جرائم الساكنات في الدور
نوال الراشد
تورط 18 فتاة سعودية في جرائم قتل أثار لدي الكثير من التساؤل حول أسباب ودوافع القتل النسائي في مجتمعنا السعودي الذي ترفل فيه فتياتنا ولله الحمد بأسر متدينة ومحافظة ومدللة للفتيات فهل المحرض الأول في تنفيذ تلك الجرائم هي دوافع انتقامية كما كتب عنها في وسائل الإعلام ؟
التقرير السنوي الأخير الذي اصدرته وزارة الشؤون الاجتماعية عن مؤسسات رعاية الفتيات في المملكة رصد تصاعد معدلات جرائم القتل لدى المرأة في المملكة حيث سجلت مدينة الرياض المعدل الأعلى بإجمالي سبع حالات قتل ، تلتها مدينة أبها ست حالات قتل، مكة المكرمة خمس حالات قتل ، جميع الفتيات لازلن في مراكز رعاية الفتيات في المناطق ولم يتم إقفال ملفاتهن حتى يتم استكمال اجراءات التحقيق والبحث الجنائي في تحديد دوافع ارتكاب الجرائم فالمفهوم الجنائي لها واحد إزهاق نفس بغير حق ولافرق بين الرجل والمرأة لذا يختلف الحكم الشرعي لكل جريمة والتي ليست بالضرورة تكون جميعها جرائم انتقام فالضرب المفضي إلى الموت قتل ، والقتل الخطأ قتل ، والقتل العمد قتل ..
الدكتور احمد الغنوم من جامعة الامير نايف للعلوم الأمنية ذكر في دراسته الآثار الاجتماعية للجريمة المعاصرة بقوله إن الدراسة تركز على شخصية المجرم نفسه على ضوء واقع البناء الاجتماعي الذي نشأ فيه وربط المجرم بالجريمة وعلاقته بأسرته ومجتمعه وكيف يؤثران في تكوين تلك الشخصية.
الغريب في التقرير أن جميع هؤلاء الفتيات المتورطات في قضايا القتل أعمارهن مابين 18-27 سنة وهي مرحلة عمرية تثير أكثر من علامة استفهام هي لماذا؟؟ لماذا تتجه الفتاة السعودية في سن الشباب إلى العنف الدموي الذي يفضي إلى القتل دفعة واحدة ، فهل تزايد العنف الأسري في المجتمع جعل أفراد الأسرة بالفعل يسقِطون لغة الحوار ويتجهون في التعامل مع الآخرين بالعنف الذي لم يقتصر على عنف الأبوين داخل الأسرة الواحدة في انتقام كل واحد منهما من الآخر والذي امتد بظلاله على الأبناء الذكور وانتقل أيضاً إلى الفتيات؟
الدكتور الغنوم في دراسته الأمنية أكد أن هناك خللا أسريا .. وانعدام ترابط الأبوين مع أبنائهما يؤدي إلى جنوح الأحداث منهم والاتجاه نحو العنف كلغة حوار ، مراكز الدراسات البحثية الأمنية والاجتماعية المتخصصة مطالبة بالمزيد من تلك الدراسات والتركيز على فئة الشباب وجرائمهم المستحدثة في المجتمع وخاصة دوافع الانتقام لدى الشباب سواء في العلاقات الاجتماعية أو حتى في بيئات العمل ومكافحة العنف المسمى ( آخذ حقي بيدي) حتى لا نرى المزيد من تلك الجرائم.