الهدي النبوي مع غير المسلمين
والدليل على أن الأصل هو الدعوة لغير المسلمين بالهداية ما كان من حال النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في كثير من الأحاديث؛ كقوله فيما رواه البخاريُّ ومسلم أنّه رفض أن يدعو على المشركين يوم العقبة، بل رفض ما عرضه عليه ملَك الجبال: "إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك؛ فما شئت.. إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (جبلين)؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يُخرِج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا".
كما روى البخاريُّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "قدم الطفيل وأصحابه فقالوا: يا رسول الله، إنَّ دوسا قد كفرت وأبت، فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوس"، فقال: "اللهمَّ اهدِ دوسا، وائت بهم"، فدعا لهم بالهداية ولم يدع عليهم.
وروي عن جابر -رضي الله عنه- قال: قالوا: "يا رسول الله، أحرقَتْنا نبال ثقيفٍ فادع الله عليهم"، فقال: "اللهمَّ اهد ثقيفًا" (رواه أحمد والترمذيُّ بسندٍ صحيح).
وعلينا أن نبذل معهم كل جهد ممكن لنوصل لهم الإسلام نقيا صافيا بحكمة وموعظة حسنة؛ علّ وعسى أن يهديهم الله تعالى؛ فننال بهم الأجر العظيم الذي ذكره حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بقوله: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم" (رواه البخاري).