أخــبــار ومنوعات ليوم السبت 29 رمضان 14302

[صقر قريش]

أطراف للتفاوض وأخرى لجلب البضائع في “ سوق المفرقعات”
السبت, 19 سبتمبر 2009
عناد العتيبي - الطائف تصوير - احمد باروم


وسط جموع المتسوقين وبين ضجيج الباعة والمشترين يسمع المارة بين الفينة والأخرى همسات شبابية لعبارات محدودة في كلماتها ذات شأن في محتواها .... " طراطيع ، صواريخ ، كمثرى ، مدفع نانسي ) . بالطبع هذا الهمسات هي لباعة الطراطيع والمفرقعات بالمنطقة المركزية بالطائف والذين ينتشرون بها كانتشار النار في الهشيم .
ولان التخفي هو غطاء الأمن لهذه الفئة لممارسة أعمال البيع دون توقف ، حاولت أنا وزميلي المصور اختراق هذا العالم الخفي الملئ بالإثارة منذ بدايته ، حيث تعمدت أنا أسير بجانب إحدى المجموعات التي تتخذ من إحدى الزوايا مقرا لها وما أن مررت بجانبهم حتى سمعت أسماء الفنانات العربيات كلهن وكأني في محل لبيع الأغاني العربية ، ولكنها لحظات حتى صدح آخر في ذات الوهلة بقوله : "طراطيع ، صواريخ ... عيد ياولد " ... طلبت من مردد هذه العبارة أن يكلمني على انفراد فاستغرب في البداية ولكن بعد إلحاح مني تقدم ببطء وقال : ماذا تريد ؟ .. أجبته : لاتخف اعلم انك تبيع المفرقعات وتخشى الوقوع في أيدي الأجهزة الأمنية ولكنني لست منهم فقال مايثبت لي ذلك ، فعرفته بنفسي وقال : "قديمة " ... اضطررت حينها لإخراج البطاقة الصحفية لاقناعه بالحديث معي ، حينها تيقّن من صفاء نيتي وطلب مني الانجاز والإسراع فيما أريد ، وقلت له كل ما أريده أن تدخلني في اجوء البيع والشراء فقد أصبح يوما بائع مفرقعات!!
ضحك بتهكم وقال سأخبرك ولكن بدون ظهور أسماء أو حتى صور شخصية لنا وبدأ حديثه بقوله : نحن هنا مجموعات تنتشر في زوايا وأركان المنطقة المركزية لبيع مالدينا من بضاعة ( يقصد المفرقعات بأنواعها ) ، ونعمل على رمي العبارات الرنانة لفئة الشباب المارين في هذه الزوايا ومن أراد أن يحصل على مالدينا نبدأ في التفاوض معه وحين الاتفاق على الأنواع والسعر نتركه في نفس المكان مع احد الأطراف ويذهب آخر لجلب مايريد من المستودع والذي لايعلم مكانه إلا أفراد المجموعة .
وعن الخوف من الأجهزة الأمنية قال : بالفعل نخشى الأجهزة الأمنية لأنها ستصادر كل مانملك وستجعلنا نضيّع جهد الشهر كاملا ، وتوقف لبرهة من الزمن يطالع يمنة ويسرة خشية أن يشاهده احد وهو يتحدث إلي ، وأكمل حديثه بقوله : للأسف صادرت الجهات الأمنية الأسبوع الماضي بضاعة تقدر بـ 3 آلاف ريال وهذا مانخشى تكراره للمرة الثانية حينها سنفقد مبالغ كبيرة .
وعن المستودع ومكانه ومابه من بضاعة ( رفض محدثي البدء هذا الأمر ولكن بعد تجديد وعدي له بأنه سيكون خارج الصورة كليا وافق على مضض وذهبنا بين الأزقة والردهات الجانبية للسوق حتى وصلنا لتلك الغرفة المنزوية والبعيدة عن الأنظار ، ليبادر محدثي فتح الباب بسرعة ويطلب مني الدخول بهدوء ، ماهي إلا لحظات وأنا أشاهد كميات وأنواعا من المفرقعات بكل الأصناف والأشكال ، ضحك محدثي وقال : هذه بضاعتنا وهذا مالدينا لنبيعه في رمضان ، طلبت منه تجريب أحد الانوع التي لم اعتد على مشاهدتها وقال الحساب قبل العرض فدفعت له !!
بقيت لبعض دقائق بداخل هذا المستودع الممتلئ عن آخره بهذه البضاعة وغادرت المكان وفي مخيلتي كم ستترك هذه البضاعة من الألم لدى الكثير من الأسر وكم ستخلف هذه المفرقعات من مآسٍ لكثير من الأطفال .. بالفعل انه عالم خفي ومحفوف بالمخاطر التي لا يحمد عقباها .
وفي ذات الصدد علق مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن اللواء خضر الزهراني بقوله لـ( المدينة ) : أن أجهزة الضبط الجنائي بمختلف مناطق المملكة تعمل ليل نهار للوصول إلى بيع المفرقعات ومنع تداولها وبيعها في الأسواق وذلك حفاظا إلى سلامة الأطفال والمستخدمين ، وأشار إلى أن جميع المضبوطين سيتم إحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام فيما سيتم إتلاف جميع الكميات المضبوطة بطرق مقننة ومعينة .