الأخبار الإقتصادية ليوم الاثنين19/ 7/ 1429 ه الموافق21/7/ 2008 م

[عثمان الثمالي]

قوائم الربع الثاني المالية هي الناتج الفعلي للعقود المستقبلية

تفاؤل حذر لسوق المال في ظل ايجابية النتائج الفصلية

واكد الواكد

تمكن سوق المال السعودي في ظل تراجع أسعار النفط القياسية ونشر القوائم المالية الفصلية المتفائلة لمعظم الشركات القيادية من استرداد خسائر الاسبوع الماضي, إثر ذلك ارتفع مسار مؤشر السوق العام الى مستوى 9073.80 نقطة بداية الأسبوع الحالي، ويحتمل اختراق مستوى 9184.83 نقطة, كما لا استبعد مواصلة الارتفاع الى 9389.48 نقطة على المدى القصير كحد أعلى لمستوى مقاومة صلب يصعب اختراقه نتيجة المعطيات الاقتصادية السلبية الراهنة, منه يتلاشى زخم الموجة المتفائلة لمسار السوق لاستباق أضواء الملف الإيراني المحتمل ظهوره على الساحة السياسية خلال الأسبوعين المقبلين . ارجعت السوق يوم الأحد ما يقارب 150 نقطة سلبية لاستيعاب الفجوات السعرية في مطلع الاسبوع مما أتاح للمحترفين فرصة ذهبية لتعزيز أهداف مراكزهم الربحية الموازية لمستوى المقاومة المستقبلي.
حقيقة قوائم الربع الثاني المالية هي الناتج الفعلي للعقود المستقبلية الآجلة حتى نهاية شهر مارس ( الربع الأول ) وليس كما يعتقد الكثيرون أنها ناتج فعلي حتى نهاية شهر يونيو (الربع الثاني) لعام 2008م. من هذه النقطة وتعليقاً على ماتناقلته وكالات الأنباء الاقتصادية عندما أشار المهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك الى أن إجمالي الإيرادات بلغ حتى نهاية 30 يونيو 2008 م 83 مليار ريال بنسبة نمو قدرها 54 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث عبرت النتائج عن تحقيق صافي أرباح أولي بلغ 14.5 مليار ريال, الفارق هو كون هذه النتائج تاريخية ولم تدخل الأسواق العالمية التي تعتمد عليها سابك مرحلة الركود رسمياً، علماً بأن تصريح المهندس الماضي كان تسويقياً عندما همش المعطيات الاقتصادية السلبية، لكنه استدرك بأن استمرار ارتفاع أسعار النفط ربما يكون له تأثير على استمرارية مستوى خط إنتاجية الشركة مستقبلاً, وهذا في حد ذاته إشارة للمراقبين بأن المستقبل الإنتاجي للشركة ربما يتأثر سلبياً نتيجة معطيات الركود الاقتصادي العالمي. ورود خبر إعادة تمويل جزء من قيمة صفقة وحدة الصناعات البلاستيكية دون تفاصيل واضحة يستشف منه أن هناك عبئا ماليا آخر يتعلق بهبوط قيمة الدولار الشرائية وتراكم في معطى قيمة التمويل (القرض) المستقبلية.
تهدئة سعر النفط العالمي وهبوطه إلى ما يقارب 15دولارا خلال الأسبوع الماضي من سعره القياسي الذي وصل الى 147 دولارا لوهلة قصيرة رفعت سعر الدولار مقابل العملات الرئيسة والتقطت الأسواق أنفاسها، وتجلى ذلك في ارتدادات إيجابية ملموسة على معظم أسواق المال العالمية والإقليمية. هذه الجزئية في تهدئة سعر النفط ينظر لها من باب التحليل الفني على أنها موجة سعرية ارتدادية على المدى القصير, تجمع في هذه الفترة القوى الرئيسة زخم قواها للرجوع مرة أخرى لدفع أسعار النفط شمالاً لأرقام قياسية جديدة، وسوف تكون تقلباتها أكثر حدة . تنبثق حدة التقلبات السعرية للنفط نتيجة الملف السياسي الإيراني الذي رجع الى دائرة الضوء بعد تصريح الدبلوماسي الأمريكي وليام بيرنز عندما وضع إيران بين خيار التعاون أو خيار المواجهة, وانسياق مسار سياسة الاتحاد الأوروبي بالرد على المطالب الغربية خلال أسبوعين. هذه الجملة في حد ذاتها إشارة تصعيدية سوف تلقي بظلالها على أسواق النفط ومنها تنعكس السلبية على أسواق المال دون استثناء.
Fx038061917@Yahoo.com