الظيان أو الياسمين البري (ج3).

[رويعي الغنم]

الظيان أو الياسمين البري (ج3). الظيان أو الياسمين البري (ج3). الظيان أو الياسمين البري (ج3). الظيان أو الياسمين البري (ج3). الظيان أو الياسمين البري (ج3).

بسم الله الرحمن الرحيم
تحدثت معكم في الجزء الثاني عن ظاهرة فريده بشجر الظيان قل أن نجد لها مثيلا في غيرها من الشجر, وهي كونها تورق في بداية الشتاء وتستمر خضرتها (تشبه درجة خضرتها أخضرار أوراق الطماطم ) حتى نهاية فصل الربيع ثم تنفض أوراقها وتتيبس صيفا حتى تبدو وكأنها يابسة لا حياة فيها , ولا بد أن وراء ذلك حكم الهية عظيمه علم بعضها من علمها وجهلها من جهلها من أمثالي .
وفي أواخر الشتاء يبدأ شجر الظيان في ألأزهار بزهور صغيرة متجدده وكثيفة لها رائحة عطرية فواحه .
أزهار هذه الشجرة يجرسها النحل وتبدو حالما تتفتح ناصعة البياض ثم تتدرج في الميل الى ألأصفرار كلما تقادم بها العهد وأوشكت على الذبول , وتكاد الزهور (كما شاهدتم في الصور) تكسي وتغطي جميع واجهات الشجرة على الرغم من كونها في ألأصل متداخلة الأغصان كثيفة الأوراق .


وتستمر في ألأزهار الى منتصف الربيع ثم تتحول الزهور الى هيئة تميل الى التقطن (شعيرات طولية بيضاء , ناعمه وكثيفه ترتبط في أسفلها بأحدى البذور) لتتحول بذورها التي تشاهدونها في الصور الى بذور طياره تحملها الرياح في كل أتجاه .

ويقول الدكتور قشاش أن هذه الشجرة لا زالت معروفة بأسمها (الظيان) بديار هذيل وديار بني سفيان (من ثقيف) , ويذكر أن شيخا كبيرا من قرية الحساسنة الهذليه أخبره أنهم كانوا يتوجون رؤوسهم بأكاليل بيضاء من زهرها في ألأفراح والمناسبات لحسنها وطيب ريحها .
كما يذكر الدكتور في معجمه أن هذه الشجرة تسمى في ديار بجيلة بشجرة الرياح (ويقصدون بالرياح أمراض المفاصل , الروماتيزم) , وتسمى في ديار بني عمر بالعقيرب أو العقيرباء (تصغير العقرب) , ويسميها أهالي شدا العليا وفي نوح من سراة زهران بالعقيربان , وفي سراة خثعم بالعقار (بضم العين وتشديد القاف), وفي جبال الريث بالمحرقة , وفي جبال العبادل بالمحرقه أو الحراقه , وفي بغض جبال فيفا بالحباة (من الحبو لأنها تتسلق) .
ويضيف صاحب المعجم فيقول أن ألأغنام ترعى أوراقها فلا تضرها , وأن رعتها ألأبل فغالبا ستؤدي الى هلاكها , وما نجا منها فغالبا ستبقى لما يزيد على الشهر منوخة في مباركها غير قادرة على النهوض , ويذكر أن النساء كن عندما يخرجن الى الجبال يتخذن من سيقانها حبالا يربطن بها حزم حطبهن , ويحذرن في أستعمالها كيلا يتجرد لحاؤها أثناء الشد فتكتوي بها بطون أيديهن , وأن لامست أعينهن تسببت لهن في ألم وتحرق شديد .
ويختتم الرويعي التعريف بهذه الشجرة فيقول , يبدو أن للأسماء التي لا تتفق مع أسمها ألأصلي علاقة بأثرها على ألأبل أوعلى من يلامس سوقها بعد تجريدها من لحائها , أما فروعها فقد عصفت من أغصانها الغضة أكثر من مره وحملتها معي ولم أجد منها أدنى أذى .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..............