جراح السوق السعودية بدأت في الالتئام.. تصريح مؤسسة النقد "دفعة إيجابية"

[عثمان الثمالي]

جراح السوق السعودية بدأت في الالتئام.. تصريح مؤسسة النقد "دفعة إيجابية" جراح السوق السعودية بدأت في الالتئام.. تصريح مؤسسة النقد "دفعة إيجابية" جراح السوق السعودية بدأت في الالتئام.. تصريح مؤسسة النقد "دفعة إيجابية" جراح السوق السعودية بدأت في الالتئام.. تصريح مؤسسة النقد "دفعة إيجابية" جراح السوق السعودية بدأت في الالتئام.. تصريح مؤسسة النقد "دفعة إيجابية"

الاقتصادية السعودية الخميس 9 أكتوبر 2008 9:02 ص

المؤشر يبعثر 83 % من خسائره في 90 دقيقة.. والتداولات عند أعلى قيم منذ 57 يوما

قللت السوق السعودية من وتيرة خسائرها بشكل لافت في الساعة الأخيرة من جلسة أمس، فاقدة 93 نقطة (1.49 في المائة) لتغلق عند 6160.5 نقطة، التي تشكل الإغلاق الأدنى منذ أكثر من أربع سنوات. وكان لافتا ارتفاع قيم التداولات في الجلسة إلى 7.1 مليار ريال، وهي الأعلى منذ 25 آب (أغسطس).
وكان المؤشر قد افتتح تداولاته على تراجع حاد للجلسة الثالثة على التوالي، وكسر عاجلا نقطة الـ 6000، قبل أن يطول نزولا النقطة 5696 التي تشكل أدنى مستوى على الإطلاق منذ أربع سنوات، لكن السوق قلصت 83 في المائة من خسائرها التي منيت بها خلال الجلسة بعد دقائق معدودات من تخفيض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية إلى 1.5 في المائة الذي تبعه تخفيض في أسعار الفائدة في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية، ومنها الإمارات والكويت فبدأت السوق السعودية تنتعش بقيادة "سابك" وعدد من البنوك. ومن المرجح أن تخفض السعودية أسعار الفائدة على الريال بسبب ارتباط العملة المحلية بالدولار.
وأكد نبيل المبارك ـ محلل مالي ـ أن "الشرارة الإيجابية" في جلسة أمس، أتت من تصريحات الدكتور محمد الجاسر، نائب محافظ مؤسسة النقد العربي ، وأن ردة فعل السوق تأخرت لأنه "ليس هناك مهنية... ليس من يأخذ زمام المبادرة (...) وتم قراءة التصريحات قراءة مجالس".
واستبعد أي تأثير سلبي فعلي من المصارف السعودية بالقول:" نعرف سلفا أن أرباحها كانت في ازدياد... وأنه "لا علاقة لقطاع المصارف (السعودية) بالأزمة المالية لا من قريب ولا من بعيد".
واستبعد أن تكون الصناديق الحكومية قد تدخلت في السوق، "لأن مثل هذا الشراء يحتاج إلى قرار سياسي"، مستدركا إلى أن رفع حصة مؤسسسة التقاعد في سهمي الاتصالات والتعاونية "لا يعد تدخلا بتاتا... إنها لم تكن سوى فرصة شراء... ما تم دفعه لذلك يؤكد هذا الأمر".
وكانت المؤسسة العامة للتقاعد قد رفعت حصتها في شركة الاتصالات السعودية لتصبح 6.30 في المائة بعدما كانت 6.20 في المائة، وزادت مساهمتها في الشركة التعاونية للتأمين إلى 19.20 في المائة بعدما كانت تمتلك 18.50 في المائة.
ونجحت 3 قطاعات في الارتفاع من بينهم قطاع المصارف وذلك بدعم من الارتفاع في 4 أسهم في القطاع كان على رأسهم سهم "العربي الوطني" والذي ارتفع بنسبة 7.9 في المائة مغلقا عند 43.5 ريال، ثم سهم "سامبا" بارتفاع 4.83 في المائة مغلقا عند 65 ريالا، وأغلق سهم مصرف الراجحي عند 69 ريالا بارتفاع 1.47 في المائة، وأخيرا سهم السعودي الفرنسي والذي ارتفع بنحو 0.88 في المائة ليغلق عند 57 ريالا الجدير بالذكر أنه سبق لتلك البنوك أن أعلنت عدم تأثرها نهائيا بأزمة الرهن العقاري وذلك مع إعلانها نتائجها المالية. وارتفع قطاع الأسمنت بنسبة 0.17 في المائة ، وقطاع الإعلام والنشر بنحو 5.38 في المائة رابحا 100 نقطة .
ويتوقع خبراء أن تشهد السيولة تحسنا في الفترة المقبلة نتيجه لخفض الفائدة. شهدت الكميات التي تم تداولها خلال الجلسة طفرة كبيرة حيث بلغت 297.46 ألف سهم وهي أعلى كمية تداولات منذ 28 تموز (يوليو)، وهو يوم إدراج الشركة العربية للتعدين (معادن ) .
