أخــبــار ومنوعات ليوم السبت 19 /11

[صقر قريش]

مختص ينصح بإغلاق أجهزة التكييف لتنشيط جهاز المناعة
حذّر من الإفراط في النظافة واستخدام المعقمات


الدمام: منى الشهري

حذّر أستاذ علم المناعة بقسم الأحياء الدقيقة والطفيليات بكلية الطب البيطري والثروة الحيوانية في جامعة الملك فيصل الدكتور أحمد محمد اللويمي من استخدام أجهزة التكييف لفترة طويلة، مرجحاً أن يتسبّب مثل هذا السلوك في خمول جهاز المناعة لدى الإنسان، لا سيما وأن الدراسات الطبية المتخصصة التي نشرت في العديد من الدوريات الطبية المحكمة أثبتت أن الإنسان الذي يبقى في غرف مغلقة ومكيفة تضعف قدرة جهازه المناعية.
ودعا الدكتور اللويمي المواطنين إلى الاستفادة في هذه الأيام من اعتدال الطقس، وعدم الاعتماد على أجهزة التكييف على الأقل لمدة ساعة أو ساعتين في الأجواء الطبيعية مع فتح أبواب المنزل والقيام بالمشي والتحرك حتى يمكن لجهاز المناعة التعرض إلى جرعات مناعية مما هو موجود في الطبيعة.
وفي سياق متصل حذر الدكتور اللويمي من الإفراط الشديد في استخدام المعقمات خاصة مع انتشار مرض أنفلونزا الخنازير "H1N1"، حيث إن نظرية النظافة التي يعرفها الكثير من المختصين تؤكد أنه كلما ازدادت نظافة الإنسان كلما كان جهازه المناعي أقل فاعلية.
وأشار إلى أن هناك دراسات في الولايات المتحدة توضح أن ازدياد الحساسية عند الأطفال يرجع إلى الإفراط في النظافة، ولذلك أدعو إلى التوازن في النظافة، قائلاً" لا أطلب أكل الفاكهة دون غسلها، ولكن في الوقت نفسه لا يجب غسلها باستخدام المطهرات"، موضحاً أن هذا ينطبق أيضاً على تعقيم بعض أدوات الطفل كألعابه مثلاً، حيث يؤكد أن الطفل بحاجة إلى تلقّي ما يعيش في الطبيعة حتى ينشط جهاز مناعته.
وذكر أنه لا يوجد حتى الآن تقنية دقيقة لقياس مدى قوة جهاز المناعة في جسم الإنسان، مشيراً إلى أن الطرق التقليدية التي تتبعها القطاعات الصحية للكشف عن فاعلية عمل هذا الجهاز الحسّاس داخل الجسم تحتاج إلى طرق أخرى حديثة للوصول إلى نتائج فعلية حول مناعة الجسم.
وذكر أن هناك طريقتين حالياً يتم من خلالهما فحص عمل جهاز المناعة تتمثل الأولى في قياس عدد كريات الدم البيضاء في المليلتر الواحد عن طريق استخدام زجاجة مقسمّة إلى عدد من المربعات الصغيرة، فيتم حساب عدد الكريات وتُضرب في معادلة معينة ويتم ذلك في المستشفيات عن طريق جهاز يحسب النتيجة. أما الطريقة الثانية فتسمى العدّ التمييزي حيث تتكون كريات الدم البيضاء من قرابة 5 أنواع من الخلايا فيتم حساب عدد الخلايا اللمفاوية وعدد الخلايا الملتهمة وهكذا، يمكن التعرف على مدى فعالية وقوة جهاز المناعة.
وذكر اللويمي إلى أن الإشكالية تكمن في أنه قد تُظهر النتائج أن عدد الخلايا ضمن المعدّل الطبيعي، لكن وظيفة الخلية تكون معطّلة، ولذلك فإنه ومن أجل الكشف عن فاعلية هذه الخلايا في بعض الأمراض يتم عمل اختبارات أخرى، تسمى اختبارات الخلية القاتلة، بحيث يتم التأكد من فاعلية الخلية ونشاطها، فيتم الجمع بين خليتين مختلفتين بحيث تؤخذ خليّة دم من جسم إنسان وخليّة من إنسان آخر وبحكم وجود اختلاف في المادة الوراثية فإن الخلية ستهاجم هذه الخلايا المختلفة عنها فيتم قياس مدى قوتها وفاعليتها من خلال عدد الخلايا المتحطمة.
وذكر اللويمي أنه خلال السنوات الأخيرة وُجد أن قياس بعض الإفرازات المناعية من الخلية يمكن أن تعكس قوة ونشاط الخليّة المناعية مثل قياس الانترفيرون، و هي مادة تُعطى لمرضى السرطان والمصابين ببعض الفيروسات لكن في المستشفيات لا تقاس الإفرازات المناعية لأن قياس مناعة الجسم غير مثبت من حيث المستوى.
معتبرا أن جهاز المناعة يضعف لأسباب تعود إلى عدم التوازن في تغذية الجسم، حيث يؤكد اللويمي ضرورة أن يُدخل الإنسان في نظامه الغذائي كمية كبيرة من الألياف والفيتامينات والمعادن مثل الزنك والحديد والنحاس وفيتامين هـ، وأشار إلى أن إحدى المجلات العلمية المحكمة أشارت إلى ضعف في فيتامين هـ لدى الذكور في المملكة رغم قوة الشمس في منطقتنا، وهذا من شأنه أن يؤثر على جهاز المناعة، وهذا يعود إلى أن التغذية غير سليمة أو أنه توجد عوامل تمنع امتصاص هذا الفيتامين، بسبب الفوضى الغذائية، التي تمنع الجسم من الاستفادة من بعض الأغذية كالجمع بين الفاكهة ووجبة دسمة حيث يشير أنه يمكن تناول الفاكهة في وقت مختلف وبين الوجبات.