مات حميد ..

[المقداد]

مات حميد .. مات حميد .. مات حميد .. مات حميد .. مات حميد ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة منه وبركة

في الحقيقة يا سادة أردت أن اكتب موضوعاً مستقلاً عن هذه الشخصيه التي عنونت بها موضوعي والتي أصبحت بعد نيف وتسعون علكة تلوكها الالسن ويهزأ بها متسلقون الكلمة والضاد !

حميد يا كرام ( بتخفيف الياء ) شخصيه معاصرة بلغ من العمر نيف وتسعون تقريباً تزوج في ريعان الشباب ولم يرزق الا بإبنة وحيده ولعمري أنها عن عشرة رجال في وقتنا هذا حفظها الله ورعاها ..

أصيب حميد قبل عام تقريباً بجلطة في الدماغ الزمته المشفى فترة من الزمن , وبعد عناء وشقاء خرج من المشفى بــــ 10 % من عقله , أما الباقي فقد أودعه بذلك المشفى على ايدي أطباء بياطره متخصصون !!

حكم على حميد بالخرف , وأصبح هناك هاجس مخيف لدى عائلته كونه يخرج من المنزل ثم لا يعود الا بمساعدة اهل الحي والعارفين به , أما هذه المره فكان الوضع مختلفاً تماماً خرج حميد من منزله في تمام الساعة الثالثة عصراً ليشهد صلاة العصر في المسجد القريب من منزله ولكنه في هذه المره لم يعد نعم وكأنه على موعد مع التيه !!
يقول الشاعر ,, ابو ذؤيب الهذلي :

فإذا المنية أنشبة أظفارها .... الفيت كل تميمة لا تنفع

كانت جهود زوج بنته الوحيدة جباره فقد جعل الحي يضج بذكر فقده ويستنهضهم للبحث عنه وهو على رأسهم , عدت تلك الليله دون جدوى لحميد ما عدى حذاءه الذي وجدوه ملقى بالشارع !!

قام حسن بالتبليغ عن حميد في جهة مسؤلة ,(( الدفاع المدني )) !!
نعم ياكرام علمتا تعجب على رجالات هذا القطاع , دام البحث عن حميد قرابة الاسبوع ولم يلاحظوا تلك الجثة المسجية على الارض وبالقرب من الطريق العام !!
لم يكتفي حسن بذلك البحث المتواضع والذي يقوم على جيب وإثنان من افراد القطاع , قام بتقديم معروضه وطلب طائرة للبحث عن فقيدهم , جاءت الطائرة بعد أسبوع من الانتظار وحامة فوق جثة حميد التي تحللت وتعفنت ثم غادرت معلنة رحيلها بعد يأس كبتنها من وجود أي اثر لحميد !!!!!!!؟

دخل الحي في دوامة حزن , وربما افقدهم الرغبة في النوم والطعام ايضاً , ولكن هذه هي الاحزان تهجم على الصدور دون اذن مسبق ,وحتى مساء ما قبل الأمس وجد حميد في أحد الشعاب وبالتحديد في شعب الغمير والقريب جداً من الطريق العام , فشكراً لله ثم شكراً لذاك الرويعي الذي كان يرعى بشويهاته في ذلك المكان فوقع بصره على حميد ..

فرحم الله حميد وتقبله في عباده الصالحين ..
يتبع


المقداد