الأخبار الإقتصادية ليوم الاربعاء29/ 5/ 1429 هـ الموافق4/ 6/ 2008 م

[عثمان الثمالي]

الموظفون والمدرسون يتسربون من مكاتبهم في اليوم الأول من التداول
سهم «الإنماء» يخيب الآمال ويشلّ حركة المناطق ويعطل الصرافات والهاتف والإنترنت


محمد العبد الله ـ الدمام ، محمد سعيد الزهراني ، عبدالعزيز الربيعي ـ الطائف ، عبدالله المقاطي ـ ظلم ، ماجد عقيلي ـ جازان ، نايف حضيرم هلول ـ مهد الذهب ، خالد عبود ـ أحد رفيدة ، أحمد الحذيفي ـ تبوك ، ثواب محمد آل هياف ـ رنية
انطلقت امس عملية تداول اسهم مصرف الانماء حيث بدأ منذ الصباح الباكر تواجد المواطنين امام فروع البنوك المحلية وامام اجهزة الصراف الآلي حتى ان الكثير من المناطق شهدت عمليات تسرب للموظفين والمدرسين ما تسبب بإرباك كبير للحركة المرورية في مخلتف المناطق فيما واجهت خدمة الهاتف المصرفي للبنوك وشبكة الانترنت ضغوطًا كبيرة ما ادى الى تعطلها الامر الذي حرم عددًا كبيراً من المواطنين من بيع اسهمهم. عكاظ جالت في المناطق ورصدت اليوم الاول من التداول. ففي المنطقة الشرقية قالت مصادر مصرفية، ان التجمهر امام الصرافات المجاورة لفروع البنوك المحلية بدأ منذ الساعة التاسعة والنصف صباحا، بينما اخذت الطوابير في التزايد مع بدء العد التنازلي لبدء التداول، مشيرة الى ان الطوابير لم تقتصر على اجهزة الصرف الآلي، حيث اكتظت صالات التداول بأعداد كبيرة من المواطنين، لاسيما بالنسبة للبنوك التي تفتقر لخدمة البيع عبر اجهزة الصرف الآلي، مؤكدة ان 95% من المواطنين يفضلون البيع بسعر السوق، فيما لا تشكل نسبة المواطنين الذي يفضلون تحديد سعر البيع 5% من اجمالي الصفقات الكثيرة التي سجلتها الساعة الاولى من انطلاقة بدء التداول على اسهم مصرف الانماء.
وسجل سهم مصرف الانماء مكاسب بلغت 80% خلال الدقائق الاولى لبدء عملية التداول في اليوم الاول، حيث وصل السعر الى 18 ريالا، بينما كانت البداية عند مستوى 15,75 ريالا، بيد ان عمليات التدافع والبيع التي سجلتها الدقائق الاولى، ساهمت كبيرا في خفض السعر ليستقر السعر عند مستوى 14 - 15 ريالا.
واعتبر حسين الخاطر (محلل مالي) ان السعر الذي حققه سهم مصرف الانماء جاء مفاجئا وغير متوقع، خصوصا ان حجم الطرح الاولي كبير جدا، وبالتالي فإن وصول السعر لمستوى 15 - 18 ريالا في اليوم الاول، جاء بخلاف التوقعات السابقة التي اعطت السهم قيمة لا تتجاوز 12 ريالا، مشيرا الى ان عمليات البيع المتوازنة وغير الكثيفة ساهمت كبيرا في محافظ السهم على مكاسب التي بلغت 40% - 50% بالمقارنة مع سعر الطرح الاولي 10 ريالات، متوقعا استقرار سعر السهم عند المستويات الحالية خلال الاسبوعين المقبلين.
في حين قال علي الحرز (محلل مالي) ان القراءة الاولية لوصول سعر سهم المصرف لمستوى 15 - 18 ريالا في اليوم الاول، يعطي دلائل كبيرة حول المستقبل الواعد لهذا المصرف، لاسيما ان هناك جهات استثمارية واصحاب رؤوس اموال تراهن على المصرف مستقبلا، الامر الذي يدفعها للمسارعة على اقتناء الفرصة الحالية، بهدف الاستحواذ على كميات كبيرة.
وفي الطائف شهدت البنوك المحلية والصرافات منذ ساعات الصباح الأولى تجمعات كبيرة من المواطنين الذين تركوا اعمالهم لبيع اسهم مصرف الانماء وتسبب ذلك التجمع الكبير من المواطنين في إغلاق الشوارع المؤدية للبنوك كما شهد عدد من الادارات الحكومية تعطلا في بعض أجهزتها بسبب ضغط الشبكة على عمليات البيع والشراء من خلال الهواتف المصرفية والبنوك إلى جانب خروج الموظفين للبيع في البنوك وسط خيبة أمل للمواطنين في سعر السهم حيث كانوا يتوقعون ارتفاعه ليتجاوز 20 ريالا في اليوم الأول.
