الملف الصحفي للتربية الاربعاء 25/5

[صقر قريش]

الوطن : الأربعاء 25-05-1430هـ العدد : 3155
بعض الأولياء يستسهلون عقاب أبنائهم بالضرب
الأبناء قرة العيون وثمرة القلوب وزينة الحياة التي ارتضاها الله للبشر وقد أخبر الله بذلك في قوله (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) إلا أنهم أعظم أمانة في أعناق والديهم ولابد أن يسألوا عنهم يوم القيامة فهم كالعجينة بين يدي والديهم يشكلونها كما يشاؤون فإن أحسنوا إليهم وجدوا ثمرة ذلك صلاحهم في الدنيا والآخرة وإن أهملوهم وتركوهم ولم يعطوهم حقهم من الرعاية فإن مصيرهم الهلاك والبوار فيشقى بنفسه ويشقي والديه ومجتمعه من حوله، ونحن نقرأ ونسمع ونشاهد ما يدمي القلوب من قضايا مؤلمة،كالتحرش الجنسي وشرب الدخان والمخدرات والمتاجرة بها . والمؤلم في ذلك أنهم صغار سن لا تتجاوز أعمارهم العاشرة, وقد تحدث أمور مخلة ومخيفة وأمور لا نستطيع تصورها ولا نريد التوسع في ذلك, وهذا واقع ملموس ومحزن للغاية, وأني أجزم وأرجو أن أكون مخطئة أن الآباء هم واجهة كل هذا والسبب الرئيسي فيها، فعندما نتتبع قصة أحد المنحرفين من الأبناء نجد والديه مفترقين وأسندت رعايته لأبيه ولم يجد غير زوجة الأب الجائرة لتزيد من متاعبه وكان هذا الابن ضحية زواج فاشل، وقد يكون في ظل والديه ولكنهم أناس جاهلون وجد عندهم عنفاً أسرياً مما جعله يرتكب أخطاء كان عنها جاهلاً, وقد يكون الآباء والأمهات ممن يعشقون الحياة وتركوا أبناءهم بين جنبات الحياة وذهبوا ليكملوا طموحاتهم، وأيضاً عدم الحرص من قبل الوالدين والرقابة الشديدة من أهم الأسباب المساعدة في ذلك، فترك الأبناء ساعات طويلة مع الخدم ومع بعضهم وإن كانوا اخوه بدون رقابة أمر خطير, فالأولاد نعمة من الله سبحانه وتعالى ومن شكر نعمة الأولاد أن تعملوا جاهدين على إصلاحهم وحسن المعاملة معهم والرقابة برفق وتوفير المكان الهادئ لهم وإصلاح المشاكل الزوجية وأمور كثيرة وبسيطة يجهل عنها الآباء ويحتاجها الأبناء، فالآباء يتصورون أن المال والغذاء هو ما يطلبه منهم الأبناء بل وينتابهم شعور أن لهم فضلاً عظيماً عليهم وهذا واجب على كل أب وأم . سامحوني على بث شجوني واسمحوا لي أن نتأمل بعضاً من تعامل الآباء مع أبنائهم اليوم،حيث نجدهم يتساهلون في أمر الضرب كثيراً حتى إن بعض الآباء يضرب ابنه فقط عندما يسكب كوب الماء ويتفنن في ذلك, وهذا خطأ شائع ووارد، وهذه الأسباب وأكثر كفيلة بهذه المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا اليوم وبشكل مخيف,فليتق الله كل أب وأم في أبنائهم ولتوطنوا أنفسكم على ما تعانونه في تربية أبنائكم ولتحتسبوا الأجر على الله فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا فأنتم بإهمالكم لا ترتكبون أثم أبنائكم فحسب بل ترتكبون أثم كل من أساء ابنكم بحقه وعلمه رذيلة، فنحن لا نسألكم العنف والقسوة ولكن أخذهم بالتي هي أحسن ومداراتهم، ولتتق الله كل زوجة أب ولتكن امرأة عظيمة تجلب النفع لنفسها ولأبناء غيرها، لأننا نتعامل أولاً وأخيراً مع الله ولا نريد من أحد شكرا على واجب وإظهار السلطة والقوه على الضعفاء عقابه أشد إيلاماً لأن القوة تتجلى له وحده، ولنتيقن أن الله يسمع ويرى ويمهل لعباده ولكنه لا يهمل وأنه شديد العقاب .
خولة محمد الشهراني