(ح,3) سد ثمالة وحدودها مما يلي الشام في ردي على ابن همام

[المستعين بالله ابوعبدالله]

(ح,3) سد ثمالة وحدودها مما يلي الشام في ردي على ابن همام (ح,3) سد ثمالة وحدودها مما يلي الشام في ردي على ابن همام (ح,3) سد ثمالة وحدودها مما يلي الشام في ردي على ابن همام (ح,3) سد ثمالة وحدودها مما يلي الشام في ردي على ابن همام (ح,3) سد ثمالة وحدودها مما يلي الشام في ردي على ابن همام

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله القائل , يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى , وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا , أن أكرمكم عند الله أتقاكم , والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله الذي يقول في خطبة الوداع : أيها الناس أن ربكم واحد وأن أباكم واحد , كلكم لآدم وآدم من تراب , ليس لعربي على عجمي فضل ألا بالتقوى , ألا هل بلغت ؟, اللهم فاشهد, وبعد :



أنتهيت معكم في الحلقة الماضيه (الثانية) على أن ثمالة ثقفية منذ العصر الجاهلي بسبب حلفها مع ثقيف , ولذلك لا غرابة أن لا يذكرها الذاكرون مع ثقيف لا في سراة ولا في وادي جفن , لأن ذكر منازل القبيلة الأم (ثقيف) أغنى عن ذكر منازل القبيلة الفرع (ثماله).



أما في حلقتنا هذه , فتعالوا معي لنحدد المكان في وادي جفن الذي تلتقي به منازل ثمالة مع منازل بقية قومها من ثقيف , وهو مكان ما في المنطقة المحصورة بين الكبري الواقع بأعلا الصخيرة المقابل لخشم أبو حرب الى المزلقان الواقع شرق قرية الصخيره (قرية الكوثر أو قرية الحجاج) , أي في مكان قد يكون بأعلا أو أدنى أو في البين بين هاتين النقطتين , وهي مسافة ليست بالكبيرة (ربما قاربت من خلال مجرى الوادي على الكيلو ونصف ك,م) .

ولمشاهدة صورة لتلك المنطقة التي أعنيها بعينها أود منكم الأطلاع على صورة ألأقمار الصناعية رقم (1) .

أما من أين لي بهذا الأستنتاج ؟, ولماذا جعلت الصخيرة فيه حجر الزاويه؟.

لتتعرفوا على الأجابة , تعالوا معي لنمسك بطرف الخيط الذي سيوصلنا في النهاية لهذه النتيجه , هلموا لنتعرف أولا على موطن من كان في صغره كليبا وفي كبره حجاجا يتردد أسمه وأفعاله وأقواله بكل مكان وعلى كل لسان على أمتداد دولة الأسلام , وظل صدى ذلك يتردد على مر الزمان حتى هذا الأوان .

هلموا لنتعرف على منازل الحجاج بن يوسف الثقفي من بين كل ديار قومه (ثقيف) , والتي تقع على ضفاف وادي جفن في المكان الذي عرف بالقدم بقرية الكوثر ويعرف اليوم بقرية الصخيره .


وللوقوف معي على ذلك , تعالوا لتطلعوا على اربعة نصوص أستشهد بها ابن همام (ح,5) في غير ما أعتزم الأستدلال به في حلقتنا هذه .



يقول النص الأول :
(جاء في معجم البلدان عند رسم (كوثر) , قال : قرية بالطائف كان الحجاج بن يوسف معلما بها , قال الشاعر :

أينسى كليب زمان الهزال @@@ وتعليمه صبية الكوثر .

أنتهى النص.

هذا النص يحدد لكم قرية واحدة بعينها (فقط) من بين جميع قرى ومنازل ثقيف كان الحجاج بصغره يعلم بها الصبية وهي قرية الكوثر , ومعلوم من مصادر أخرى كالبداية والنهاية لأبن كثير أن الحجاج وأباه كانا يدرسان القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة .

وهذا النص الذي خصص فيه مكان بعينه من بين جميع الأمكنة مؤشر قوي يجعلنا نعتقد مبدئيا أن الحجاج أنما كان يدرس الصبية في مسقط رأسه بقريته ألأصلية (الكوثر) .



ويقول النص الثاني:
عن موقع قرية الكوثر بوادي جفن : قال السالمي , هي قرية تاريخية بوادي الصخيرة من جنوبي الطائف , عند ركبانها الشمالية يلتقي سيل جفن بسيل بني سالم , ثم يدفعان في شيحاط ثم ليه , يرتبط أسمها بالحجاج بن يوسف الثقفي يوم كان معلما للصبيان بها , ويقال كان عندها عين ومسجد بأسم الحجاج بن يوسف . أنتهى النص.

