اخبار التربية والتعليم ليوم السبت 20/1

[صقر قريش]

المدينة : السبت 20-01-1430هـ العدد 16705
كيف نفعّل التربية البيئية في بلادنا . . ؟
د . محمود إبراهيم الدوعان
ليست التربية البيئية مجرد سرد المعلومات والتعرف على المشكلات البيئية بل هي طموح ومفاهيم أعمق يمكن الوصول لها عبر ايقاظ الوعي البيئي وتنمية المفاهيم التي ترتقي بعلاقة الانسان ببيئته يعرف المهتمون التربية البيئية بأنها اتجاه وفكر وفلسفة تهدف إلى تنمية الوعي البيئي لدى الإنسان بتوجيه سلوكه في تعامله مع البيئة بمؤثراتها المختلفة وإعداد الإنسان للتفاعل مع عناصرها الحية وغير الحية، مما ينمي معنى التكيف من أجل البيئة واستمرار البيئة في التكيف معه، مما يؤدي إلى حماية النظام البيئي بمفهومه الشامل . وهذا بدوره يساعد الإنسان في فهم العلاقة المتبادلة بينه وبين عناصر البيئة المحيطة . وهذا أيضا يؤدي إلى تنمية مهارات الإنسان التي تمكنه من المساهمة في تطوير هذه البيئة والعناية بها وإكسابه أوجه التقدير لأهمية العمل على صيانتها والمحافظة عليها وتنمية مواردها . ومن هنا يجب العمل على الاهتمام بتنشئة الأفراد تنشئة بيئية سليمة من خلال التزود بالمعرفة والعلوم المختلفة في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات، وغرس القيم البيئية في الأجيال الناشئة وإدخال ذلك في مناهجنا من خلال جميع العلوم التي تدرس للطالب وفي جميع المواد، حيث إن كل هذه العلوم تحتوي على مفاهيم بيئية تساعد على توعية الأفراد وتنمي مداركهم نحو قضاياها، مما يساعد في خدمة المحافظة على البيئة وسلامة مكوناتها مما ينعكس بدوره على صحة وسلامة الأفراد من الأمراض والملوثات التي تضر بصحة الإنسان نفسه . وهناك برنامج للتربية البيئية وُضِعَ من قبل وزارة التربية والتعليم - الإدارة العامة لنشاط الطالبات في بلادنا . والذي صدر بقرار من سمو نائب الوزير لتعليم البنات رقم 8137/7 في 5/11/1427هـ بتشكيل فريق عمل برنامج التربية البيئية . وقد أقر فريق العمل تكوين لجنة تنفيذية للإعداد للبرنامج ومتابعة تنفيذه . وكان الهدف العام من البرنامج هو: «المساهمة في نشر التفاعل الواعي مع البيئة» . والأهداف التفصيلية للبرنامج هي: -إبراز جهود المملكة العربية السعودية في مجال خدمة البيئة ومساندة الجهود . 2- ربط المعارف الدينية بالبيئة وحث الطالبات على الالتزام بالآداب الإسلامية عند تعاملهن مع البيئة ومواردها . 3- المساهمة في الكشف عن بعض المشكلات التي تعاني منها البيئة المحلية . 4- رصد السلوكيات الخاطئة التي تسبب مشكلات بيئية . 5- المساهمة في تنمية الوعي البيئي في المدرسة والمجتمع المحلي . 6- المساهمة في تنمية اتجاهات إيجابية نحو البيئة . 7- تفعيل دور الطالبة في حل مشكلات البيئة التي تعاني منها البيئة المحلية ومعالجة السلوكيات الخاطئة . 8- اكتساب الطالبة مهارة القياس لبعض الخصائص البيئية بصورة وظيفية . 9- التوعية بالمشكلات التي تعاني منها البيئة على مستوى العالم . وقد ذكرت اللجنة إن الفئة المستهدفة هن طالبات المرحلة الثانوية، والفئة المنفذة هن معلمات العلوم . وهنا دعونا نقف لحظة للتعرف على هذا البرنامج الطموح، والذي لو نفذ كما نريد سوف يكون لدى طالباتنا معرفة بيئية عظيمة، وبذلك نكون قد حققنا الهدف المنشود من حسن التعامل مع بيئتنا المحيطة والحفاظ على مكتسباتها . ونحن بدورنا نشكر وزارة التربية والتعليم على هذه الخطوة الإيجابية، والتوجه السليم نحو البيئة والحفاظ على مواردها وسلامة مكوناتها، وتعويد طالباتنا على احترام المفاهيم البيئية التي نسعى جميعا للوصول إليها . ولكن ليعذرني الأخوة الزملاء في وزارة التربية والتعليم في مناقشة الأهداف الطموحة التي بُنى عليها البرنامج ومدى تحقيق هذه الأهداف، وكيف يتم ذلك؟ وهل معلمات العلوم في مدارسنا مؤهلات لتدريس هذه الأهداف الطموحة فعليًا، أم أنها مجرد سرد لما هو موجود في الكتب دون تطبيق على الواقع أو ملامسة الحقيقة التي نعيشها من جراء تدهور البيئة التي من حولنا والإخلال بتوازنها؟ إذ ليست التربية البيئية مجرد سرد للمعلومات والتعرف على المشكلات البيئية كالتلوث، وتدهور الوسيط الحيوي، واستنزاف الموارد والطاقة، وتدهور التربة، والاحتباس الحراري، والجفاف، وغيره من المواضيع الهامة التي تحتاج إلى دراسات وتوعية خاصة . إن البيئة في حقيقة أمرها طموح أكبر ومفاهيم أعمق يمكن الوصول إليها عن طريقين: الأول: إيقاظ الوعي البيئي لدى الأفراد والناشئة، والثاني: تنمية المفاهيم والقيم التي ترتقي بطبيعة العلاقة التبادلية بين الإنسان وبيئته المحيطة . وحتى نحقق الهدف المنشود من هذه التوجهات سوف نناقش مستقبلاً إن شاء الله الأهداف التفصيلية الطموحة، كل هدف على حده، حتى نرى كيف يمكن تنفيذ هذه الأهداف الواسعة جدا؟ وما آلية تحقيقها؟ وما المواد المطلوبة التي تغطي ذلك؟ وهل نقصرها على طالبات الثانوية فقط؟ أم أن هناك توجهاً أكبر نحو نشر الوعي البيئي بين جميع الفئات السنية في بلادنا من طلاب وطالبات الروضة حتى المستويات العليا بالجامعة .