إنقاذا للضـ1ـحية "طفل"

[انصاف قلم]

إنقاذا للضـ1ـحية "طفل" إنقاذا للضـ1ـحية "طفل" إنقاذا للضـ1ـحية "طفل" إنقاذا للضـ1ـحية "طفل" إنقاذا للضـ1ـحية "طفل"

أنين وتوجع ونداء ،، بل صراخ وصياح وبكاء ،،


يعبر بها عن وجوده ،، ويكشف بها لهم عن كيانه ،،



فكم هي البسمة المرتسمة على وجه الأب ،،


وعبارات الثناء لا تفارق لسانه .. شكراً لك يا رب ،،



والأم تلثم وجه الآلام ،، وذهنها بات أسيراً للأحلام ،،



كم خالجت فكرها من فكره ،، وكم راودتها أمانيها بأمنيه ،،



سيكون دكتوراً بل مهندساً وينفرط عقد الأماني ،،



أريدها عاقلة حكيمة تسوس العقول قبل المباني ،،

















إنهم الأطفال ،،


جنة الدنيا ،، ونعيم الأولى ،،



متعة وبهجة ،، وراحة وسكينة ،،


القرب منهم له لذة ،، والحديث معهم له نكهة ،،



كأغصان الريحان ،، فما أبهى تلك الأفنان ،،



في براءتهم براءة من الهموم ،،



وفي أسئلتهم تسلية لكل مغموم ،،



وفي ملاعبتهم شفاء لكل مسموم ،،













ولكن العجب العجاب من أباء وأمهات ،،



يظنون التربية أكل وشرب ومكعبات ،،



تحملوا الأمانة فضيعوها ،،


فلا هم تركوها ولا هم حملوها بحقها ،،



كم تتقطع أنياط قلوبنا ،، وتتمزق أرواحنا في أجسادنا ،،



على أطفال ُضُيعوا في الطرق والأزقة ،، وأصبحوا لرواد الضلال أرقة ،،



في كل شارع يهيمون ،، وعلى حياض السوء يتهافتون ،،



كم يؤلمنا منظرهم وهم تائهون ،، وكأنهم لم يخلقوا إلا ليلعبون ،،



فمن ينقذ الضحية ؟؟













ولقد زرت بنفسي دار الملاحظة ،،



فرئيتهم في أصقاعها فرادى وزرافات ،، أعدادهم تحصى بالعشرات بل المئات ،،



هذا في مدينتي وهي صغيرة ،، فكيف بتلك المدن الكبيرة ،،



ولن أنسى حدثاً صغيراً كان بينهم ،، رئيته يجلس بمعزل عنهم ،،



فلما سألت عنه قالوا مدمن ،، عمره ثلاث عشرة سنة ،،



فكم من طفل هناك ،،



يبكي وحدته ،، ويشكي كربته ،، ثما يطلق زفرته ،،



بدعوة قاصمة على أمه وأبيه ،، وأستاذه وأخيه ،،



ولا يلام


فمن ينقذ الضحية ؟؟















أعرف أحدهم زلت به القدم ،،



فوقع وضيط ولن ينفع عذر عندها ولا ندم ،،



ولأن جريمته بشعة وهي الشذوذ وعمرها لم يتجاوز عمر الورود ،،



حكم بالسجن ستة عقود ،،



فهل سيطيق ذلك الأغر تلك العقوبة وهو لم يتجاوز أحدى عشرة سنة ،،



فمن ينقذ الضحية ؟؟



أيه الأب ياراعي الرعية ،، لماذا هذه التربية الهزيلة ،،



أشغلتك أموالك وعقاراتك وشركاتك وقنواتك وصداقاتك عن إبنك ،،



ألا فتنبه قبل السؤال .. وأدخر جواب ليوم الحساب ،،



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعتيه ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ) البخاري ومسلم .



فمن ينقذ الضحية ؟؟















وفي الطرف الأخر يقبع أباء ،، ظنوا أن التربية كبت وعزل وإيذاء



حولوا حياة أبناءهم إلى ضرب وبطش ودماء ،،



ليرسموا مكان البسمة دموع ،، ويغرقون بيوتهم بالظلام بدل السطوع ،،



قطعوا كل طريق للحرية ،، جهلاً منهم بطرق التربية ،،



فكم من مسكين على سريره يتوجع ألماً ،، ويتمزق ندماً ،،



وبلاءه أب متحجر العقل ،، أو أم لا تعرف إلا لغة الظلم ،،



ليخرجوا لنا جيلاً لا مكان له إلا دور المجانين أو عيادات الصحة النفسية ،،



فمن ينقذ الضحية ؟؟














وقبل أن أختم الحروف ،، وأنهي الكتاب ،،



أحب أن أشير ،، أن في مجتمعاً من الخير بشير ،،



فدونك مراتع الخير ،، ومنازل أهل الصلاح ،،



فلله در أولئك الأباء الذين أخذوا بأيدي أبنائهم إلى كل صواب



أحسنوا تعليمهم ،، ونصحوا لهم في تربيتهم ،،



فلم تعقهم حجة " الهادي الله " ،، ولم يستسلموا لدعوى " الزمان زمان فساد " ،،


سلكوا طريق السواء ،، وحاذوا بأبنائهم عن كل بلاء ،،














قدموا لهم كتاباً نافعاً ،، وتحروا لهم أصدقاء صالحين ،،



ووفروا لهم قناة بالخير ساطعة ،، وألحقوهم ببرامج نافعة ،،



فكانوا خير خلف لخير سلف ،،



سفراء للأخلاق ،، ورواد للتميز ،،



منارات بها يقتدى ،، وعلى إثرها يقتفى






كثر الله فينا من أمثالهم ،،






خواطر ومواقف ينثرها القلم لإنقاذ الضحية.