من هذا النص يتضح لنا أن قرية الكوثر هي قرية الصخيرة المعروفة لدى الكثيرين اليوم , ثم أذا أضفتم أستنتاجكم من هذا النص الى أستنتاجكم من النص الأول تزدادون يقينا بأن قرية الصخيرة (الكوثر) هي قرية الحجاج التي كان يعلم بها الصبيان , والتي خصها لاحقا (من بين كل الأمكنة في ديار قومه) بالعناية (منه أو من غيره أرضاء له) فكان له بها عينا ومسجدا.



النص الثالث :
تشبب الشاعر النميري الثقفي بزينب بنت يوسف أخت الحجاج بن يوسف الثقفي في قصيدة منها:

[POEM="font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]طربت وهاجتك المنازل من جفن=ألا ربما يعتادك الشوق بالحزن
نظرت إلى أظعان زينب باللوى= فأعولتها لو كان إعوالها يغني
فوالله لا أنساك زينب مادعت =مطوقة ورقاء شجوا على غصن
فإن احتمال الحي يوم تحملوا= عناك وهل يعنيك إلا الذي يعني [/POEM]


أذا ربطتم ما تدل عليه هذه الأبيات بما سبق تزدادون يقينا الى يقين بأن قرية الحجاج هي قرية الصخيره , فهاهو الشاعر النميري يبكي على الأطلال لو كان بكاؤه يغني , يبكي عند منازل زينب أخت الحجاج بعد رحيلها عنها, وحدد موقعها باللوى من وادي جفن .

واللوى وصف لهيئة طبيعة تقع في مجرى الوادي , (يقابله بالعامية ملوى الوادي أو الملواه), وبذلك حدد الشاعر منازل زينب باللوى في وادي جفن .

فأين هو اللوى من وادي جفن الذي كانت به منازل أخت الحجاج التي بكى عندها النميري بعد رحيلها عنها ؟, أين هي منازل زينب التي تحولت برحيلها عنها (من وجهة نظر الشاعر) الى أظعان منه أظعنت الظعينة التي تباكى عليها النميري ؟ .

الجواب : واضح جدا من الهيئة الطبيعية لوادي جفن (كما يتبين لكم ذلك من صورة الأقمار الصناعية رقم (2)) أن اللوى يقع عند الركبان الشمالية لقرية الصخيرة مباشرة قبل أن يلتقي وادي جفن برافده القادم من بلاد بني سالم .

فأذا كان هذا هو الموطن الأصلي لأخت الحجاج قبل رحيلها مع أهلها الى العراق أو الشام , فلن يبق هناك شك لدى متشكك أطلع على ما سبق من أدله في أن قرية الصخيره هي منازل الحجاج وأسرته وعشيرته ألأقربين .



وطالما أننا قد حددنا في ما سبق المنازل من جفن , منازل زينب وأخيها الحجاج وذلك بقرية الكوثر(الصخيره) المقابلة للوى .

طالما أننا قد حددنا ذلك , فدعونا نبحث عن أقرب منازل ثمالة لقرية الكوثر ولمكان اللوى على وادي جفن, وهي مجاورة لهما كما ستعرفون ذلك من النص الرابع .

يقول النص الرابع :

ورد في سير أعلام النبلاء عند ذكر عبدالرحمن بن عائذ الثمالي الذي خرج على الحجاج مع القراء , وأسر يوم الجماجم فعفا عنه الحجاج لجلالته , قال الذهبي : قيل أن الحجاج قال له : كيف أصبحت ؟, فرد عليه قائلا : لا كما يريد الله , ولا كما يريد الشيطان , ولا كما أريد . فقال له الحجاج : ويحك ما تقول ؟ , قال : نعم يريد الله أن أكون عابدا زاهدا وما أنا كذلك , ويريد الشيطان أن أكون فاسقا مارقا وما أنا بذلك , وأريد أن أكون مخلى في سربي آمنا في أهلي وما أنا بذلك .

فقال الحجاج , أدب عراقي , ومولد شامي , وجيراننا أذ كنا بالطائف , خلوا عنه .

فأذا كنا قد أستنتجنا من النصوص الثلاثة الأولى أن قرية الصخيرة الواقعة على وادي جفن هي قرية الحجاج , فهاهو الحجاج نفسه يتذكر شيئا يشفع مع غيره من الأشياء لأبن عائذ الثمالي , شيء أجله العرب أيما أجلال في الجاهلية والأسلام , ودفع الحجاج للعفو عن أسيره وهو الجوار في الديار (في الموطن الأصلي لهما) بقوله : وجيراننا أذ كنا بالطائف .

وبذلك يكون قد بات واضحا أن منازل ثمالة كانت مجاورة للصخيرة حيث منازل ألحجاج بن يوسف وعشيرته ألأقربين في وادي جفن .

فأذا كان هذا عن الماضي البعيد , أي عصر الجاهلية وصدر الأسلام , وهو كاف للتدليل على أن منازل ثمالة كانت يوما ما تمتد في وادي جفن الى منازل الحجاج وعشيرته بالصخيره .



