ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (2)

[خلف بن عبدالعزيز الثمالي]

ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (2) ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (2) ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (2) ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (2) ودقّت ساعة السّفر بحثاً عن التّراث (2)

كنت قد وعدتكم أيّها الأحبّة في الله, بأن
ألتقط لكم صوراُ لقطعي التّراثية,وذلك
من متحفي المتواضع,ولقد أدركتم تماماً
أنّ سبب رحلاتي بعد الله هو جمع التّراث
من أماكن تواجده في البلاد العربية
الإسلاميّة,وإليكم هذه الصّور,والتّي لن
أكثر من الشرح حولها ,إلا حين أنتقل إلى
أحبّتي هنالك في قسم التّراث, لأننا هنا
بصدد الحديث عن الرّحلة ذاتها إلى دول
الخليج المعطاء.

هذه أعلاه مجموعة من المقتنيات التراثية

وهذه مجموعة من العملات الورقيّة , والمعدنية القديمة
للملكة العربية السعودية , والدّول الأخرى

هنا تظهر على سبيل المثال مئتان قديمتان
وورقة من فئة الخمسين

صورة أوضح تظهر فيها القطع السّابقة

وهنا تظهر في أعلا الصّورة الرّكوة ( الهندول )
والبندقيّة ( أم اصبع )

يظهر هنا خرج الجمل , والسّبورة القديمة , والكبّة السّوداء ( الدُّجة )

ويظهر هنا السّبف القديم , والزمزمّية , وشنط النساء القديمة
والمغراب , وغيرها ...

وهنا تظهر لكم العيبة , والقَطِف , والسُّحكل , والقربة , والسِّقاء
والمعلف , وعكّة السّمن , والغليون , ومسحاة أبي رحمه الله
والمسرج , والمشعاب ,و(المنقاش) يبدو صغير جدّا, وأشياء كثر ...

وهنا الشّملة , والحنبل العجمي

وهذا عود الطّريدة , والذي يعلق بداخل البيت الحجري
وتوضع من فوقه الشملة , وبعض الملابس

وهنا تظهر مكنة الخياطة,وما أجمل مكائن الأمس
ويظهر المدمس الذي كانت تدمس به الأرض بعد حراثتها

وهنا تظهر الرِّحالة , والتي كانت توضع على ظهور الحمير
أكرمكم الله لتنقل الحجارة , .... .

هذه الزّفّة أعلاه لسقيا الماء

هذه بعض الأحجار الكريمة , والنِّصف كريمة
كالجرانيت , والزجاج , والمرو , و الكرستال
ولوحة قديمة كتب عليها خصوصي مكّة

هنا القصعة وبداخلها مقتنيات أثرية

وهنا الثوب المبقّر بجنوبه , والثوب المصرّر , والعجان , والمنثور
وكلها ملابس النساء قديما

وهذه مجموعة من الدّلال العربية أهمها الدّلة البغدادية

وهذا أجود أنواع اللبان العماني على الإطلاق ويسمى
باللبان الحوجري , ذلك أنه يستخدم علاجا وبخورا
ومستكاة

هذه لؤلؤة صغيرة اشتريتها من البحرين , وإلى جانبها
فاتورتها المصدقة

وهذه مرجانة صغيرة هي الأخرى , وإلى جانبها فاتورتها
المصدقة من الغرفة التجاريه في البحرين

فسبحان القائل في محكم تنزيله ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ )

هذا هو الصّحن والذي قد سبق الحديث عنه في الحلقة الأولى .

والآن سننطلق سويّا أيّها الإخوة,والأخوات في رحلةٍ بّريّةٍ متعبةٍ
إلا أنّها ممتعة بمشيئة الله,وستكون إلى دول الخليج,وما علينا
إلاّ أن نتأكد من سلامة مركبتنا,من ناحية إطاراتها,وأن نتاكد من
سلامة مولّد الكهرباء,وبطارية تخزين الكهرباء,وأن نتأكد كذلك
من زيتها,وماءها,وبنزينها,وأن نشتري وايراً للسّحب فيما لو
تعطّلت المركبة لاقدّر الله,وأن نشتري سيراً إحتياطيّاً,وأن نملأ
جيكاً بالنزين للإحتياط أيضاً,ذلك أنّنا سنقطع مسافاتٍ طويلة
يندر في إحداها وجود محطة وقود,ولاتنسوا ثلاجة الشّاي
والقهوة,وعدّتهما كاملةً مع شيءٍ من التّمر,والرّطب ما أمكن
ولا تنسوا كذلك بسكويت الشّاي,وتأكدوا كذلك بأنّ جميع هوياتكم
معكم من جوازات سفرٍ,أو بطاقات أحوالٍ ممغنطة فقد تكفي
عن حمل الجوازات فيما بين دول الخليج,ولا تشغلوا أنفسكم
بالعربة فقد تأكدت أنّني أخذت استمارتها الجديدة,ورخصة
قيادة العربة,كما أنّني قد كفيتكم العدّة بمفاتيحها إلى جانب
طفّاية الحريق,والمثلث,والكشّاف,والشطرطون أوالّلاصق
إن جاز لي التعبير.

والآن دعونا أيّها الأحبّة أن نودّع مملكتنا الحبيبة,وأن نودّع
طائف الورد,والزّهر,نودع مصيف بلادنا الحبيبة,ودعونا نلقي
نظرةً سريعةً على طائف الورد,أسأل الله أن لاتكون هي النّظرة
الأخيرة,دعونا نودّع الأهل,ومسجد العبّاس,وقصر شبرا
وسيسد, ونودّع جبل غزوان برمّته والذي يجثم عليه
طائف الورد,دعونا نودّع سراة ثقيف ,والّتي هي جزء
من جبال الحجاز الوسطى تلك الجبال القرانيتية البازلتية
والمتحولة منذ أن تصلّدت وأصبحت تتسمى اليوم
بصخور,أو منطقة الدّرع العربي, سنودّعها لنذهب إلى منطقةٍ رسوبيةٍ
مختلفةٍ تماما تعرف بالرّصيف القاري,أوالرّف العربي,دعونا نودّع
قروة وهذا اسم الطّائف القديم,ولقد كان يسمى ب وج,دعونا نودّع
أشجار العرعر في الشّفا,ورمّان ليّه,وورد الهدا,فوداعاً للعنب ,والتّين
الشّوكي,والعسل ,والسّمن البلدي,وتلكم الحبيبات من المشمش,وتلكم
السّحب الرّكاميّة,والطّباقيّة,وسحب المزن بأنواعها.

أتدرون أيّها الطّائفيون ماذا كان يقول أحد خلفاء بني أميّة غابطاً
مولاه سعد على الحجاز ؟
إنّه يقول(إنّ أسعد النّاس مولاي سعد يشتو ببكّةَ,ويتربع بجدة
ويصطاف بالطّائف),وقد قال أحدهم(إنّ الطّائف قطعة من الشّام
جيء بها إلى هنا),قولوا وداعاً أيّها الأحبّة لجارة بكّةَ,فقد افتخرت
بهذه الجيرة كثيرا,ومما زادها فخرا أنّ أبا القاسم صلى الله
عليه وسلّم قد زارها,وزار أهلها في دعوته الرّبانيّة,بل وأكل
من عنبها,وصلّى بحي المثناة بالطّائف,ودعى لأهلها بالهداية
رغم مابدر منهم في زمن الجهالة ,والعصبيّة الأولى من ردٍّ
وجفاء,وتلك طبيعة البشر في زمن أنبياءهم ,إلاّ من هداه الله
لأول وهلةٍ,أو استجاب للحق بعد حين, ومع ذلك عندما خُيّر صلّ الله
عليه وسلّم في أن يُطبَق عليهم الأخشبين أبى ذلك صلّى الله عليه وسلّم
وقال(أرجو أن يظهر الله من أصلابهم من يعبد الله)
أوكما قال صلّ الله عليه وسلّم.

لاتنسوا أيّها الأحبّة أن تودّعوا سوق عكاظ,,ووادي جفن سقاه
الله غيثاً هنيئا,والسّدّ السملقي,وأن لانودّع غثاء النّفوس,ولسعات
الكلام,وتلكم الخيلاء المائلة بالأعناق,فناموا مبكّرين لكي نصحوا
مبكرين ومن ثمة نتّكل على الله في سفرنا الحلقة القادمة
إلى ذلك الحين أيّها الاحبّة في الله أستودعكم الله الّذي لاتضيع
ودائعه.