الاخبار المحلية والعالمية الخميس 7 ربيع الثاني 1430 هـ الموافق 02 أبريل 2009 م

[مخبر سري]

الأولى منذ فوز أوباما في الانتخابات
قمة سعودية أمريكية اليوم تعزز الشراكة وتفعّل مبادرة السلام

فهيم الحامد ـ جدة

تكتسب القمة السعودية الأمريكية التي تشهدها العاصمة البريطانية لندن، اليوم على هامش القمة العشرينية، بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي تعتبر الأولى من نوعها، أهمية قصوى؛ نظرا للظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، سواء على الساحة الفلسطينية أو العراقية، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية وتداعيات الأزمة العالمية الاقتصادية. وأفصحت مصادر في الخارجية الأمريكية لـ «عكاظ» أن الإدراة الأمريكية حريصة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، وأفادت أن الرياض تعتبر حليفا استراتيجيا مهما، وللولايات المتحدة مصالح مشتركة كبيرة مع الدول الشرق أوسطية، وفي مقدمتها المملكة التي تعتبر صمام الأمن والاستقرار في المنطقة، نظرا لسياستها الإيجابية، وحرصها على تكريس السلام ومبدأ الاعتدال والتعايش السلمي في العالم. وأشارت مصادر سعودية لـ «عكاظ» أن جملة من الموضوعات سيتم تداولها خلال القمة السعودية ـ الأمريكية، من أبرزها: ملف العلاقات السعودية ـ الأمريكية، والسبل الكفيلة لإعطاء دفعة للعلاقات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، إلى جانب بحث تفعيل المبادرة العربية للسلام، وملف عملية السلام في الشرق الأوسط والملف الإيراني، والتطورات على الساحتين العراقية والفلسطينية، إضافة إلى مناقشة تداعيات الأزمة المالية العالمية، وإيجاد حلول لأزمات المنطقة. ويرى عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل، أن القمة السعودية ـ الأمريكية تمثل لقاء بين زعيمي دولتين صديقتين تربط بينهما علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثيقة وبالغة الأهمية. وأفاد أن الملك عبد الله يمثل الأمة العربية والإسلامية، وأن هذا اللقاء يمثل لقاء بين الأمتين العربية والأمريكية، مستشهدا بما قاله أمير قطر في اجتماع القمة العربية، أن الملك عبد الله يمثل الأمة العربية في هذا المحفل الدولي خير تمثيل. وأضاف نحن في عصر الاعتماد الدولي المتبادل، وفي عالم أصبح عبارة عن «قرية كبيرة واحدة»، لهذا فإن الأمم تعتمد على بعضها البعض، ولا يمكن لأمة أن تعيش بمعزل عن الأمم الأخرى، وقال لابد إذا من الأخذ والعطاء بين الأمم والشعوب حتى يتحقق الرفاه للجميع، ولا بد من أن تسود العدالة والمساواة في هذه العلاقات، وهذا ما يسعى إليه الملك عبد الله.
وأشار إلى أن اللقاء سيكون فرصة مهمة كي يلم الرئيس أوباما بالآمال والآلام العربية، ويتعرف على ما يريده العرب من أمريكا عن كثب، وكذلك ما يمكن للعرب أن يقدموه لأمريكا دون مواربة أو تعال.
وأوضح أن العالم كله متفائل بمجيء أوباما إلى السلطة في أمريكا، ولعل العرب هم الأكثر تفاؤلا بالإدارة الأمريكية الجديدة، لما تعلنه من مبادئ نبيلة.
وأضاف أن الملك عبد الله سيوضح للرئيس أوباما حقيقة القضايا العربية، وسيسهل على إدارة أوباما بالتالي أن تعدل السياسات الأمريكية بما يخدم بالفعل المصلحة العامة للأمتين، ويسهم في استتباب الأمن والسلم الدوليين، ويجنب العالم الكوارث التي تنجم عن الظلم والجشع والغطرسة، وعدم احترام حقوق ومشاعر الآخرين.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان وعضو لجنة السياسيات في الحزب الوطني الحاكم الدكتور جهاد عودة، يعتقد أن لقاء القمة الأمريكي ـ السعودي لن ينعكس فقط على تعزيز العلاقات بين الرياض وواشنطن فقط، بل على إيجاد حلول عملية لعملية السلام، وإيجاد شرق أوسط خال من الأزمات والحروب، والتعريف بصورة الإسلام الصحيح البعيد عن الإرهاب والتطرف.
وأفاد أن من ثوابت سياسات المملكة، العمل من أجل تكريس السلام والأمن الدوليين، ورفض الإرهاب بكل أشكاله وأساليبه، والتأكيد على براءة الإسلام من كل الممارسات الإرهابية، مشيرا إلى أن انعكاسات إيجابية ستظهر لهذه القمة تجاه تعزيز الفهم الأمريكي إزاء القضايا العربية والإسلامية، باعتبار أن الملك عبد الله المعروف بصراحته وشفافيته لا يتردد في مناقشة قضايا الأمة والسعي لإيجاد حلول لها خلال لقاءاته مع الزعماء في العالم.
من جهته أوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أن الإدارة الأمريكية الجديدة تدرك مكانة المملكة في العالم العربي والإسلامي، وبالتالي فإن الرئيس أوباما الذي أعطى مؤشرات إيجابية حيال القضايا العربية والإسلامية، سيكون حريصا على الاستماع لرؤية الملك عبد الله حيالها. وأشار إلى أن الملك عبد الله كان ولايزال يضع القضية الفلسطينية في أولوياته، ومن المؤكد أنه سيحرص خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي على حث الإدارة الأمريكية على ضرورة إيجاد سلام عادل وشامل في المنطقة وإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وعلمت «عكاظ» أن الملك عبد الله سيجري سلسلة من المباحثات مع قادة وزعماء الدول المشاركة في القمة العشرينية، ويمثل خادم الحرمين الشريفين الدول العربية والخليجية والنامية في قمة العشرين، وكان الملك عبد الله والرئيس أوباما قد أجريا سلسلة من الاتصالات الهاتفية منذ فوزه في الانتخابات، تم خلالها الاتصال وبحث تطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط والأوضاع على المستويين الإقليمي والدولي، والمواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. كما جرى استعراض العلاقات المتينة والمميزة التي تربط بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.