الاخبار الاقتصادية ليوم الإثنين 20/09/1431 هـ 30 أغسطس 2010 م

[صقر قريش]

الخليج و«آسيان» يرسمان خريطة طريق لتفعيل التعاون الاقتصادي والتنموي




محمد السلامة من الرياض
حدد اجتماع خليجي ـــ آسيوي مشترك الذي اختتم أعماله في الرياض أمس، معالم الطريق للوصول إلى تنفيذ كامل للمجالات التي شملتها اتفاقية التعاون المشترك بين مجلس التعاون ورابطة دول جنوب ‏شرق آسيا "آسيان"، وذلك من خلال مشروع برنامج عمل يتضمن خطوات عملية وآليات محددة تنفذ على مدى السنتين المقبلتين.
ويغطي هذا البرنامج مجالات التجارة والاستثمار، التعاون الاقتصادي والإنمائي، الأمن الغذائي، التعليم، والثقافة والإعلام. كما تم التأكيد خلال الاجتماع بين الأمانة العامة لمجلس التعاون وسكرتارية رابطة دول الآسيان على زيادة التعاون والتنسيق بين الأمانتين خاصة ما يتعلق بتبادل الخبرات.
ويمثل هذا التحرك من قبل دول الخليج لتعزيز توجهها نحو دول شرق آسيا في إطار إعادة رسم خريطة توجهاتها ‏الاقتصادية الخارجية. وجاء هذا الاجتماع الذي استمر ليومين، لمتابعة تنفيذ خطة العمل للتعاون بين الأمانة العامة لمجلس التعاون والأمانة العامة لرابطة دول الآسيان، التي تضم ‏سنغافورة وتايلاند وفيتنام والفلبين وماليزيا ‏ولاوس وميانمار وكمبوديا ‏وإندونيسيا وسلطنة بروناي، لأعوام 2010 ـــ 2012، التي أقرها الاجتماع الوزاري المشترك الثاني بين الطرفين الذي عقد أخيرا في سنغافورة.
ويأتي هذا التوجه من قبل دول مجلس التعاون الخليجي نحو البحث عن ‏المجموعات والتكتلات ‏الاقتصادية خصوصا في دول شرق آسيا، في الوقت ‏الذي تشهد فيه مفاوضات الخليجيين مع الاتحاد ‏الأوروبي تراخيا ومماطلة من ‏الأوروبيين في إتمام اتفاقية التجارة الحرة، التي لم تعد تحظى بحماس دول المجلس ‏كما كان في السابق. وتتمتع دول مجلس التعاون الخليجي ودول رابطة الآسيان بجاذبية استثمارية ‏متنامية، عززها ‏تضاؤل تأثر المجموعتين بتداعيات الأزمة المالية ‏والاقتصادية العالمية، ما يتيح آفاقا ‏للتعاون المستقبلي بين الجانبين. وقد ‏أسهم توافر مقومات التعاون الاقتصادي واتساع آفاقه ‏المستقبلية في تعزيز ‏حرص دول المجلس على بناء علاقات اقتصادية نشطة مع دول الآسيان.‏ وجمع الطرفان تعاونا دائما زاد منه اتجاه دول الخليج الست إلى إعادة رسم ‏خريطة توجهاتها ‏الاقتصادية الخارجية، بالاتجاه نحو الاستثمار في دول ‏جنوب شرق آسيا وإقامة مناطق تجارية حرة ‏مشتركة وتعزيز حجم التجارة ‏معها، وهي الأمور التي برزت أهميتها في ضوء ما كشفت عنه الأزمة ‏‏المالية والاقتصادية العالمية، وما أعقبها من انهيارات متعاقبة ومكثفة ‏للمؤسسات المالية ‏العالمية، ولا سيما الأمريكية والأوروبية منها. كما يحمل ‏المستقبل فرصا جديدة للتعاون في ‏ضوء مشروع (الآسيان + 3) بانضمام ‏كل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية للرابطة، ‏ولا سيما مع ارتباط دول ‏الخليج بعلاقات اقتصادية واسعة مع الدول الثلاث، حيث يمثل النفط ‏‏الخليجي نحو 51 في المائة من إجمالي واردات الصين النفطية من العالم ‏الخارجي.. كما تحصل ‏اليابان على نحو 90 في المائة من إجمالي ‏احتياجاتها النفطية من منطقة ‏الشرق الأوسط، توفر ‏دول المجلس نحو 76 ‏في المائة منها.‏


