فنجال .. وعلوم رجــــــال .. !!

[سهيل2012]

هجد صاحبنا أبو لقفه كم يوم .. ولكنه سرعان ما عاد إلى ممارسة هوايته .. ولقافته !

وفي يوم ٍ جميل شمسهُ صافية مشرقة ترسل أشعتها الدافئة على أشجار وأحجار المزرعة الجميلة

وجد صاحبنا(أبو لقفة) أحد سكان هذه المزرعة جالسا على حـــافة النهر .. ومعه ( مغراف) يغرف من الماء

ويصب في الماء .. وهكذا عمله طوال اليوم يغرف من الماء ويصب في الماء .......

فأراد أن يكلمه أبو لقفه .. ولكنه تذكر التهديد والوعيد من لدن أمين عام المزرعة .. فتركه ..

وفي إيابه مرّ بهذا الرجل الغريب وتابع عمله العجيب .. ولم يتمالك نفسه !

نعم .. لم يتمالك نفسه أبو لقفه فسرعان ما توجه للرجل قائلا له :

أنت خِبل وش تسوي ؟

تغرف من الماء وتصب في الماء .. ما الفائده من ذلك العمل ؟

المفروض تقسم الأرض بالطول والعرض .. تحط هنا شطي وهناك شطي و تقسم كل شطي

إلى كم قصبة وتزرع فيها من الخضروات والفواكهه .. وتسوقها .. لين تزين وتغرب وتطيّب وتعزق ..

ومن ها المصطلحات اللي ما تخفى على الزرّاعه ...

ولكن صاحبنا استمرّ في عمله ، ولم يُعِر أبا لقفه أي اهتمام !

هُنا تدخل الرجل الأول في المزرعة .. أتدرون من هو ؟

نعم .. إنه امين المزرعه الشايب الأبيض الحلو أبو لحية طويلة .. وعنّف أبا لقفة أشد تعنيف ..

متهما إياه بنقض العهد والوعد .. ووجه له آخر نصيحة وقال بوضوووووح :

باقي لك يا أبو لقفة فـُرصة واحدة فقط .. وإن استمريت في لقافتك تعرف مصيرك من سوء تدبيرك !!

والسؤال الذي أكيد بانكم تعرفون إجابته حسب خبرتكم :

_ هل سيستفيد أبو لقفة من الفرصة الأخيرة ؟ أم يهدرها ؟؟

لا والله لم يستفدْ من الفرصة الأخيره .. ومن له طبع ما يكبّه !

جلس يومين ما يخرج من بيته في المزرعة .. وفي اليوم الثالث خرج أبو لقفه .. متفحصا بعيني

زرقاء اليمامه ما يقع عليه نظره !

وبينما هو على هذا الحال وجد رجلا يفعل فعلاعجيبا .. أعجب من سابقيه !

وجد رجلا كبيرا في السن تبدو عليه سمات الطيبة والرجولة جالسا وأمامه كومة حَبّ قمح ..

وياخذ من الحبّ ويحط فوق الحبّ .. يكيل بالصاع .. والنصيفه .. والمد .. ويحط فوق الحب مره

ثانيه .. وهكذا طوال اليوم ..

عندئذ وقف أبو اللقفات متعجبا من صنيعه !

وطرح السؤال العريض المعروف : أنت خبل وش تسوي ؟

المفروض تجيب لك مواعين وتكيل بالصاع وتحط بالماعون الأول ..

وبالنصيفة وتحط في الماعون الثاني ..

وبالمد وتحط بالماعون الثالث .. وهكذا ..

ولكن صاحب الحَبّ لم يعبأ بكلامه .. وواصل عمله ...

وبينما هما على هذا الحال .. إلا ويدي الشايب أمين المزرعة - في حلق الملقوف !

وبعد تأنيبه قال له :

يا أبو لقفه لم تستفد من الدروس السابقة .. ولم تستثمر الفرصة الأخيرة .. لذا وجب عليك أن

تذهب معي إلى أعلى مكان مرتفع في المزرعة .. وهناك أعطى له ( حصاة ) محنتفه .. هاثم

خبطه بأقوى ما معه على ( قلفته) وقال : رووووح مع الثلاثة اللي جنب الجدار .. فاكرهم ولا

نسيتهم ؟

وشوي وابو لقفه جنب الملقف الثلاثة ويخبّط على صدره بالحصاة ويقول :

أنا أستاهل ... أنا أستاهل ... أنا أستاهل !!!


والسؤال العريض :

في نظركم كم من حولكم من أناس تنطبق عليهم أحداث .. ونتيجة هذه القصة .. وحري بهم أن

يلقى بهم مع هؤلاء الملاقيف الثلاثة ؟

واظن لي عودة - إن شاء الله - للتعليق على عمل الرجال الثلاثة في المزرعة .