من التأثير السلبي للشائعات بشكل كبير.
تخبط المؤشر
ومن جانبه اوضح الدكتور سالم باعجاجة الخبير والمحلل الاقتصادي ان هناك العديد من الاسباب ادت الى تخبط المؤشر بعد ارتفاعه من 8000 نقطة حتى وصل الى 11700 نقطة بارتفاع نسبة 50% من المؤشر.
وتابع ان نكسة الاسهم في يوم 2008/1/22 كانت بدايتها عندما اعلنت سابك عن ارباحها عن العام الماضي 2007 حيث تدنت ارباح الربع الرابع والاخير عن المتوقع مما ادى الى هبوط سعر السهم عند الافتتاح اضافة الى اعلان تداول سهم بترو رابغ حيث رغب كبار المضاربين في البيع في السوق تمهيداً للاحتفاظ بسيولة للشراء في بترو رابغ حيث لم يخصص السهم الكمية التي طلبوها, علاوة على الركود في الاقتصاد الامريكي الذي انعكس على سائر اسواق العالم.
وتابع ان المجموعات لها تأثير مباشر على السوق حيث يتم الاتفاق على شراء سهم معين ما يؤدي الى رفع سعره. وتابع ان من واجب هيئة سوق المال مراقبة السوق والتحذير المستمر من عمل تلك الجروبات والعمل على محاسبة المتلاعبين والمح الى ان اصلاح العوامل الداخلية في السوق من الاهمية بمكان وذلك بمنع عمل الجروبات ومحاسبة المتلاعبين وحث الشركات بعدم تسريب المعلومات من المسؤولين بالشركة وتسريع نشر المعلومات اولا باول من قبل هيئة سوق المال والتريث من قبل الهيئة في اصدار الاعلانات والتحري ان يكون الاعلان اثناء تداول السوق حتى لا ينعكس سلباً على اداء السوق.

[@ بن سلمان @]

يعطيك العافية يا بو سعود على المتابعة