أخــبــار ومنوعات ليوم الإثنين 7 ذو القعدة 1430هـ

[صقر قريش]

السليمان
وفقا لخبر نشرته «عكاظ» أول أمس فإن هيئة الادعاء والتحقيق أطلقت سراح شخص قبض عليه في جدة وهو يحاول الانتحار في مكان عام، بعد أن وقع تعهدا بعدم العودة إلى الانتحار مرة أخرى!!
بقدر ما تألمت وأنا أقرأ أن روحا بشرية تكره الحياة إلى درجة التخلص منها بقدر ما ضحكت وأنا أتخيل مظهر المحقق وهو يخرج ورقة A4 بيضاء من درجه ليطلب من المنتحر أن يكتب تعهدا بألا يعود إلى مثل فعلته هذه مرة أخرى!!
طبعا عندنا المعاريض والتعهدات أصبحت ثقافة سائدة في المكاتب الحكومية، فعندما تريد أن تنفذ معاملة فعليك أن تكتب معروضا، وعندما تخطئ ويرغب محاسبك في إغلاق الموضوع فإن التعهد المكتوب هو ثمن حريتك أو خلاصك من مأزقك!!
أما الملفت فهو أن التحقيقات أثبتت أن الرجل يعاني من مرض نفسي دفعه لمحاولة الانتحار، والأمراض النفسية تفقد الإنسان توازنه العقلي وتجعله عاجزا عن تقدير أفعاله أو اتخاذ القرارات الصحية، فكيف يكون التعهد هو الحل في كبح جماح تصرفاته اللاعقلانية؟!
السؤال الذي يشغلني ويشغل جميع القراء الآن هو: لو أن هذا «المتعهد» ــ لا قدر الله ــ عاد لارتكاب فعلته ونجح فيها، كيف سيتعامل المحقق مع ورقة التعهد، ومن سيحاسب على الإخلال بها؟! ربما كان الحل أن يدفنها مع المرحوم!!