الملف الصحفي للتربية والتعليم الخميس 25/6

[صقر قريش]

صحيفةاليوم : الخميس 25 جمادي الأخر 1430هـ - 18 يونيو 2009م - العدد 13152
مناهج المدرسة...التغيير الجذري كما اللا تغيير
د. فؤاد محمد السني
تصفحت كتاب الخامس الذي يدرس منه ابني هذا العام. لم تكن الصفحات التي تمر علي غريبة، لا في محتواها ولا في تصميمها ولا في الوانها. ليس كوني اتابع معه دراسته، لكن لأن كل ما رأته عيني في تلك الصفحات، قد مر علي من قبل. يا ترى، أين مر علي كل هذا؟ متى؟ فخطر في ذهني أن ارجع بعض سنوات مضت لألقي نظرة على كتاب اخيه الذي انضم الى الجامعة قبل سنتين. تصفحت كتاب نفس المادة، فإذا بنسخة تكاد تكون نسخة طبق الأصل منها ماعدا شيء وحيد. ترتيب ادراج 3 من الدروس قد تغير فقط لاغير. عذرا، كان هناك فرق آخر ايضا، لقد كانت نسخة الماضي افضل والوانها ازهى ، وكأن نسخة الحاضر قد نسخت من منسوخ عدة مرات.أن يبقى محتوى كتاب الصف الخامس مستقرا لا تغيير فيه لمدة تتجاوز العشر سنوات، أمر يستحق الوقوف عنده. وربما نظرة سريعة ومقارنة بسيطة من قبل الآباء لما تحويه كتب أبنائهم وبناتهم الآن، و ما حوته في الماضي (القريب و البعيد) سيتفاجأ من تكرار استخدام الكتاب لتدريس اجيال تعاقبت من دون تحديث له. ربما كان هو الافضل وبفارق كبير جدا عن غيره من الكتب الممكن أن تكون مناسبة لهؤلاء الطلاب!!! وربما لا يكون كذلك.من المؤكد أن عملية تحديث المنهج ضرورة يجب أن تكون في صلب العملية التعليمية، والا ذبلت وفقدت الكثير من مقدرتها على تقديم المعلومة و الفكرة و الطريقة و المنهج و السلوك، بشكل يلزم المتلقي بالتفكر في ما يعرض عليه و التأمل في تفاصيله، و مواصلته مستقبلا للتعرف على أكثر مما حواه كتابه. قبل يومين تصفحت كتاب علوم مقترح للصف الرابع الابتدائي. فإذا بي أرى شيئا مختلفا تماما. لم أجد فيه تحديثا فقط، بل رأيت فيه تغييرا جذريا لما هو قائم. سعدت بأن ارى مثل هذا الكتاب ليكون كتاب هذا الجيل، لكن سعادتي شابها الكثير مما عكرها وجعلني اتريث في الافصاح عن سعادتي تلك.مهلا، ما يحتويه الكتاب متقدم على ما حواه كتاب الرابع الحالي بل والخامس وربما السادس مهارات و اسلوبا لعرض المعلومة والذي يعكس تغيرا في ما سيتحقق من أهداف منه. وكيف لمن كان في الثالث، أن يندمج مع هذا الكتاب وهو قد امضى السنين الثلاث الاول من دراسته معتمدا على ما كان يكرر و يعاد على مسامع الطلاب لسنوات طويلة؟
قف هنا!! فالكتاب يحتاج الى كادر مؤهل لاستخدامه بالشكل الذي يحقق الأهداف الموضوعة له. فأزعم أن قليلا من المعلمين سيتقنون استخدام هذا الكتاب بدون أن يكون لهم برامج مكثفة لتدريبهم من خلال ورش عمل متواصلة و مكثفة. أكثر من مدرسة تلقوا خبر استخدام هذا الكتاب للتو، وكأن استخدام هذا الكتاب ، ممن استوعب الفرق الكبير بينه وبين ما الفوه من كتب دراسية، قد نزل عليهم مفاجأة ستسبب الكثير من المتاعب و المصاعب لهم وللطلاب في تنفيذه. فهل هناك نية لتنظيم برامج تأهيل للمعلمين من أجل أن تتحقق الاهداف المرجوة من المنهج الجديد؟.