هيئة الطيران المدني وتوقف «سما»؟




د. سعد الأحمد
بعد الكثير من الشائعات المتداولة في الوسط الاقتصادي، أعلنت ''سما'' إيقاف رحلاتها لأجل غير معلن لإيقاف الخسائر التشغيلية التي منيت بها هذه الناقلة الاقتصادية. ويأتي قرار ''سما'' موفقا بعد انتهاء موسم السفر وتمتع شركات الطيران في المملكة والمنطقة من سوق السفر السعودي الخاص بالإجازة الصيفية، حيث يكون الطلب على المقاعد أكثر من المعروض هذا إضافة إلى ارتفاع أسعار التذاكر. توقف ''سما'' يحمل الكثير من الدروس المستفادة، أهمها ضعف صناعة النقل الجوي في المملكة والذي تتحمله في الدرجة الأولى الهيئة العامة للطيران المدني. فرغم الموازنات السابقة والموارد المتاحة، فإن واقع البنية التحتية وجودة المطارات وفاعلية التشريعات، غير لائقة بالمكانة الدولية والاقتصادية للمملكة. لو نظرنا إلى التشريعات الحالية والخاصة بالمشغلين الجويين، لوجدناها مكبلة لكل من طيران ''سما'' و''ناس'' من جوانب تشغيلية أساسية لأي نموذج نقل جوي. فبينما تنعم الخطوط السعودية بوجهات لمحطات ذات كثافة وعوائد عالية High Capacity & Yield routes بصفتها الناقل الوطني، يتم إجبار ''سما'' و''ناس'' على التشغيل لمحطات ضعيفة العائد وضعيفة الكثافة مما جعل تلك الشركات تعمل بالسالب في فترات السنة غير الموسمية. ثم يأتي جانب تشغيلي آخر وهو تكلفة الوقود المباع داخل المملكة مقارنة بالمنافس وهو ''الخطوط السعودية''. التفرقة في أسعار الوقود من منشأ واحد غير أخلاقية تجاريا في الدرجة الأولى وكفيلة بإخراج أي منافس نظرا لما تشكله تكلفة الوقود بالنسبة للتكلفة التشغيلية الشاملة لكل ساعة طيران والتي تصل إلى 40 في المائة. المناولة الأرضية هي الأخرى تشكل جانبا آخر حيث تحظى بعض الشركات بمزايا وتسهيلات دون شركات أخرى. مسافر ''ناس'' إلى مطار جدة عليه أن يضيف نصف ساعة إلى زمن الرحلة يقضيها وقوفا في الحافلة التي تقله من موقف الطائرة إلى الصالات، حيث سوء إدارة مواقف الطائرات في مطار يتميز بالمساحات الشاسعة والفوضى العارمة. انهيار شركة سما يلقي بظلال كبيرة على الهيئة العامة للطيران المدني ويدعو متخذ القرار إلى التدخل لإنقاذ هذا القطاع الذي وصل الأمر به أن تذهب موارده إلى الدول المجاورة لعجز الإدارة الحالية في إدارته وتطوره.


3 مدن سعودية تتنافس في صناعة كرتون التمور

تمور القصيم ترفع الطلب على الكرتون إلى 40 مليون عبوة مختلفة المقاسات






محمد الحربي من بريدة
دخلت مصانع الكرتون في ثلاث مدن سعودية منافسة حامية لتوفير الكرتون المخصص للتمور, ويصل حجم الطلب إلى قرابة 40 مليون عبوة ذات مقاسات محددة. وكان قرار توحيد العبوات بمقاسات موحدة قد ساعد مصانع التمور على صناعة كميات كبيرة قبل الموسم بعد أن تمت معرفة الكرتون المطابق للأسواق, فيما كانت الطلبات في السابق تتشكل حسب الطلب من المزارعين. وبحسب متخصصين في صناعة الكرتون فإن توحيد العبوات خفض التكلفة بنسبة 40 في المائة, حيث كان في السابق يباع الكرتون بسعر مرتفع يصل إلى 1.20 ريال ليصل في الوقت ما بين 75 إلى 80 هللة للعبوة الواحدة. وتتقاسم مصانع الكرتون حصتها في سوق التمور مدينة التمور والأسواق الأخرى. ويرى المهندس عبد الرحمن بن عبد الله العريفي مدير مصنع القصيم للكرتون, أن توحيد العبوات شكل دعما كبيرا لصناعة كرتون التمور, مبينا أنهم في العام الماضي دعموا المصنع بمعدات وآلات لصناعة هذا الكرتون, وبين العريفي أن الطاقة الإنتاجية لديهم تصل إلى 100 ألف كرتون في اليوم. وأضاف العريفي أن هناك مصانع في كل من: جدة, الرياض, والدمام تتنافس في صناعة الكرتون للمزارعين في منطقة القصيم وإمداد المزارعين بالكميات اللازمة خلال الموسم. وأضاف العريفي أن مصنع القصيم للكرتون قد جهز قرابة 20 مليون كرتون استعدادا للموسم منذ فترة طويلة. وكانت مخاوف قد أبداها مزارعون من نقص في الكرتون خلال الأيام المقبلة بعد أن تم استهلاك كمية كبيرة خلال الـ 30 يوما الماضية منذ انطلاقة بواكير التمور في أسواق منطقة القصيم.


