الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الاجتماعي > الأسرة و الـتربـيـة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03-20-2009
الصورة الرمزية الدانه
 
الدانه
مشرفة القسم الاجتماعي

  الدانه غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1461
تـاريخ التسجيـل : 28-07-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 4,343
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 127
قوة التـرشيــــح : الدانه تميز فوق العادةالدانه تميز فوق العادة
افتراضي أفَضّل الموت على الإنجاب!

أفَضّل الموت على الإنجاب! أفَضّل الموت على الإنجاب! أفَضّل الموت على الإنجاب! أفَضّل الموت على الإنجاب! أفَضّل الموت على الإنجاب!

أفَضّل الموت على الإنجاب!



السؤال:


انا متزوجة منذ سنتين وانا لا أفكر بالإنجاب إطلاقا وكذلك زوجي يترك الأمر في هذا الموضوع لي أنا مع أنه لا يرغب بذلك بالرغم من أن كلينا لا يوجد عندنا مشاكل صحية إطلاقا والحمد لله رب العالمين.أنا لا أريد الإنجاب لأنني أعتقد أن الإنجاب مسؤولية وهذة المسؤولية تستمر على الإنسان حتى بعد الوفاة وأنا لا أريد أن أسأل عن أولادي يوم القيامة فيكفيني السؤال عن نفسي، وأعتقد أن المرأة إذا أنجبت الأولاد فإن حياتها كلها تصبح تتمحور حول هذا الجانب، ومن جهة أخرى أرى أن إنجاب الأطفال متعب وتربيتهم صعبة جدًا فلماذا يجلب الشخص التعب لنفسه؟ قد تقول لي أن في ذلك الأجر الكثير ولكن ممكن تحصيل الأجر من أعمال أخرى وأنا أرى أن أجمل ما في الحياة هو الدراسة والعلم. وأنا الآن أكمل الدكتوراة ولا أريد أن أتوقف عن العلم لآخر رمق في حياتي، وكلما أرى امرأة حامل أشعر بصداع واشمئزاز من هذا الموضوع علما أنني أربي طفلين وهما أولاد زوجي وأحبهما كثيرا ولا أفكر بغيرهما. فكلامي السابق عن تجربة بتربية الأطفال فلو قدر الله وتوفي هذين الطفلين فلا أفكر بالإنجاب، وأنا أفضل الموت على الانجاب. فهل هذا التفكير بعدم الإنجاب إطلاقا جائز في حالتي؟ اعذرني على الإطالة وأنتظر الجواب بفارغ الصبر وجزاك الله خيرًا.




الجواب:


المفترض أن تتوجهي إلى الله تعالى أن يأخذ بنفسك إلى الخير ويغرس فيك ما يحبه من الصفات، لأن النفس قد يكون فيها شيء يجهله الإنسان ويكون نقصا وخطئا. فإذا توكل على الله وتوجه إليه أعانه الله على نفسه، ولهذا في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يدعو اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي.

وإذا دعوتِ الله تعالى ستجدين أثر هذا الدعاء على نفسك وتبدئين بالشعور بالرغبة في الولد ويشرح الله صدرك للإنجاب لأن فيه مصالح كثيرة جدا وثواب عظيم أكثر من أي شيء آخر كما أن من أعظم ثوابه أنه يستمر ثواب الأم حتى بعد وفاتها بما يؤديه أولادها من العمل الصالح والدعاء لها.

فخير لك أن تتوجهي إلى الله بالدعاء وأن تعيدي التفكير في موضوع الانجاب بجدية، لأن كراهيته لهذه الدرجة ليس صوابا ولا موافقا للشرع.

