رد: اخبار منوعات الثلاثاء 7--12
دقائق فقط
هاشم الجحدلـــي
أمس، تحديدا أمس، أحسست بضعف لا نهائي، اكتشفت أنني مجرد كومة من الألم والمشاعر والآهات، لا عمر ولا ذكريات ولا لحم ولا دم، فقط هذه الأشياء التي تبدأ من الألم ولا تنتهي عند الآهات هي كلي أنا، أحسست، والحمى تخمش بأظافرها جسدي وأنيابها تخترق دمي، برجفة عظيمة وأحساس عارم بالتواهي وكأنني خارج الجاذبية، فقط ألم في ألم في ألم، كنت في غرفة نائية أمارس العزل الذاتي، قبل أن يكتشف أولادي رعب انفلونزا الخنازير، قست درجة الحرارة فوجدتها عند الحد الآمن، كتبت بتطفل في قوقل عن قشعريرة هائلة بدون ارتفاع للحرارة، جاء الرد سريعا، إنها نزلة برد داخلية.. وجاءت النصائح، كان الأمر مفاجئا في التصعيد، فجأة ارتفع مستوى الارتعاش والارتجاف والإحساس بالذوبان، هنا أحسست برائحة العرق تنز مرضا حقيقيا، كان الدواء بعيدا، بل لا دواء، كانت رائحة «الفكس» تعطي الغرفة إحساسا بأنها سكن لمجموعة من شغالات جنوب آسيا، كنت مرميا، لم أستطع أن أصرخ أو أنادي أو أعمل أي..، كنت أهوي في قعر شرك طويل لا يقضي عليك مرة واحدة، بل قليلا.. قليلا..
مرت السنوات، وأنا على هذا الحال، وعندما تماسكت وصار بإمكاني الخروج إلى الغرفة الأخرى والتدلل على أولادي كي يحيطوني بحبهم وحنانهم .. طالعت إلى الساعة لأعرف كم ساعة قضيت في ذلك الجحيم.. تفاجأت.. كانت المدة خمس دقائق فقط.
|