الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الإسلام والشريعة > الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي > إلا رســـول الله

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09-27-2008
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته

إذا كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لم يستغل أصحابه الاستغلال الذي يؤدي إلى تحميلهم مالا طاقة لهم به، بمعنى أكثر وضوحاً، إنه لم يكن ينظر إليهم على أنهم وقود لمعركة، أو وسائل لتحقيق أهداف رحمةً بهم كما مرَّ بنا، لأنهم بالنسبة إليه هم المعركة التي يقاتل من أجلها، وما هم بوقود لها، وهم الهدف، وما كانوا يوماً وسيلة بيده، بالمعنى الذي نرى آثاره السلبية في سير كثير من القادة العظماء.

فإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك، فإنه كان شديد الحرص على التخفيف عنهم، وإظهار رحمته بهم، في كل أمورهم اليومية، على الرغم من شعوره الأكيد بشدة محبة أصحابه له، وقوة رغبتهم في طاعته، ومتابعته في كل ما يصدر عنه، من أقوال أو أفعال.
لقد جعل الرحمة بكل مظاهرها سمة بارزة في كل شؤون حياتهم، سواءً ما اتصل بها بعلاقاتهم مع ربهم تعالى، أو بعلاقاتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم أو بعلاقاتهم مع بعضهم بعضاً، أو حتى بعلاقاتهم مع أقاربهم من غير المسلمين.
إن أول مظاهر هذه الرحمة هو الترغيب فيها، عبر نصوص واضحة دائمة، ليستقر في الأذهان، وعلى مر الأزمان، أنها هي طوق النجاة، وليس لأحد تجاوزها، أو تجاهلها.

وقد يتعذر علينا إيراد النصوص جميعها، ولكن حسبنا ما يتسع له المقام، فمنها قول الله تعالى: (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة: 185)، وإثبات اليسر، ودفع العسر، من أبرز مظاهر الرحمة.
وكذا قول الله تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (الحج: 78 )، وأية رحمة أعظم، وأظهر من تلك التي تؤدي إلى رفع الحرج والضيق عن أتباع نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، والتخفيف من الله تعالى رحمة ظاهرة: (يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ) (النساء:28)، أياً كانت صور هذا التخفيف ومظاهره.
ولقد أبلغ الله تعالى المسلمين، والنبيصلى الله عليه وسلم من قبل، بأن نبيهم رؤوف رحيم بهم، في قوله تعالى في وصف النبي الكريم: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة : 128).
ولقد رغبت في أن أنظر فيما كتبه أهل الاختصاص، في معنى هذه الآية، وفي بيان الفرق بين الرأفة والرحمة. فوجدت كلاماً جميلاً، يسعدني أن ألخصه لكم، فقد قال بعض العلماء: الرأفة هي دفع المضار، والرحمة هي جلب المسار، بمعنى أن الرأفة مقدمة، فهي من باب التخلية، ثم تكون الرحمة التي تجلب النفع، فهي إذن من باب التحلية (1)، لا بأس أن أبين إن المراد بالتخلية إزالة الشوائب والأضرار، والمراد بالتحلية تزيين النفس بالخير وما ينفعها.

وقال بعضهم، الفرق بين الرأفة، والرحمة، أن الرأفة مبالغة فهي رحمة خاصة، وهي دفع المكروه، وإزالة الضرر، كقوله تعالى: (وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) (النور: 2)، أما الرحمة فإسم جامع يدخل فيه ذلك المعنى، ويدخل فيه الأفضال والإنعام(2)
لقد جمع الله تعالى لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم هذين الوصفين، بهذا الأسلوب، ليكشف بجلاء عن الحكمة البالغة، التي من أجلها وصف بهما النبي صلى الله عليه وسلم،وأنهما وصفان يبعثان الأمن والطمأنينة، في نفوس أتباع النبي، لأنهم يشعرون أنهم يعيشون في كنف من كلفه ربه أن يكون رؤوفاً رحيماً، وأن يعمل بمقتضى هذين الوصفين، فيدفع عن أتباعه الضرر والأذى والحرج، ويجلب لهم الأمن والخير والسعادة.

لقد استشعر النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى العظيم، وهذا الوصف الكريم، فقالها صراحة لأصحابه ( إنما أنا رحمة مهداة )(3) وأنا أرى أن كلمة (مهداه ) في هذا الحديث، تشعر الإنسان بجمال الرحمة، وبمدى حاجة البشرية إليها، حتى كأنها ممن يهدى لمن يحب، فالله يحب خلقه، ولهذا أهدى إليهم النبي محمداً صلى الله عليه وسلم الذي استحضر هذا المعني العظيم، وعمل على تطبيقه ، ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوصف في موطن آخر فقال ( إنما بعثت رحمة)(1) .
هذان الحديثان الصحيحان يدلان أن ثمة اتحاداً، أو تلازماً، لا ينفك بين الرحمة بكل مظاهرها، وبين شخص نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم فلا يتصور والحالة هذه، أن يصدر عنه قول، أو فعل، لا تكون الرحمة أبرز سماته.
يحسن أن نذكر في هذا المقام، أن هذه الرحمة، بكل صورها، ومظاهرها، ليست خاصة بتلك الفئة التي تحيط بالنبي صلى الله عليه وسلم، إذ قد يتوهم أنه خصهم بهذا الوضع المتميز، لاعتبارات لا تخفى، تمليها الصحبة، والمعايشة، والرغبة في استبقائهم، والإفادة منهم، وما شابهها.

كلا ثم كلا، فإن كل ما نعم به أصحابه من رحمة، كان لكل من جاء بعدهم، النصيب الأوفى منه، وهذا ما تؤكده عموميات الأقوال، والتوجيهات، والأفعال، ولقد حدث مرة أن بعضهم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المسألة بالذات، فكان سؤاله نعمة لأن الجواب جاء بشرى.
وبيان هذا، أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أصاب من إمرأة قُبْلة، فأتى النبي، فأخبره، فأنزل الله عز وجل:(وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) (هود :114) ، فقال الرجل: يا رسول الله، أليَ هذا ؟ قال: لجميع أمتي كلهم )(1).
إن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الإعلان الذي يفيض رحمة، ليؤكد أن شفقته على أتباعه عبر مئات السنين القادمة، لا تقل عن شفقته ورحمته بأولئك الذين يعيشون معه ويشاهدونه صباح مساء.
صاحبت الرحمةُ تكاليف العبادة كلها، وكانت الرحمة تحدد طبيعة هذه العبادات، وتوجهها.
</span>
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
صفة حوض النبي - صلى الله عليه وسلم مناهل الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 3 07-17-2008 11:50 AM
أسماء النبي صلى الله عليه وسلم alsewaidi إلا رســـول الله 10 11-17-2007 12:03 AM
أسرار غذا النبي صلى الله عليه وسلم بن وافي إلا رســـول الله 2 11-11-2007 02:04 PM
صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم alsewaidi منتدى مواسم الخير 3 08-25-2007 10:17 PM
ما كان أحد أحب إلي من النبي صلى الله عليه وسلم أبو عبيدة إلا رســـول الله 1 02-03-2006 03:42 PM


الساعة الآن 08:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by