وأشار كل من نايف عبدالله ومحمد الحارثي وسعد المقاطي أنهم كانوا يتوقعون أفضل من ذلك في السعر ولكنهم واجهوا العديد من المشاكل بدءا بتعطل بعض الصرافات والتأخير في تنفيذ البيع في البنوك، إلى جانب السعر المتدني لسعر السهم.
من جهته قال المحلل الاقتصادي خالد الجميعي إن سهم مصرف إنماء من الأسهم القوية والتي ستمثل ضغطا على السوق في الأيام القليلة القادمة مشيرا إلى أنه يمثل ما نسبته 1,5 في السوق في حال إدراجه رسميا للسوق، ودعا الجميعي كافة المكتتبين إلى التريث في بيع السهم والانتظار حتى يحقق السهم قيمته الحقيقية في السوق.
وفي شمال الطائف وفي وقت رصدت لجان المتابعة في عدد من القطاعات الحكومية ومنها التعليم الادارات الحكومية حالات التسرب من قبل الموظفين والمعلمين من أجل بيع أسهم الانماء اصيب المساهمون بخيبة أمل كبيرة لدى افتتاح السهم بسعر 15 ريالاً وتفاوته في اسعار منخفضة مقارنة بالتوقعات التي سبقت تداول السهم والتي كانت ترجح وصوله الى 23 ريالًا في أول يوم للتداول، ما اضطر الكثيرين الى البيع بشكل جماعي خوفًا من انحدار سعر السهم حيث شهدت أجهزة الصرف الآلي زحامًا كبيرًا من قبل البائعين في شمال الطائف فيما اصيبت المواقع الإلكترونية لعدد من المصارف بالشلل صباحًا قبل ان تعاود العمل ظهرًا نتيجة الضغط التي تعرضت له.
وخابت آمال آلاف المواطنين في منطقة جازان المحتشدين للتداول حيث شهدت أروقة البنوك والصرافات توافد الآلاف من مختلف قرى ومدن جازان وذلك من اجل عملية بيع مربحة للمكتتبين في هذه الأسهم.
وفي مدينة صبيا تجمع الآلاف منذ ساعات الصباح الأولى أمام الصرافات الآلية للبنوك حيث شهدت معظم الصرافات تزاحما كبيرا وبشكل خاص من قبل أهالي المناطق الجبلية فيما بدت كل طرق مدينة صبيا مقفلة تماما جراء توقف حركة السير بسبب زحام التداول.
وفي مدينة جيزان لم يختلف وضعها عما هو موجود في مدينة صبيا حيث شهدت ضعف الأعداد الموجودة في صبيا وفي وقت مبكر أمام الصرافات التابعة للبنوك وداخل أروقة البنوك ساعة التداول وقد شهدت مدينة جيزان زحاما غير مسبوق وبشكل خاص في المواقف الخاصة بالسيارات.
اما في مهد الذهب فتسبب تداول سهم إنماء بحالة من الإرباك في الحركة المرورية بسبب تجمع المساهمين بانتظار ان يرتفع السعر خصوصا انه لا يوجد في المنطقة إلا صرافان اثنان فقط الامر الذي اربك العملية هناك.
وفي محافظة أحد رفيدة تزاحم عدد كبير من المواطنين على الصرافات قبل التداول بعدة ساعات على أمل البيع بأكثر من 20 ريالا للسهم الواحد وذكر المواطن عبدالله جمان عندما علمت بهذه القيمة لم أقم بالبيع وأضاف المواطن محمد عسيري أننا كنا نتوقع التداول بأكثر من 15ريالا للسهم الواحد.
وشهدت الصرافات الآلية للبنوك المحلية في تبوك ازدحاما شديدا في ظل قلة الصرافات الآلية اضافة الى عطل بعض مكائن الصرف.
وفي محافظة رنية ادى تعطل ثلاث مكائن للصرف الآلي من مجموع ست مكائن الى منع عدد من المواطنين من بيع اسهمهم وما ضاعف من معاناتهم تعطل فى شبكة الـ"dsl" الذي منع الكثير من المساهمين من استخدام الانترنت في بيع الاسهم.
وقد اشتكى المواطنون من تعطل مكائن الصراف الآلى المستمر والمتزامن مع كل اكتتاب او بيع للاسهم مشيرين الى ان محافظة رنيه التي يزيد سكانها عن 100 الف نسمة لا يوجد فيها سوى ست مكائن صرف آلي لا تعمل بشكل مستمر بل كثيرة الاعطال وقال المواطن محمد السبيعى ان رنية بحاجة الى اهتمام من البنوك لزيادة مكائن الصرف الآلي وتعبئتها بالنقود بشكل مستمر بدلا من انتظار شركة المجال التي تأتي من الطائف لتعبئتها واحيانا تتأخر اياما والصرافة معطلة او خالية من النقود.