أما الخوف من الإنجاب بسبب المسؤولية تجاه الأبناء والخوف من المحاسبة في الآخرة، فيجب أن نفرق بين الخوف المحمود والتهرب من المسؤولية المذموم، فالشريعة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم حضــت على النكاح من أجل تكثير الامة وتحصيل ثواب تربية الأولاد وتحقيق هذه المصالح العظيمة والله تعالى يحب من المسلم أن يكون أهلا لتحمل المسؤولية وأن لايتهرب منها، وهذا من علو الهمة، لأن المسلم إذا تحمل الامانة متوكلا على الله مبتغيا ثوابه يعينه الله تعالى فيسهل عليه ماكان عسيرا بإذنه.


ولهذا نجد أن غالب الناس ـ حتى من العامة الذين ليس معهم من العلم إلا القليل ـ يتعبون مع الأولاد في الصغر ثم يجدون ثمرة هذا التعب في الكبر، وهذا فضلا عن الثواب الجزيل على أعمالهم الصالحة فالمؤمن إذا اتخذ الأولاد وعلمهم الصلاة كان له مثل أجر صلاتهم في حياته وبعد موته، وكذلك كل خير يعلمهم الله تعالى له مثل أجرهم في حياته وبعد مماتهم فكأنه أضاف أعمارا إلى عمره بالإنجاب والتربية الحسنة.


ولا ننسَ أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يحب أن تكثر أمته لأنه يحب أن يكون أكثر الأنبياء نفعا للناس ويتجلى ذلك بكثرة أتباعه فنحن عندما ننجب الأولاد ونكثر المسلمين ونصلحهم نرد بعض الجميل لنبينا صلى الله عليه وسلم القائل تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة.

أما إذا انحرف الولد مع تعليمنــا الخير له فهذا ليس إثمه علينا، فلا تزر وزارة وزر أخرى، وقد ضرب الله تعالى لنا مثلا بابن نوح عليه السلام، كفر فلم يضر أباه، وإنما ذكر ابن نوح خصوصا، لأن أكثر الأنبياء عمرا في الدعوة إلى الخير، فأراد الله أن يبين أن انحراف أقرب الناس للداعي عن دعوة الداعي لايضره وليس عيبا فيه.

كما لاينبغي أن ننسى أيضا أن الدراسة والعلم أمور تنتهي بنهاية حياة الإنسان وفوائدها دنيوية محضة وهي أمور قاصرة على الانسان، أما الإنجاب وتربية الأولاد وتعليمهم فرصيد عظيم في الدنيا والآخرة وفي الإنجاب فائدة عظيمة على الوجود الإنساني المسلم الموحد المسبح لله تعالى، بإذن الله تعالى وهذا من أعظم النفع المتعدي، فكأن الإنسان عندما يقول لا يهمني سوى الدراسة والعلم يظهر نوعا من الأنانية وعندما ينظر إلى الإنجاب كإضافة يتعدى نفعها للعالم والكون يتخلص من الأنانية إلى العطاء المتعدي النافع.

فهذه نقطة مهمة يجب أن لايغفل عنها الإنسان .

والخلاصة أن العبد عندما يتوجه إلى الله تعالى في دعائه أن يلهمه الله رشده ويرزقه محاسن الصفات ويؤتي نفسه تقواها يرفعه الله تعالى إلى الكمالات وإذا اغتر بنفسه وأعجب بها يرى فيها النقص كمالا ويبقى في دركات سفلى وهو لايشعر.



والله أعلم


فضيلة الشيخ حامد العلي حفظه الله



موقع المسلم
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
رسول الموت .. المعتصم بالله الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 5 08-15-2008 03:41 PM
عائدة من الموت ورد الجوري الأسرة و الـتربـيـة 6 06-04-2008 12:11 PM
تعال يا خوي الموت فارس ثمالة@ منتدى المحاورات الشعرية 30 09-09-2007 12:14 AM
ملك الموت 000 جداوي الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 2 08-26-2007 01:26 PM
البرتغال تحث نساءها على الإنجاب بمكافأة شهرية ابن محمود الــمـنـتـدى الـعـام 9 07-22-2007 02:47 PM


الساعة الآن 10:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by