أخبار التربية والتعليم والمقالات الثلاثاء 6/3

[صقر قريش]

صحيفة اليوم:الثلاثاء 06 ربيع الأول 1430هـ العدد:13045
هموم التعليم والتطوير المنتظر
حمود العتيبي
عزيزي رئيس التحرير
لا شك أن الدولة حفظها الله ممثلة في حكومتها الرشيدة وعلى رأسها الملك العادل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله تبذل الكثير في سبيل إصلاح وتطوير التعليم وتقتطع جزءا كبيرا من ميزانيتها للنهوض بالتعليم وخير مثال على ذلك مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم ولكن مع ذلك نجد أن مخرجات التعليم لدينا ضعيفة وخاصة بعد أن اهتممنا بالكم لا بالكيف مما اضعف مخرجات العملية التعليمية ، فما الفائدة أن تخرج المزيد من الأجيال الأمية التي لا تفرق بين الفعل والفاعل لست من المتشائمين ولكنه الواقع مع الأسف فالكثير من أبنائنا يخرج من المدرسة الابتدائية وهو لا يكاد يعرف الفرق بين الفعل والفاعل ولا يجيد أبجديات العمليات الحسابية وذلك ببركة ما يسمى بالتقويم المستمر الذي مع الأسف لا يطبق بالطريقة الصحيحة أو بالشكل المأمول فلا غرو بعد ذلك أن نتفاجأ بمخرجات التعليم الضعيفة لدينا لذا ولكي نحصل على مخرجات جيدة للتعليم لا بد من مرحلة بناء جيدة تركز على الكيف لا الكم وتراجع أساسيات التعليم خصوصا في هذه المرحلة الجديدة التي يتسلم فيها سدة وزارة التربية والتعليم الأمير المتمكن صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله الذي استبشر الجميع خيرا بتوليه الوزارة العتيدة التي تعاني من مشكلات عديدة جعلت التعليم لدينا يحتل مراتب متأخرة حسب التصنيف الدولي لذا فلا بد من خطوات جادة ومرتبة تركز على الكيف لا الكم وتعتني بالمعلم الذي هو أساس العملية التعليمية وذلك بتهيئة الأجواء المشجعة التي تشجع المعلم على الإبداع والإتقان في عمله بعيدا عن الضغوط المختلفة التي جعلت المعلم ينشغل عن مهمته الأساسية وهي التربية والتعليم حيث النصاب المتضخم والذي لا يساعد على الإبداع وعدم وجود مستشفى خاص لعلاج المعلم وعائلته خاصة أن المعلم يعاني من ضغوط مستمرة تنعكس سلبا على صحته مما يجعله في حاجة ماسة للرعاية الصحية المتميزة كذلك عدم وجود الحوافز التشجيعية التي تميز المعلم المتميز عن غيره كذلك معاناة المعلمين مع الندب والتكميل غير المقنن الذي افقد المعلم هويته وانتماءه للمدرسة فهو مهدد بالتكميل في مدرسة أخرى إذا لم يكن نصابه 24 حصة وفي أي وقت من العام مما يجعل المعلم في دوامة من التفكير وفقد هوية الانتماء بين مدرستين كذلك لا بد من إعطاء المعلم قيمته المعنوية عبر وسائل الإعلام وكذلك سن القوانين التي تجعل للمعلم قيمته واحترامه في المجتمع حيث ان الدول المتقدمة في التعليم تعامل المعلم كمعاملة الوزراء من حيث القيمة المعنوية مما يجعل له الأولوية في انجاز معاملاته والتخفيض له في وسائل النقل المختلفة بل وتخفيض مشترياته مما يجعل المعلم يشعر بقيمته في المجتمع و يجعله يحلق في سماء الإبداع والتفاني لخدمة هذا المجتمع الذي حفظ للمعلم والتعليم قيمته كذلك تهيئة المدارس لتكون أماكن تعليم نموذجية من وجود وسائل ترفيه وحدائق والتقليل من حشو المناهج الذي أثقل كاهل المعلم والمتعلم وكذلك النظر في طول اليوم الدراسي الذي جعل المتعلم وهو في وفرة الشباب والمراهقة يلجأ إلى الهروب والتسرب من المدرسة فما المانع من جعل اليوم الدراسي ينتهي وقت الظهيرة أي بعد أداء صلاة الظهر في المدرسة خاصة وان الأجواء في بلادنا لا تساعد على إطالة اليوم الدراسي ، كما أنه ليس من العيب الاستعانة بخبرات الدول المتقدمة في التعليم كدولة ألمانيا أو كوريا أو حتى تونس من البلاد العربية هذا غيض من فيض وهموم التعليم كثيرة ولكن لا نريد أن نثقل كاهل المسئولين عن التعليم وهم يتلقون التهاني والتبريكات بالمنصب الجديد ولكنها الأمانة والمسؤولية.
والله ولي التوفيق
حمود دخيل العتيبي ـ الرياض