الغيرة بين الحمد والذم

[مدهش]

الغيرة بين الحمد والذم الغيرة بين الحمد والذم الغيرة بين الحمد والذم الغيرة بين الحمد والذم الغيرة بين الحمد والذم

موضوع المسابقة الثانية

في صحيح مسلم .عن عائشة رضي الله عنها ،قالت : لما كانت ليلتي التي كان النبيُّ صلي الله عليه وآله وسلم فيها عندي، انقلب، فوضع رداءه، وخلع نعلَيْه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرفَ إزارِه علي فراشه، فاضطجع، فلم يلبث إلا ريثما ظنّ أنْ قد رقدتُ، فأخذ رداءَه رُويداً، وانتعل رُويداً، وفتح، الباب، فخرج، ثم أجافه رويداً، فجعلتُ، درعي في رأسي، ، واختمرتُ وتقنَّعْتُ إزاري، ثم انطلقتُ علي إثره ..... الحديث .

نستلهم من الحديث موضوع الغيرة


غار: غار الرجل على المرأة , وهي عليه
غيرة : ثارت نفسه لإبدائها زينتها ومحاسنها لغيره , وثارت نفسها لمثل ذلك , فهو غيران وهي غيرى
ويقال غيار وهي غيارة
أغار الرجل زوجته : جعلها تغير بالزواج وغيره
( حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعنى بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يغار والله أشد غيرا (" ( رواه مسلم ).

الغيرة من الأخلاق الحميدة ، والخلال الجميلة ، والصفات الجليلة ، وهي درع و سياج واقٍ للمحارم من الوقوع في ظلام الفحش والسفور والاختلاط المحرم , ورحم الله ابن القيم يوم قال " إذا رحلت الغيرة من القلب ترحلت المحبة بل ترحل الدين كله " [ الفوائد لابن القيم ].

وللغيرة نوعان , النوع الأول :
غيرة محمودة ، وهي الغيرة التي يحبها الله ورسوله , ومثاله الغيرة على محارم الله ، وغيرة المسلم على أهله ومحارمه , فيغضب لها .
[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أصون عرضي بمالي لا أدنسه =لا بارك الله بعد العرض بالمالِ[/POEM]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فالغيرة المحبوبة هي ما وافقت غيرة الله تعالى وهذه الغيرة هي أن تنتهك محارم الله وهي أن تؤتى الفواحش الباطنة والظاهرة " [ الاستقامة ج2 ص 7 ] .

أما النوع الثاني من الغيرة :
فهو الغيرة المذمومة ، والتي هي نتاج السعي وراء عرض زائل ,ومما يدفع إليها التنافس والحسد من أهل النعم وأصحاب المهن .

ومنها الغيرة في غير ريبة , فما ينبغي للمرء أن يكون كثير الشك في أهله دونما سبب , تاركا للشيطان سبيلا للإفساد , و بابا لنزع الثقة .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "وأما الغيرة التي يبغض الله عز وجل فالغيرة في غير ريبة" [رواه النسائي].

ومنها غيرة الشخص ممن هو أفضل منه والتي ربما تفضي إلى الحسد .

[POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]كل العداوات قد ترجى إماتتها = إلا عداوة من عاداك عن حسد[/POEM]

ولأن الغيرة غريزة فطريه خلقها الله داخل كل منا نجد هناك من تكون هذه الغريزة لديه معقولة مقبولة وهناك من تكون منه مرفوضة تتعدى العرف , وهي شعور طبيعي لدى النساء حتى أن بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ما خلا منها , فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت صانعا طعاما مثل صفية ، صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فبعثت به ، فأخذني أَفْكَلُ (أي أصابتها رعدة بسبب الغيرة الشديدة) فكسرْت الإناء ، فقلت : يا رسول الله ، ما كفارة ما صنعت ؟ قال " إناء مثل إناء وطعام مثل طعام " [ رواه النسائي ].

وقد تكون الغيرة شعورا مؤلما إذا تجاوزت حدود العقل أخذاً بالقول ( كل ما زاد عن الحد إنقلب إلى الضد ) وربما طغت على النفس ووصلت حد الشك والظن وربما كانت نهاية الحياة الزوجية .



كتبت سارة لتفينوف مستشارة العلاقات الأسرية في كتابها العلاقة دليلك لعلاقة أكثر عمقاً.
تقول يخطئ من يظن أن الغيرة مرض بلا علاج، فالغيرة دليل شباب العاطفة إذا ما ظلت في حدود اللهفة والشوق والرغبة في الملازمة ، لكنها إذا ما تطورت إلى حدود الشك والقلق، وتحولت إلى المراقبة ورصد التصرفاته وتحليلها في ضوء الرغبة في السيطرة والاخضاع، فإن في ذلك إنذارا بحلول العاصفة التي ربما اجتاحت هدوء البيت.

إذاً نخلص للقول بأن الغيرة لازمة في ما يحبه الله ورسوله وفي ما أبيح في غير ريبة , و أن الثقة المتبادلة المبنية على تحسس الآخر هي طوق النجاة لحياة سعيدة .