اقتصاديات / صقر ريش اقتصاديات / صقر ريش اقتصاديات / صقر ريش اقتصاديات / صقر ريش اقتصاديات / صقر ريش
رئيس «أوبك» يتوقع «تقليصا حادا» للإنتاج لإعادة التوازن بين العرض والطلب
مع تراجع الطلب العالمي على النفط للمرة الأولى منذ 25 عاما
كفة العرض في سوق النفط أصبحت مائلة بشكل لافت في مقابل الطلب
ستعلن منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عن تقليص جديد يرجح ان يكون كبيرا في إنتاجها الأربعاء في وهران (الجزائر) لدعم اسعار النفط التي انهارت مع تدهور الاقتصاد العالمي. وقال شكيب خليل، رئيس «اوبك» التي تؤمن 40 في المائة من النفط العالمي «يتوقع ان يقرر اجتماع وهران تقليصا حادا لاعادة التوازن بين العرض والطلب». وأعلنت ايران، المنتج الثاني للنفط في «اوبك» الأحد انها ستطالب بتقليص يتراوح بين 1.5 ومليوني برميل يوميا من انتاج الكارتل في اجتماع وهران (الجزائر) في 17 ديسمبر(كانون الأول)، بحسب وكالة «ايسنا» للأنباء. وقال وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري «موقفنا في اجتماع أوبك المقبل في الجزائر سيقضي بطلب خفض انتاج الكارتل 1.5 الى مليوني برميل في اليوم». وما ان انتهى الاجتماع الاستشاري في القاهرة في اواخر نوفمبر (تشرين الثاني) حتى أعلن الأمين العام «أوبك» عبد الله البدري وجود «إجماع عام» على الحاجة الى خفض الإنتاج في وهران للمرة الثالثة على التوالي. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فأمام تراجع الطلب للمرة الاولى منذ 25 عاما، لا يملك «الكارتل» أي خيار آخر، اذ خسر سعر برميل النفط 70 في المائة من قيمته منذ أن بلغ مستواه القياسي خلال الصيف، ووصل سعر برميل النفط آنذاك الى 150 دولارا. أما الجمعة فسجل السعر 46 دولارا. وهذه الأسعار لا تسمح للمنتجين بتحقيق توازن مالي وتغطية تكاليف الانتاج. فحتى السعودية لم تعد راضية عن الأسعار الحالية بعدما صرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن سعر 75 دولارا للبرميل «عادل». ولا يزال ينبغي تقييم حجم التقليص «الحاد» بالأرقام مقارنة بإنتاج رسمي من 27.3 ملايين برميل في اليوم. واعتبر جوليان جيساب، من مؤسسة «كابيتال ايكونوميكس» أن «الكارتل قد يعلن تخفيضا من مليوني برميل في اليوم على الأقل» في وهران. وقال ديفيد كيرش، من «بي اف سي انرجي» ان «مندوبي اوبك يتحدثون عن (خفض من) 1.5 مليون الى مليوني برميل في اليوم، ولكن بما ان خليل قال بالاستعداد لمفاجأة، نتوقع تخفيضا بكميات مرتفعة». وتجازف أوبك كذلك بالتسبب بانهيار جديد في الأسعار في حال خيبت آمال السوق عبر اعتماد رد خجول. لكن السعوديين المعروفين باعتدال مواقفهم قد يشيرون الى ان تقليصا ضخما في الإنتاج سيشكل تضحية غير مجدية. وبالتالي اعتبر فريديريك لاسير، من سوسييتيه جنرال، أن الإعلان عن خفض من مليوني برميل في اليوم أو أكثر لن يؤثر على أسواق «صماء» ولا تعمل بحسب الأنظمة الأساسية للأسواق، وتوقع خفضا من مليون برميل في اليوم. وقد يثير السعوديون على غرار ما حصل في القاهرة حجة عدم جدوى القيام بخفض كبير في حال امتناع اعضاء الكارتل الـ12 عن احترام القرارات ومواصلة تجاوز حصص انتاجهم. وقال لاسير ان تخفيضا «هائلا» في الحصص قد يؤدي الى «نتيجة عكسية» على الاسعار في حال عدم احترامه. بالتالي تم تطبيق التقليصين اللذين أقرا في الاشهر الماضية (520 الف برميل في سبتمبر (ايلول) و1.5 مليون برميل في اليوم في أكتوبر (تشرين الأول) بشكل متفاوت. وأضاف محللو مؤسسة «جاي بي سي انرجي» السويدية ان أي خفض يفوق 1.5 الى مليوني برميل «يبدو صعبا، بسبب مشكلة احترام الحصص» غير ان «اوبك قد تحتفظ بمفاجأة تكمن في دعم روسيا لها». وستحضر روسيا اجتماع الأربعاء، وسبق ان لمحت الى انها قد تساهم في جهود المنظمة من اجل تقليص الانتاج.
وعلى صعيد متصل قال مسؤول بشركة سوناطراك للطاقة امس ان الجزائر خفضت انتاجها من النفط بواقع 70 الف برميل يوميا منذ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) تمشيا مع قرارات أوبك التي تستهدف دعم اسعار النفط المتراجعة. وقال سعيد سحنون المسؤول في سوناطراك في تصريحات للصحافيين إن انتاج الجزائر حاليا يتراوح بين 1.31 مليون و1.31 مليون برميل يوميا. واضاف ان الجزائر خفضت الانتاج بنسبة خمسة في المائة، أي نحو 70000 برميل يوميا لتلتزم بالخفض بالكامل. وافاد بأن الخفض تم في انتاج سوناطراك والمشروعات المشتركة. والشركات الاجنبية الرئيسية العاملة في التنقيب عن النفط والغاز في الجزائر هي بريتش بتروليوم واميرادا هيس وشتات أويل واناداركو بتروليوم وريبسول وتوتال.
من جهة اخرى طالب خبير شؤون النفط الجزائري، مراد بروري، امس بخفض كميات الإنتاج اليومية من النفط الخام بشكل كبير لمواجهة الهبوط المستمر في أسعار النفط. وقال بروري في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قبل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في مدينة وهران: «أرى ضرورة أن تخفض أوبك سقف الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا بحد أدنى».
وأضاف الخبير الذي شغل في السابق منصب كبير مديري الشركة الوطنية للمحروقات (سوناطراك) في الجزائر أن الخطوة المثالية هي خفض الإنتاج اليومي بنحو 2.5 مليون برميل خاصة وأن الظروف متاحة لصدور مثل هذا القرار. وأشار الخبير إلى إمكانية مشاركة الدول الكبيرة من خارج المنظمة في خفض الكميات وخاصة روسيا التي ستشارك بوفد كبير في اجتماع أوبك في ظل أنباء عن حضور رئيس الوزراء، فلاديمير بوتين، بنفسه إلى وهران.
وأوضح الخبير أن المملكة العربية السعودية، أكبر الدول المنتجة في أوبك، خفضت إنتاجها اليومي بنحو 466 ألف برميل ولكنه قال ان إجراء خفض إضافي على المدى القصير ضروري لتفادي «كارثة» ستحل بأسعار النفط. وأكد الخبير الجزائري أن الطلب المستقبلي على النفط يتطلب المزيد من الاستثمارات وهو أمر غير ممكن إلا في ظل ارتفاع أسعار النفط.