ضمن مقترحات لـ"المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي "
خطة لإنشاء صيدليات مصغرة داخل الأحياء السعودية

(سبق) جدة:
في الوقت الذي ينفق السعوديون سنوياً 50 مليون ريال لشراء أدوية مسكنة للصداع فقط , دعت المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي لإحياء مفهوم التكافل الصحي بشكل أوسع داخل البنايات والأحياء السكنية من خلال إنشاء صيدليات سكانية "مصغرة" و بما يقلل الحاجة إلى صرف أموالٍ كثيرة في الحصول على الأدوية والهدر في استيراد الأدوية، وفي تخفيف الضغط على المشافي العامة .
وتضع المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي الحل في نشر مفهوم التكافل الصحي بأيدي المواطنين والمقيمين من خلالهم تفاعلهم وتطبيقهم لأفكار مُتعلقة بالإسعافات السريعة داخل منازلهم وإحياءهم السكنية في خطة صحية تنطلق من مبادئ التكافل الاجتماعي والذي تسعى المبادرة لتعميقه من خلال حملتها المستمرة إلى نهاية شهر مايو المقبل .
وتقول هديل بوقري الرئيس التنفيذي لشركة ديرتي الغالية والمشرف العام على المبادرة أن التكافل الصحي يعد أحد أهم البرامج التي تسعى المبادرة الوطنية لتفعيل دورها داخل المجتمع مضيفة أن تعميق أثر هذا المبدأ صحياً سيكون مساعداً مهماً في تعميق كافة مبادئ التكافل محلياً وذلك بإنشاء صيدليات مصغرة، ودراسة بعض التجارب في الدول الأخرى، بما يساعد في حال نجاح نشر هذه الثقافة على تفعيل دور التكافل الصحي .
وأضافت بوقري أن المبادرة تهدف أولاً من خلال نشر هذه الثقافة إلى توعية العامة بأهمية دور التكافل الصحي وأثره على الإنسان واقتصاده مشيرة إلى أن تفعيل هذه الفكرة داخل الدور السكنية الكبيرة أو في قلب الأحياء المكتظة سيساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على المستشفيات مع علاج الحالات البسيطة داخل هذه العيادات وسيقلل كذلك من قيمة الصرف على الأدوية المتاحة والمتداولة لعلاج بعض الأمراض الشائعة والمنتشرة بصورة كبيرة بين الناس .
وتعول المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي على دور الأوساط الصحية تجاه تعميق مبادئ التكافل الصحي وكذلك مدى إدراك العامة لحاجتهم تجاه تفعيل هذه المبادئ واثارها المفيدة على صعيد حياتهم اليومية .
وتشير الرئيس التنفيذي لشركة ديرتي الغالية والمشرف العام على المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي أن دور المبادرة يكمن في تسليط الضوء على هذه النقاط ومحاولة تفعيلها بالاشتراك مع الأطراف ذات العلاقة لافتة إلى أن الأرقام الكبيرة التي يتم صرفها لشراء الأدوية محلياً بالإمكان تقليصها ، وتخفيف العبء على الإقتصاد الوطني، مع تفعيل فكرة إنشاء العيادات السكانية وتحت إشراف الشؤون الصحية في كل منطقة .
وتبين بوقري إلى أن الندوات الخاصة بالفكرة أو حتى الفعاليات التي سيتم تنفيذها لنشر ثقافة التكافل الصحي ستكون معدة شريطة أن تبدي الجهات المختصة في تعميق دور التكافل الصحي تعاونها مع الفكرة واستعدادها لتطبيق الأفكار الخاصة بإنشاء الصيدليات السكانية وكذلك مستوى التفاعل الشعبي مع ثقافة التكافل الصحي ومدى تعاطي العامة مع المبدأ تجاه تحقيقه على أرض الواقع .
وكانت وزارة الصحة قد أصدرت قرارا يقضي بإنشاء برنامج الرعاية الصحية المنزلية، ويرتبط مباشرة بوكيل الوزارة للشؤون التنفيذية، لإيجاد برامج صحية مناسبة لبعض المرضى الذين لا تتطلب حالتهم الصحية البقاء في المستشفيات، عن طريق إيجاد فرق طبية متخصصة تتولى زيارتهم في أماكن إقامتهم، وتقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم بما يحقق لهم الاستقرار النفسي والأسري , لكن دون أن توضح الوزارة ماهية تلك البرامج أو طريقة تنفيذها , ولم تشير حينها في سلسلة القرارات التي صدرت قبل نحو أسبوع إلى آلية توزيع وصرف الأدوية مع نمو أرقام كبيرة لاستهلاك الدواء في السعودية خلال العامين الأخيرين بلغت نحو 5 مليارات ريال سنوياً .
وتسعى المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي التي تستمر لمدة شهرين في بث رسائل مباشرة للجمهور للتعريف بأهداف و رسالة المجتمع عن طريق شاشات القنوات الفضائية والبرامج الأكثر مشاهدة و عن طريق الصحف الورقية والالكترونية والإعلانات المباشرة وذلك بهدف الوصول إلى تغذية المجتمع بدور و واجب التكافل الاجتماعي في بنائه وتطويره والمساهمة في تنميته على المدى البعيد من خلال تبني المبادرة لعدة برامج تكافلية في الصحة والمعرفة وغيرها من المجالات المهمة لدفع عجلة التنمية محلياً .