اخبار التربية والتعليم الاثنين28-2-1430 هـ

[صقر قريش]

المدينة : الاثنين 28-2-1430هـ العدد : 16742
نبارك للتعليم والعقبى للصحة والشؤون الاجتماعية
أ.د. عائشة سعيد أبو الجدايل
بعد كسر الطوق وتعيين أول نائبة وزير للتعليم، نقدم لزميلتنا العزيزة نورة الفايز (مع حفظ الألقاب) ولأنفسنا أبرك التهاني ونتمنى لها التوفيق. ونحن على يقين تام بأنها على قدر عال من الكفاءة وسوف تثبت وجودها وبجدارة، الشيء الذي يشجع على اتخاذ الخطوة التالية الا وهي تعيين نائبة لوزير الصحة ونائبة لوزير الشؤون الاجتماعية.وقد يتساءل بعض الناس لماذا الصحة والشؤون الاجتماعية وليس باقي الوزارات بشكل عام؟ واذا عرف السبب بطل العجب: فقد انحصر عمل المرأة على التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وذلك بناء على قرار مجلس القوى العاملة رقم 1/م/19/145 وتاريخ 1/4/1408هـ والذي نص على التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية لعمل المرأة وهي: التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية. وبما أن التعليم فاز او كان الفائز الاول بتعيين نائبة لوزير التعليم واخذ حقه بنصيب وافر بتعيين سمو الامير فيصل بن عبدالله بن محمد وزيرا والاستاذة نورة الفايزة نائبة للوزير.بقيت أمنية نتمنى تحقيقها وهي تعيين نائبة لوزير الصحة وللشؤون الاجتماعية لتأخذ الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية حقهما من الرعاية الحميمة وهي رعاية المرأة.وبالنسبة لما نتمنى تحقيقه في وزارة الصحة من وجود نائبة للوزير تكون مهمتها بالدرجة الاولى توفير العناية الصحية بالاضافة الى التوعية الصحية في الاحياء الفقيرة في المدن والريف والبادية، حيث أن تلك الاماكن لا تتوفر بها المياه النقية ولا النظافة ولا المجاري.وبصفة عامة عدم توافر مرافق عامة تعنى بصحة البيئة والسكن وكلها أمور مجتمعة تجعل احتمال تعرض الاسرة للأمراض الوبائية كبيرا. هذا بالاضافة الى الامراض المترتبة عن سوء التغذية. والأهم في هذه البيئة العناية بصحة الأم والصحة الانجابية وما تتعرض له الأم من امراض نتيجة تعاقب الولادة. ورفع المستوى الصحي اللازم للعناية بالأطفال وحماية صحة الاسرة كلها من الامراض والاعاقة الذهنية والبدنية. لأننا لا نريد ان نقول ان صحة الأم هي الأهم وأنها تنفصل عن صحة باقي الاسرة او حتى عن صحة المجتمع، ولكن للمرأة أوضاع خاصة بحكم أنها تحمل وتلد، والعناية الصحية ونشر الوعي الصحي أوجب خصوصا في المناطق الريفية والبدوية والأحياء الفقيرة في المدن التي تتعرض فيها الأمهات لمآس صحية خطيرة.ونفس المهمة الشاقة ستلقى على عاتق نائبة وزير الشؤون الاجتماعية، لأننا نريد منها العناية والاهتمام بوضع المرأة الفقيرة بصفة عامة سواء كانت في الريف او البادية او أحياء المدن الفقيرة. سيقع على كاهلها الى جانب الرعاية الاجتماعية والاقتصادية تحديد مشاركة المرأة في التنمية ودورها في الأسرة والمجتمع ومكانها في الخطط والمشروعات، وإبداء الرأي في مدى ملاءمة المشروعات للحاجات الأساسية النابعة من البيئة الاجتماعية للمرأة وأن تأخذ التنمية الريفية والبدوية المتكاملة بعين الاعتبار. كذلك الوقوف الى جانب الفئات الفقيرة التي تعاني من أوضاع عملية فيها الكثير من الظلم مثل الاعمال والتصرفات التي تقوم بها أمانات المدن تجاه البائعات المفترشات (بائعات السط) وغيرهن من النساء المعيلات واللواتي بحاجة ماسة للعمل لإعالة أسرهن.ان نائبة وزير الشؤون الاجتماعية سوف يلقى على عاتقها أيضا الوقوف إلى جانب إتاحة فرص عمل للمرأة في ظل الشريعة الإسلامية، وتعي تمام الوعي ان الإسلام أباح للمرأة العمل مثلها مثل الرجل، وان لم يدخل في تفاصيل انواع العمل وترك ذلك لما تمليه الظروف والواقع المعيشي للمرأة. حيث أن اتاحة فرصة العمل افضل الف مرة من تقديم مساعدة مادية ضعيفة.وأن مهمتها لا تقف عند هذا الحد بل عليها الكفاح من أجل إيقاف العنف ضد المرأة. ولا نقصد بالعنف هنا الضرب أو الإيذاء الجسدي فقط ولكن نقصد أيضا الايذاء والإضرار العام المرتبط بالحرمان من الحقوق عن طريق الاستخدام غير العادي للقوة أو السلطة (مثلما حدث مع البائعات المفترشات).ونعود إلى التعليم ونائبة وزير التعليم ونتمنى ان تؤخذ بعين الاعتبار وشديد الاهتمام (قضية الأمية) المنتشرة بين النساء والتي تشكل عائقا كبيرا أمام عمل المرأة. كذلك نضيف طلب الاهتمام بفرص التدريب واعادة التأهيل والتعليم المهني والفني الذي لا يخفى على معاليها بأنه معدوم وهامشي بالنسبة للمرأة.تهانينا مرة أخرى مع خالص تمنياتنا لها بالتوفيق في مسيرتها العملية.