القول الفصل في إبقاء الوصل
عبده خال
أغلق مسؤول بوزارة المالية الباب (بالضبة والمفتاح) على تذمر متضرري سيول جدة من التعويضات التي أقرتها اللجان المخصصة لهذا الغرض.. واعتبر هذا المسؤول أن قيمة التعويضات تعد نهائية ولن يتم إعادة النظر في قيمتها، ولا يحق للمتضرر المطالبة بإعادة النظر فيها.
وهذا قول صارم باتر، فما تقوله وزارة المالية (هو اللي يمشي) وما عدا هذا القول فلا يعتد به، على طريقة من يكتب الشيك لا يمحوه ولا يزيده صفرا أو صفرين خشية أن توصف يده باليد (الفارطة)، وقد دعم هذا القرار الصارم (بعدم مراجعة قيمة التعويضات) رئيس لجان تقدير التعويضات بقوله: إن المبالغ التي قدرها أعضاء اللجان مجزية وتشمل الخسائر التي تعرض لها المتضررون بشكل متوافق وقريب.
والرأيان السابقان هما رأيا جهتين حكوميتين تنفيان عن عملهما التقصير أو بخس الناس حقوقهم في التعويضات التي أقرتها الدولة.
وإزاء هذين الرأيين الرسميين رأي المتضررين أنفسهم الذين أبدوا تذمرا واضحا (منذ بداية التقديرات إلى صرف التعويضات) من كون اللجان المخصصة للتقديرات لم تنصفهم، واصفين تلك التعويضات بأنها لا تغطى سوى 30 في المائة من قيمة الخسائر الفعلية.
ونحن نقرأ هذه الأخبار من خلال الصحف لا نستطيع بالتحديد (البصم) على أقوال الجهات الحكومية كما لا نستطيع التسليم بكل ما يقال عن تلك التعويضات..
وتصبح المشكلة الرئيسة أن اللجان المكلفة بحصر التلفيات والممتلكات لم تدخل عنصرا خارجيا محايدا في تقييمها لتلك التلفيات وبالتالي تصبح كل مقولاتها عن جزالة التعويضات تمثل رأيا لا يمكن التسليم بحذافير كل ما يقوله.. ولو أن هذه اللجان أدخلت جهة محايدة في تقييمها لما حدث لغط عن قصور التعويضات.
وبعد أن قالت وزارة المالية قولها الصارم بأن التعويضات نهائية فلن يفلح تشكي المتضررين من التعويضات التي بدأ صرفها بعد مضي تسعين يوما من وقوع الضرر.. وهذا التأخير يعد ضررا آخر لم تحسبه لجنة التعويضات، ويبدو أن بعض المتضررين عازمون على رفع دعوى إلى ديوان المظالم كتظلم من تدني التعويضات، ولأن الحبال طويلة، سوف تنبثق لجان أخرى ودراسات وجلسات وفي النهاية لن يكون إلا ما قالته وزارة المالية... وشفقة بوقت وجهد المتضررين أقول لهم ما عليكم إلا الاحتساب وما ذهب قد ذهب، فمن ذا الذي يجبر وزارة المالية على معاودة مسح مبالغ الشيكات وكتابة مبالغ أخرى؟.. من ذا؟
العوض في سلامتكم والدعاء أن لا يريكم الله مكروها في مال أو نفس أو عرض.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.