إذا كان ذلك كذلك , فهل من معلومات عن الماضي القريب ؟, وهل لذلك الماضي البعيد أنعكاسات على الماضي القريب ؟.

أجيبكم بأن القرب الجغرافي بوادي جفن , (أي جوار منازل ثمالة والصخيرة التي كان بها منازل الحجاج وعشيرته ألأقربين) ترتب عليه لاحقا قربا ديمغرافيا حيث انضم الصخرة (عشيرة الحجاج) الى ثمالة واصبحوا ثملانا من ثمالة بالحلف تماما كالثملان الذين كانوا ولا زالوا ثقفانا من ثقيف بالحلف , وترتب على ذلك أن يغزوا الصخرة مع قومهم الثملان أذا غزوا , ويدفعون معهم العزاة أذا تعرضت ديارهم للغزو , ويذب الشعراء الصخرة عن ثمالة كما تذب شعراء ثمالة عن ثقيف, بل يقف الصخرة الثملان هم وبقية قبائل ثمالة صفا واحدا عندما يقع ألأحتراب الداخلي في ما بين قبائل ثقيف نفسها .

وما حلف الصخرة (أهل قرية الكوثر) مع ثمالة من بين بقية قبائل ثقيف ألا دليل آخرعلى ألتصاق الديار ببعضها في وادي جفن قبل أن تفصل بينهما أملاك الغير التي آلت من ثمالة لغيرهم كالعرابية والأشراف والسوطه الأمر الذي أدى في النهاية (أي وجود نزلاء جدد بوادي جفن يفصلون ما بين ثمالة والصخرة) الى أنفصال اهالي الصخيرة عن ثمالة وتركهم للحلف بأوائل القرن الماضي بعد أن تحسنت الأحوال ألأمنية وتخلى الناس عن كثير من عداوات وعادات وعنصريات الجاهلية مما أدى بالتالي الى أستغناء بعض القبائل عن أحلافها.



ومما أدركته في صغري المبكر من ذكريات كان يرويها لنا بعض كبار السن عن أسلافهم (ومنهم الحساب حاضر البديهة وصاحب الذهن الوقاد عبدالرحمن بن محمد الساعدي الثمالي رحمه الله) قولهم أن القبيلة الفرع من ثمالة كانت تدافع في سالف الأزمان عن نفسها في اليوم الأول أذا داهمها الغزاة , وفي اليوم الثاني تشترك معها في القتال بقية فروع ثمالة بما فيهم الصخره (أهل الصخيره) , وفي اليوم الثالث تشترك معهم بقية قبائل ثقيف , وقد شهدت (كما يذكرون) المناطق المجاورة لحصن غياظ شيئا من هذه الحمية القبلية التي كان فيها بنو سفيان أولى طلائع ثقيف التي هبت حمية في ثماله .



وإذا كان ما سبق ذكره أستنتاج مما كتب أو روي عن التاريخ البعيد والقريب , فماذا عن ألآثار التي يعاد بأكتشافها كتابة الثاريخ ؟, وهل بالآثار التي تكتنزها بلاد ثمالة أي قرينة تؤكد على جوار ثمالة للصخرة في وادي جفن؟.

أجيبكم بالأيجاب وأقول : أن مما أدركته من آثار منظومة الري التي يعتبر السد والجراب جزءان منها وليسا كلها , تلك الآثارالتي أعتبرها آثارا ثمالية صرفه كما سيتبين لكم ذلك في حلقة لاحقة ,, أقول أن مما أدركته كما أدركه غيري ممن هم في سني أو أكبر مني في أواخر الثمانينيات من القرن الهجري الماضي تفجر المياه من الجراب أمام بيوت العرابية مما يعلو مباشرة بلاد عبدالمعين الشريف .



ومما أدركه من كان قبلنا من كبار السن وهم على ظهور الأبل قبل وصول السيارات رؤيتهم للماء وهو يندفع من الجراب في جانب من الوادي القريب مباشرة من كبري الصخيره المحاذي لخشم أبو حرب مما يدل على أن مشروع الجنتين الذي بناه أجدادكم كان يوما ما متصلا الى هناك , وأن الجوار في وادي جفن قديم جدا بين ثمالة وبين ثقيف عامه والصخرة خاصه .



والى هذا الحد أتوقف بكم , وأعتذر منكم عن ألأطالة , على أن أستأنف الحديث معكم في الحلقة الرابعة أن شاء الله عن منظومة الري التي أقامتها ثمالة والتي لم يبق منها ألا السد والجراب وأكوام من الطمي وآثار أنهيار عظيم لجبل يشهد أنهياره على قدم السد وعلى الدمار الذي حل بما بنته ثمالة في مشهد ربما أعاد للذاكرة ما حل بأسلافهم في مأرب .



فألى ذلك الحين أستودعكم الله , وأهنئكم بقرب حلول الشهر الكريم , تقبل الله مني ومنكم صيامه وقيامه , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .