رد: الملف الصحفي للتربية الخميس 01-05-1431هـــ
الوطن :الخميس 1 جمادى الأولى 1431هـ العدد 3485
"اسكت وهم يسكتون"!!
صالح محمد الشيحي
هناك من يتفاعل مع الإعلام وفقا لقاعدة تقول: "اسكت وهم يسكتون"!!
العام الماضي وقع حادث دهس لطفلة بالصف الأول الابتدائي في مدينة المبرز أثناء نزولها من الحافلة، وذلك بالقرب من منزل أسرتها، حيث تم (دهسها) من قبل الحافلة التي نزلت منها وتوفيت في الحال.
تفاعل الإعلام مع القضية.. التزمت إدارة التربية والتعليم هناك الصمت.. الوزارة هي الأخرى أدارت وجهها إلى الجدار.. طويت القضية.. لا أحد يعرف ما الذي حدث.. وهو ما يؤكد نجاح قاعدة "اسكت وهم يسكتون"!!
وقبل أيام سقطت طفلة أخرى في القطيف، تحت عجلات باص آخر، في منظر دموي يذيب القلب ـ جبر الله مصاب أهل هذه الوردة البريئة.
أشرت العام الماضي إلى تجربة شاهدتها بنفسي في دولة أخرى تتعلق بتزويد بعض باصات المدارس بسياج حديدي يمتد أمام الحافلة لمسافة ثلاثة أمتار تقريبا بمجرد فتح الباب بحيث يمنع الأطفال عند نزولهم من الحافلة من الانطلاق أمامها.. كانت الفكرة عملية.. لكن لا أحد يهتم بالأمر أصلاً.. ببساطة: لأن أطفال كبار المسؤولين في التربية لا يستخدمون الباصات!
قلت ـ وما أكثر ما قلنا ـ يجب أن تطور مواقع تنزيل طلبة المدارس.. يجب أن يزود الباص بوسائل تقنية خاصة بالسلامة.. يجب أن تنطبق على سائق الباص مواصفات معينة. خصوصاً العمر والقدرة البدنية.. لا تأخذنا الشفقة ونسند المهمة لكبار السن بحجة إتاحة الفرصة لهم للعيش.. وكأن فرص الكسب لا تتوفر إلا عبر المجازفة بالقيادة بصغار السن؟!.. لكن لا أحد يهتم بالأمر.
ـ القاعدة مستمرة: "البنت ماتت خلاص.. اسكت وهم يسكتون"!!.. وباستطاعتنا أن نتغافل ونسكت..
كما نتغافل ـ رغما عنا ـ عن الكثير من القضايا..
لكنه الخوف أن تتحول المسألة إلى خبر صحفي تفجعنا به الصحف بين وقت وآخر؛ لأن الأسباب ما تزال قائمة.
|