د. سليمان بن عبدالله السكران
لماذا نحتاج إلى شركات متنوعة النشاط في سوق الأسهم؟ هو سؤال عادة ما يطرح مع إدراج سهم جديد او حتى حين المطالبة بتنويع أنشطة الشركات المدرجة. ولإلقاء الضوء على هذا التساؤل تجدر الاشارة الى فهم اقامة سوق للاسهم بالأصل حيث ان من أولى الاهداف هو إيجاد فرص استثمارية واقتصادية تتباين فيها محددات العائد والمخاطرة لكي تلبي رغبة سلوكيات المتعاملين الاستثمارية والتي عادة ما تتفاوت بشكل كبير.
وحين تتنوع المنتجات الاستثمارية في السوق كماً ونوعاً فهي بلا شك تخلق مناخاً أكثر مواءمة لتلبية رغبة او احتياج أكبر عدد ممكن من المستثمرين. وهي بذلك تشبه قائمة الطعام المتوافرة في معطم إذ إن هذه القائمة كلما احتوت على أصناف اكثر ومختلفة زادت احتمالية تلبية شهية أي زبون.
ولكون سوق الأسهم السعودي يعد سوقاً ناشئاً فهو لايزال ينمو في توسيع قاعدته أفقياً وعمودياً وهو بحاجة الى مثل هذا التوجه لكي يكتمل في هيكله الأساسي. ولذا يطلب المهتمين بالسوق زيادة عدد الشركات المدرجة والتنوع في الصناعة لكون جزء مهم من العائد او المخاطرة لأي شركة مستنبط من محددات مخاطر او عوائد تلك الصناعة. ولعل في مثال طرح وادراج شركة "دار الاركان" هو توجه جيد سيخدم السوق من عدة عوامل لكون نشاط هذه الشركة في واحد من اهم القطاعات الاقتصادية التي يفتقر السوق الى وجود امثالها بالشكل الدقيق.. فالشركة تعمل في نشاط العقار على وجه العموم وخصوصاً التطوير العقاري وتطوير البنيات السكنية المتكاملة لفئات الدخل المتوسط والذي بلا شك يلامس اهتمام شرائح كبيرة من المجتمع لتنامي الطلب الحالي والمستقبلي على الاسكان بشكل عام كما تدل مؤشرات الاقتصاد والسكان.
لذا وإن كان في السوق شركات عقارية غير أن الحاجة أكبر من أن تضطلع أعداد محددة من الشركات بهذه الصناعة لكبر حجم النشاط العقاري الاقتصادي وتباين تخصصاته سواءً سكنية او تجارية او صناعية او غيرها.
لذا فمن المؤمل أن يكون ادراج مثل هذه الشركة مساهماً فاعلاً في تنويع قاعدة النشاطات الاقتصادية المدرجة في السوق وتعميق حجمه.
@ أستاذ العلوم المالية المشاركة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن