الملف الصحفي لتربية ليوم الاربعاء 09-11-1430هـ

[صقر قريش]

الوطن :الأربعاء 9 ذو القعدة 1430 هـ العدد 3316
رددوا النشيد الوطني وتمثلوا قيمه
شاكر صالح السليم
هذا الوطن يرفع شعار "الدين ثم المليك والوطن". "ثم" تقتضي الترتيب والتراخي، وفي كل المقامات يتم التأكيد على مكانة الله في قلوب المواطنين، فالصغير والكبير، يقر بأن الخير الذي نعيشه يعود لفضل لله ثم لولاة الأمر، وحتى في هذه يتم تطبيق تفاصيل الحفاظ على الألفاظ التي تؤكد نسبة النعم لله. برامج وزارة التربية والتعليم، في مجال العناية بمكانة هذا الوطن المسلم كثيرة، ومنها تريد النشيد الوطني.
بعض من يرفض ترديد النشيد الوطني، لا يرفض ترديد القصائد والأناشيد، في مجالات مباحة، لا تقدم ولا تؤخر، بينما النشيد الوطني، يؤكد على قيم ليست بالهينة ولا القليلة، بل فيه ما يؤدي إلى التأكيد على مفتاح الجنة وعمود الإسلام.
النشيد الوطني باعتباره برنامجا مستمرا، يؤديه الطلاب في كل صباح في غالب مدارس التعليم العام، يحتاج إلى وقفات ، ليقتنع به كل من يعارض وجوده .
في نشيدنا الوطني مضامين جادة يؤكد عليها الإسلام فرضا ، ومنذ عام 1984 عرف هذا الوطن نشيده الوطني "سارعي للمجد والعليا" وفي كل صباح يشدو الطلاب ونشيدهم المفضل والواجب، وتتعالى روح المعلمين المخلصين لتحقيق قيمه، وهو فكرة رائعة وخالدة، وعلينا أن نعيد قراءته مجددا، من أجل تحقيقه دعوته ورمزيته وآماله وفخره، لأن الكلمة بداية القيم ووسطها وذروتها.
النشيد يحمل القيم الذي يعتز بها كل مسلم، وآن الأوان أن نتدبر كلماته وألا نختلف على ترديده، لما يحمل من قيم إسلامية ووطنية. النشيد الوطني يخطب المجد والعلا، ويحث عليهما، والمجد والعلا لا تتحقق إلا بالعزة وعدم الهوان، "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون". النشيد الوطني يؤكد على تمجيد الخالق جل وعلا، وترديد الله أكبر، رمز الدعوة للصلاة ، فأكرم به من نشيد.
النشيد يؤكد على رفع شعار راية التوحيد، راية البلاد المملكة العربية السعودية، وفيه رمز القوة وتطبيق الحدود، ويعلوه مفتاح الجنة، وركن الإسلام، وجوهر الإيمان.
النشيد الوطني يدعو إلى الأذان وترديد الدعوة ليكون الله في قلوبنا هو الأكبر، وإلا فالله أكبر من كل شيء .
النشيد الوطني يؤكد على مكانة هذه البلاد لدى المسلمين، فهي فخرهم، لأنها بلد تشرفت بالحرمين الشريفين وتعهدت بخدمته وتذليل الصعاب لقاصديه، ليكون الركن الخامس كما هو على عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
النشيد الوطني ينهي نداءه بالدعاء للمليك، بأن يعيش للعلم والذي يحمل النور المسطر "لا إله إلا الله محمدا رسول الله " وأن يعيش للوطن، وقد وسطه بدعوة "الله أكبر" وتمجيد الخالق.
بعد هذا التمعن بكلمات النشيد الوطني، لا يمكن لي إلا أن أدعو الجميع "رددوا هذا النشيد وتمثلوا قيمه، وقولوا آمين في نهايته ".
صحيفة اليوم :الأربعاء 9 ذو القعدة 1430 هـ العدد 13284
نداء من اجل الشباب
د. علي عبدالعزيز العبدالقادر
أرجو أن يصل هذا النداء إلى سمو وزير التربية والتعليم ، والى معالي نائبه لتعليم البنين ، ومعالي نائبته لتعليم البنات ، وهو نداء يخص الكثير من الظواهر السلبية والمشكلات الأسرية وتداعياتها الخطيرة على أمن البلاد والعباد ، والسبب الرئيس لهذه الظواهر هو : جهل غالبية الشباب من البنين والبنات لشئون الأسرة والحياة الزوجية ، ومن بين هذه الظواهر السلبية : خوف الشباب من الجنسين من فشل الحياة الزوجية مما أدى الى العزوف عن الزواج وبالتالي تزايد معدلات العنوسة بينهم ، وتزايد نسب الطلاق بشكل خطير جدا بين حديثي الزواج ، بالاضافة الى شرائح المجتمع من الفئات العمرية الأخرى ، بنسب مئوية تختلف من منطقة الى منطقة أخرى ، وتفشي ظاهرة الاتجاهات الاستهلاكية للكماليات المظهرية ، بين الزوجات الشابات دون وعي وادراك للنتائج الاقتصادية والاجتماعية الضارة المترتبة على ذلك ، ودون ادنى اعتبار لدخل الأسرة وظروف الازواج وخاصة من ذوي الدخول المالية المتدنية ، رغم متطلبات الأسرة الأساسية للعيش الكريم ، وظاهرة جهل الآباء والأمهات بشئون تزويج أبنائهم وبناتهم مما يؤدي الى تعسير زواجهم أو التدخل السلبي في حياتهم الزوجية فيؤدي ذلك الى ارتفاع معدلات الطلاق بينهم .
هذه الظواهر الخطيرة تؤدي بالضرورة الى التفكك الأسري وضياع الأجيال وتعرضهم للانحرافات الفكرية والسلوكية الضارة بهم وبمجتمعهم ، بالاضافة الى الأمراض النفسية وضياع الطاقات العقلية والنفسية والجسدية ، بل ضياع العنصر البشري الذي يعتمد عليه عز الوطن وتقدمه وأمنه واستقراره وازدهاره ، وبناء على ما تقدم فإن من الأهمية القصوى وضع مقرر اجباري يحمل اسم : (شئون الأسرة) يقرر على طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية للبنين والبنات ، ويمكن أن تدرس في الصفوف الابتدائية موضوعات مبسطة عن الأسرة والوالدين وبرهما ، ويتكون منهج شئون الأسرة من محاور أذكر بعضا منها في هذه المقالة ، وأترك لمصممي هذا المنهج المحاور الأخرى وتحديد الأهداف العامة والخاصة وغيرها من الأمور ذات الطابع الفني كطرق التدريس والوسائل التعليمية ، والمحاور المقترحة تلك التى تشكل معلومات المنهج ومحتوى الكتاب المدرسي للمرحلتين المتوسطة والثانوية هي :
* حقوق الزوجين والأولاد في الشريعة الأسلامية ، والعشرة بين الزوجين .
* العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة وذوي القرابة والمحيط الاجتماعي .
* تربية الأولاد ودور الوالدين في رعايتهم منذ الحمل بهم صحيا وتربويا واجتماعيا ونفسيا وحتى يبلغوا الرشد ، والتعامل معهم بالحب والحنان ، والعدل والمساواة بينهم ، وغرس الفضائل الأخلاقية فيهم بالقدوة والحكمة والموعظة الحسنة وليس بالقسوة والعنف والايذاء البدني والاجتماعي والنفسي الذي يؤثر سلبيا على شخصياتهم صحيا وعقليا ونفسيا وعلى نجاحهم مستقبلا .
* ميزانية الأسرة والعمل على تنمية مداخيلها الاقتصادية حاضرا ومستقبلا وتنمية الاتجاهات الايجابية والوعي في الانفاق حسب الدخل ، والحد من الاتجاهات الاستهلاكية التبذيرية ، التي قد تسبب الكثير من المشاكل المالية والاجتماعية للأسرة واستقرارها وتدهور العلاقات الزوجية وتفكك الأسرة .
* الثقافة الجنسية لكل من الزوجين وتنمية وعيهما الصحي قبل وبعد الحمل .
* الثقافة الجنسية للأولاد وأهمية الفحص الطبي قبل الزواج ، فخير لهم أن يتلقوها من الأسرة والمدرسة بدلا من تلقيهم المعلومات الجنسية الضارة بهم خلقيا وصحيا من الآخرين .
* تنمية الوعي لدى الشباب بأهمية الأمن الأسري والسلامة والمحافظة على البيئة المنزلية الصحية ، وتدريبهم على الاسعافات الأولية ، وتنمية مهاراتهم الجمالية الراقية لتحسين مقر الأسرة.
ان هذه المحاور التي نقترحها هنا ذات أهمية جوهرية لوضع منهج (شئون الأسرة) ، حيث أصبحت الحاجة اليه ماسة للغاية ، وله أهمية قصوى في اعداد الأجيال القادمة ، ولمكافحة الظواهر السلبية التي ورد ذكرها في بداية هذا المقال وغيرها مما لم يرد ذكره ، وآمل دراستها من قبل وزارة التربية والتعليم واضافة أو حذف ما تراه ، ووضع منهج متكامل للمرحلتين المتوسطة الثانوية للبنين والبنات ، وتدريب المعلمين والمعلمات على طرق تدريسه.
ان استجابة وزارة التربية والتعليم لهذا النداء الحيوي الهام هو دليل على يقظة المخلصين ووعيهم لما يعانيه المجتمع من ظواهر خطيرة ، هذه الظواهر التي توضحها الحقائق الماثلة في سجلات المحاكم الشرعية والاحصاءات العامة والممارسات الأخلاقية الظاهرة والباطنة المشاهدة في أنحاء المملكة ، ان تأسيس منهج (شئون الأسرة) مطلب لا مناص منه ، وحري بالوزارة في عهدها الجديد أن يكون لها فضل السبق في تحقيق ذلك ، في اطار مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وفقه الله لتطوير التعليم.