التربية والتعليم السبت14/5

[صقر قريش]

الوطن:السبت 14 جمادى الأولى 1430هـ العدد 3144
عقبات خدمية عمّرت طويلا في مجتمعنا
حسن أحمد القرني ـ أبها
(مع السلامة) . . كل يوم أبدأ صباحي بهذه الجملة لوداع زوجتي، والتي اعتادت طريقا شاقا إلى قرية نائية، وداع مع كل عناق شمس للسماء، وأبدأ في انتظار اتصال يطمئنني بوصولها سالمة، ثم أمتطي صهوة مركبتي متجها أنا الآخر إلى قدري، وفي سبيلي أبصر أبناءنا وهم يسيرون إلى مدارسهم، وهاهن كالعادة يصطففن على الأرصفة وكأنهن سرب من الغربان، في منظر لا يدعو إلا إلى التأمل، لماذا هذا؟! لماذا يجلسن بهذه الطريقة؟! من الذي اضطرهن ليقمن بذلك؟! لتبدأ رحلة التفكير اليومي، ففي الوقت الذي نسمع فيه أن وطننا ينعم بثروة طبيعية جعلته من مصاف الدول الأغنى في العالم، نشاهد هذه المناظر يوميا، بناتنا يجلسن على الأرصفة مصطفات ينتظرن حافلات تنقلهن إلى مدارسهن وكلياتهن، هكذا على الأرصفة في الطرق الرئيسة، في مشهد مؤذٍ قطعت سلسلة تفكيري (حفرة) في وسط الطريق كادت تفتك بعجلات سيارتي، لم أتمكن من تفاديها لاستغراقي في التفكير مع أني من (عام) تقريبا وأنا أتفاداها، ولا تتحدث عن الطرق!! وإن كان الحديث عنها ذا شجون . . طرق ضيقة تشتكي عراقتها وتضاريس السنين، وإني لأعجب من الكم الهائل من الموظفين في البلديات والمعنين بهذه المشاكل، ماذا يفعلون؟ لماذا هذه العقبات والتي يتجاوز عمرها أعمارنا، لم يوجدوا لها حلا حتى الآن؟! ثم يتساءل المثقفون عن أسباب الحوادث وتكاثرها، أليس هذا سببا منطقيا؟ لماذا ـ وما أكثر (اللماذات) ـ لا يقومون بعملهم على الوجه المطلوب؟ حتى إذا وقع مكروه ـ لا قدر الله ـ وتحمل من قبل المسعفين، تنتظر في (طوارئ) المشفى لأيام لأنه لا يوجد (سرير)، ولعل الوقت لا يكون طويلا حتى ندرك (الحشرجة) أو تجد سريرا، وأحاول حينها الخروج من هذا التفكير لأدير المذياع، وإذا بي بصوت شجي يقول: "أحسن ما دام أنك زعلت، أحسن وعمرك ما رضيت" وها هو الجوال يتحفني بطنين رسالته المعتادة "عزيزي المشترك أوشكت على تجاوز حدك . . "