الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي

 
الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي جميع ما يخص الجانب التعليمي لجميع المواد... والإرشاد والأسئلة والاختبارات لجميع المراحل الدراسية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-2009   رقم المشاركة : ( 11 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربيةالخميس 12/5

الوطن :الخميس 12 جمادى الأولى 1430 هـ العدد 3142
فوضى !
محمد المسعودي
طالب يتأمل معلمه يرمي أوراقاً في ساحة المدرسة، وآخر ينثر المخلفات أمامه وقطعاً متناثرة من (فسحة) كل يوم غير آبهٍ بها، وبعد انطلاق جرس بدء الحصة الرابعة يعود الطلاب لفصولهم (ببطء) شديد متململين إلى فصولهم، ساحقين ما تمر عليه أرجلهم من بقايا أكلهم، يتكرر المشهد في نهاية الحصة الأخيرة وكل يوم وحصة و..
تكدسُ للسائقين وأولياء الأمور عند أبواب المدارس تعج بأصوات منبهات تعلن الزحام، وفرح إفراج الطلاب من مدارسهم، وعند أول إشارة حمراء يقف الجميع بألوانهم وأصنافهم، مثقف هنا وأمِّي هناك اجتمعا بغير ميعاد، وتتفاجأ قبل أن تطلق الإشارة لونها الأخضر وإذا بهما مجتمعان في انعكاس الإسفلت الذي امتلأ بألوان طيف المهملات من مواطِنَيْن اشتركا في انتهاك مساحة من وطن وثقافة دين ووعي أمة بمرأى من أطفالهما، ورجل مرور غير مبالٍ، وصوت عالٍ منبعث من سيارة منطلقة قبل الجميع لا ترى منها إلا رقمها المميز..
صور ومشاهد تتكرر يومياً غدت عادات سيئة تكتسب في اللاوعي ومنه، ليس هناك ضوابط، ليس هناك تطبيق أو التزام تربوي من الأسرة أو المدرسة أو المجتمع لتغيير هذه العادات السيئة أو الاتكالية، بدءاً من المنزل مع الخدم وفي المدرسة والشوارع مع العمالة.
واقع مؤسف، مواجهته وعدم الهروب منه هو أحد الحلول العملية، فمن بدهيات العيش الكريم الذي حث عليه ديننا الكريم، ومن أساسيات الحياة الإنسانية إنقاذ الأجيال من تلك العادات والممارسات الخاطئة.
تبدت لي هذه المشاهد، لأننا إن أردنا مجتمعاً وأجيالاً تتمتع بثقافة الأعمال الاجتماعية، فلن ننجح ونحقق أهدافنا إلا بإيجاد إرهاصات وأسس تقوم عليها في إنجاز فرض الالتزام أولاً نحو الحياة والنظام والبيئة والمجتمع وغرسها فيهم.
لا نرى أي مساهمات لشبابنا في الأعمال الاجتماعية والبيئة، إلا بمحدودية لا تتعدى جمعيات الكشافة، وما يلفت الانتباه أن أغلب الدول المتقدمة نجد مشاركاتها تبدأ من سن الغرس والشباب، ففي كندا وجد أن 91% وفي ألمانيا تصل إلى 45% من طلاب المدارس والجامعات هم عماد العمل التطوعي بشتى أنواعه، أما دولة كبريطانيا بها 22 مليون إنسان يتسابقون على رسم أجمل لوحات التطوع بريشة تحترم الجدران والشوارع والخدمات كل عام، حتى بلغت ساعات العمل التطوعي الرسمي 90 مليون ساعة عمل في الأسبوع، ليفيض 40 مليار جنيه إسترليني سنوياً بدأت من المدارس حتى خدمة المجتمع >Community service. وإذا انتقلنا لليابان نجد عملية التأهيل الاجتماعي تنطلق من المدارس، حتى شكلت التزام المجتمع الياباني، فكل يوم بعد الفسحة المدرسية مباشرةً ينطلق الطلاب بجميع مراحلهم بحمل أدوات النظافة كشعار ورمز يحملونه معهم بين دورات المياه والممرات والفصول، لتنظيف مخلفاتهم في عشرين دقيقة لم تجعل مكاناً لعقد عمل لمنظف أو عامل، عشرون دقيقة جعلت شعباً ودولة قادة في التعليم، لأنها لم تحرص على تخريج أجيال بارعين فقط، بل وأذكياء اجتماعيا ومسؤولين ومنظمين.
ديننا الحنيف ضرب أروع الأمثلة في إنسانية الخير، ولكن للأسف تبقى فكرة الأعمال الاجتماعية والتطوعية بدائية في بلادنا وتعليمنا، مقارنة بالدول المتقدمة، لأن هناك معوقات تبدأ من المدرسة والأسرة اللتين لا تجدان هماً سوى حرص أبنائهما على العملية التعليمية فقط، دون توجيه اهتماماتهم إلى قيمة العمل الجماعي والاجتماعي، أما المدارس فأنشطتها تكاد تخلو من أي تحفيز أو حث على ذلك، بدلاً من تأهيل المعلمين وتدريبهم لتقديم المساعدة للراغبين في الأعمال الاجتماعية، وتشجيعهم وتوجيههم للأعمال التي تتفق مع استعداداتهم وخبراتهم واتجاهاتهم، كما أن المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية أو التطوعية لا يوجد بها نظام للتطوع لدينا، فهي لا تتقن التعبير بتقديم نفسها أو برامجها واهتماماتها التي لا تتعدى جمع التبرعات المادية فقط.
والقضية هنا ليست مادية بقدر ما هي غرس جميل لعمل نبيل تؤسس به النفوس منذ الصغر بالتدريب في الأسرة والمدرسة والمجتمع، لتكوين عادات خلاقة لشبابنا عماد وطننا وعمقه.
مرفأ
إن الاتجاه الذي يبدأ مع التعلم سوف يكون من شأنه أن يحدد حياة المرء في المستقبل (أفلاطون)
متخصص في التنمية البشرية والاستراتيجيات التربوية الحديثة، واشنطن
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
الملف الصحفي للتربية 5/5 صقر قريش الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 25 04-30-2009 01:34 PM
الملف الصحفي للتربية 4/5 صقر قريش الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 18 04-29-2009 01:58 PM
الملف الصحفي للتربية 3/5 صقر قريش الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 38 04-28-2009 02:00 PM
الملف الصحفي للتربية يوم الاثنين 24/4 صقر قريش الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 27 04-20-2009 11:09 PM
الملف الصحفي للتربية الاحد 23/4 صقر قريش الــمـنـتـدى الـتـعلـيـمـي 30 04-19-2009 11:28 AM


الساعة الآن 03:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by