الجزيرة : السبت 15-02-1431هـ العدد 13638
لنخلق جو التنافس في مؤسساتنا التعليمية
د . إبراهيم بن ناصر الحمود
من المعلوم أن لكل عمل تقييماً سلباً أو إيجاباً، ولا شك أن كل صاحب مهنة يتطلع إلى الأفضل، ويتمنى أن يكون في الصدارة دائماً ومتقدماً على غيره؛ حتى يحقق نجاحاً أكبر، ومن خلال التجربة المصغرة في عامل التنافس العلمي بين الطلاب في الفصل الواحد تبيَّن فعالية هذا التنافس وأثره الإيجابي على التحصيل العلمي، ولاسيما إذا صاحب هذا التنافس جوائز تشجيعية وحوافز أخرى معنوية للمتفوق علمياً وأخلاقياً، وهذا مشاهَد وملموس في عدد من المراحل العلمية التي تتخذ هذا المنهج أسلوباً من أساليبها التربوية والتعليمية . واليوم، والمملكة تزخر بالعديد من المدارس والجامعات - والحمد لله -، حري بنا أن نفعِّل هذا التنافس بين مدارسنا وجامعاتنا؛ سعياً لتحقيق ما هو أفضل، سواء على المستوى التعليمي أو الإداري في المدرسة الواحدة والجامعة الواحدة ثم بين المدارس، وبين الجامعات، والمدارس بمراحلها المتعددة من البنين والبنات؛ فمن المعلوم أن لكل مدرسة وجامعة ما يميزها عن غيرها، وهذا يتطلب إيجاد لجان متخصصة لمتابعة هذا التنافس وفرزه والإشادة بالمدرسة الفائزة أو الجامعة المتفوقة على نظائرها من الجامعات الأخرى بصفة دورية في كل عام، ويقوم مدير المدرسة بتكريم الأستاذ الفائز علناً بين زملائه، وتكريم الموظف الفائز علناً بين زملائه، وتقوم إدارات التعليم بتكريم المدرسة الفائزة علناً في حفل سنوي، وتقوم الجهات المسؤولة في التعليم العالي بتكريم الجامعة الفائزة علناً في حفل سنوي، مع وضع معايير دقيقة للتنافس تخدم المصلحة وتسد النقص الذي قد يوجد في بعض تلك المؤسسات؛ فبعض المدارس وبعض الجامعات لديها خصائص وميزات قد لا توجد في غيرها، وتحتاج إلى مَنْ يعمل على تشجيعها حتى تأخذ صفة الاستمرار . وقد أثبتت الدراسات التربوية أن خلق جو التنافس بين الأبناء أو بين الطلاب يزيد من مهاراتهم ويقوّم سلوكهم . . ولِمَ لا نستفيد من التقييم الذي يجري على مستوى العالم لبعض المصالح والمؤسسات الدولية وما نتج من ذلك التقييم من إيجابيات . كما أن التقييم المنظَّم المنضبط يحفِّز تلك المؤسسات على التنافس في العطاء في مختلف مجالاتها؛ حيث تسعى كل منها إلى أن تكون هي الأفضل، وبهذه الطريقة نستطيع أن نعالج بعض السلبيات الموجودة في تلك المؤسسات، وكل مؤسسة تستعين بمستشاريها لوضع الخطط الكفيلة بجعلها في المقدمة . إنَّ هذا التنافس المنظَّم يحقِّق من الإيجابيات ما لا تحققه التعاميم والتوجيهات والملاحظات التي ترد إلى تلك المؤسسات بين فترة وأخرى، فما أجمل أن يُقال للمحسن «أحسنت»، وللمسيء «أسأت»، وهذا التنافس يجعل المحسن يزداد إحساناً، والمسيء محسناً . وحتى تتضح الصورة أكثر ننظر إلى ما تتركه المسابقات العلمية من أثر بالغ في التفوق العلمي، وعامل الفروق الفردية واعتبارها عاملاً تربوياً مهماً جداً . وكما توجد الفروق الفردية بين الطلاب توجد بين الموظفين والمعلمين والمؤسسات العلمية بشكل ملحوظ . فإلى المزيد من عناصر الرقي والتقدم