وشدد المبارك على أن "من الصعب أن يتم (التدخل الحكومي) بهذه السرعة... من الواضح أن ما حدث شراء أفراد... واضح من تذبذب المؤشر، كان هناك دخول وخروج عدة مرات، (التداول) تم على مراحل متعددة وصار فيه تذبذب، قلص (المؤشر خسائره)، ثم رجع....أشك أن محافظ حكومية تدخلت... لا شيء يدل على ذلك".
وعلى بعد مسافة غير قصيرة، يرى الدكتور علي دقاق الأستاذ المساعد في قسم الاقتصاد في كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبد العزيز ـ، أن ما حدث في الساعة الأخيرة يؤكد أنه "ضُخت أموال في السوق... دخلت محافظ استثمارية شبه حكومية، بالتأكيد أنها ليست من البنوك لأنها تحتاج إلى سيولة (...) ربما حدث اتفاق ما... كنا نريد الخطوة منذ اليوم الثاني لكنهم المسؤولين تأخروا".
ولم يستبعد دقاق أن تكون "الأمور تصريفية"، على غرار ما حدث في آخر يوم تداول (في الشهر الماضي).. اليوم سجلنا قاعا جديدا، شركات جديدة سجلت قاعا جديدا، يجب الحذر خاصة إن كسرنا 5750"، وزاد "أخشى أن يستمر الوضع شبيها إلى منتصف 2009... كنا نعيش كساد في الربعين الماضيين... نحتاج إلى ربعين إيجابيين حتى نتوقع تحسنا" بدءا من منتصف العام المقبل".
وبتداولات هي الأعلى له منذ قرابة الـ32 شهرا، نجح سهم "سابك" في عكس اتجاهه والإغلاق في المنطقة الخضراء مغلقا عند 90 ريالا مرتفعا بنسبة 5.2 في المائة بعد أن كان السهم في بداية تعاملاته منخفضا بالنسبة الدنيا عند 77 ريالا. وبلغت الكميات التي تم تداولها على السهم اليوم 18.2 مليون سهم وهي تزيد الكميات بنسبة 203.3 في المائة عن متوسطها حجم تداولاتها الأسبوعية التي بلغت 6 ملايين سهم.
واستطاعت 20 سهما أن تعكس اتجاهها أمس وتغلق مرتفعة يتصدرها سهم الأبحاث والتسويق الذي أغلق مرتفعاً بالنسبة القصوى عند 32.1 ريال بكميات تداول بلغت 204 آلاف سهم تزيد بنسبة 22 في المائة على متوسط حجم تداولاته الأسبوعية التي بلغت 167 ألف سهم، يليه سهم البنك العربي الوطني الذي أغلق مرتفعاً بنسبة 7.94 في المائة عند 43.5 ريال وبكميات تداول بلغت 925.6 ألف سهم تزيد بنسبة 97.8 في المائة على متوسط حجم تداولاته الأسبوعية التي بلغت 468 ألف سهم .
وبعد ارتفاع جبل عمر أول أمس بالنسبة القصوى حين وصل إلى 18 ريالا فإنه أغلق مرتفعاً بنسبة 6.7 في المائة عند 17.5 ريال بكميات تداول بلغت أربعة ملايين سهم تزيد بنسبة 122 في المائة على متوسط حجم تداولاته الأسبوعية التي بلغت 1.8 مليون سهم .
ويرى الدكتور خالد المانع ـ محلل اقتصادي ـ أن خفض سعر الفائدة في عديد من البنوك المركزية العالمية عكس التوقعات بأن مؤسسة النقد ستقوم بالتخفيض ذاته مما يعني مزيدا من السيولة، وتاليا ضخها في السوق"، وهو يرى أن السوق تفاعلت مع اعتبارات التحاليل الفنية "حيث ارتدت أغلب الشركات القيادية من أمام دعومات محمية تاريخيا وقوية". ويذهب محمد العنقري ـ محلل فني ـ إلى حد التأكيد بأن السوق "ما زالت مدفوعة بعوامل نفسية، وأنه "لا توجد مبررات حقيقة لتأثر جوهر السوق (سلبا)... المخاوف تضغط على السوق، والارتداد اليوم (أمس) كان منطقي... لقد كان متوقعا، وبخاصة بعد الخطوة العالمية، وكون بعض البنوك المركزية الخليجية تبعتها، أتوقع أن نتخذ خطوة مشابهة". وزاد "لقد كان من الطبيعي أن يحدث ارتداد لأنه ما زال أمام البنوك المركزية مساحة لدعم الأسواق". وتوقع أن تكون حركة المؤشر المحلي في الأسبوع المقبل "مطمئنة"، معللا ذلك بأن إعلانات الشركات كانت إيجابية، وتأكيد البنوك السعودية بأنها لم تتأثر من أزمة الرهن، السوق (المحلية) تحتاج إلى فترة من الاستقرار، والأزمات تولد فرصا للاستثمار"، مرجحا أن يستمر تذبذب السوق المحلية عدة أسابيع. وأنه من الطبيعي حدوث ذلك "لأننا في مرحلة... تحتاج إلى فترة حتى تقيم أثر الأزمة المالية في الشركات المحلية وأي القطاعات التي من الأفضل التمركز فيها".

[فاعل خير]

مشكور على المتابعة