على الجانب الآخر شهدت ساحات مدينة التمور خلال الأيام الماضية دخول أكثر من 400 ألف عبوة تمور للساحات في اليوم الواحد كأعلى رقم سجل في دخول العبوات. وتعد الفترة الحالية فترة الذروة, حيث يصل عدد السيارات التي تدخل إلى سوق مدينة التمور إلى ثلاثة آلاف سيارة في اليوم الواحد استنفرت لها كل القوى العاملة في ساحات مدينة التمور، حيث تحرك معها الدلالون وموظفو مدينة التمور وكذلك جهات متعددة من بينها المرور والكشافة لتنظيم التحرك في الساحات خلال الفترات التي تقام فيها مزادات التمور. وتعد الفترة الصباحية الفترة الذهبية لسوق مدينة التمور, حيث تتم المزادات على السيارات المنتظرة في الساحات على شكل طوابير تنتظر المزايدات التي تتم منذ ساعات الفجر الأولى, بينما تشهد الفترة المسائية مزادات على مربعات يتم إنزالها على الأرض من قبل المزارعين بنسبة لا تتجاوز 10 في المائة من إنتاج المزرعة نفسها. ومنعت إدارة مدينة التمور إنزال أي أنواع أخرى من التمور عدا السكري الذي يعد المهيمن والمسيطر على السوق حتى الآن. وتوقع مزارعون أن تبدأ أنواع أخرى من التمور بدخول السوق مطلع الأسبوع المقبل, ويأتي الخلاص من أهمها وأميزها وأنواع قليلة من الصقعي وبعض النبوت التي تسمى بأسماء محلية.

تحول إلى نقطة التقاء
أسهمت مدينة التمور الواقعة جنوب مدينة بريدة منذ انطلاقة الأيام الأولى لمهرجان التمور في مد جسور التواصل والتقارب هاتفيا بين الأقارب والأصدقاء والمعارف، إذ يتذكر من يقيم خارج مدينة بريدة أي طرف قريب أو صديق له يشتري له تموراً ويرسلها إليه تكفيه طوال شهر رمضان المبارك، ويأتي ذلك في وقت يقضي البعض فيه سنواتٍ أو شهورا متعاقبة دون لقاء لسبب أو آخر يفرضه واقع الحياة اليومي الذي لا يكاد المرء يجد وقتا للقدوم إلى مدينة بريدة وزيارة سوقها الشهير التي تصنف بأنها أكبر سوق عالمية للتمور، إلا أن سمعتها التي حققتها من جهة نوع وجودة وكمية المعروض فيها جعلتها مقصدا للكثيرين الذين إن لم يأتوا إليها يقومون بالتوصية لمن يساعدهم على الشراء منها وإرسال التمور إليهم. ويحرص أهالي مدينة بريدة على الحضور إلى السوق بصفة متكررة للبحث عن كميات التمور المناسبة التي يطلبها أقاربهم وأصدقاؤهم سواءً داخل المملكة أو خارجها، ويحرصون على انتقاء أجود ما يمكن أن يحصلوا عليه تبعاً لميزانية الموصي في غالب الأحيان والكميات التي يرغبها، وبات معتاداً أن يتزاحم الكثيرون عند مكاتب الشحن لإرسال ما يتم اختياره سواء الموصى به أو ما قد يرسله أحدهم كهدايا في هذا الشهر الكريم. من جهة ثانية, أصبحت مدينة التمور نقطة التقاء لكثير من المواطنين الذين يتواعدون هناك بعد صلاة التراويح لحضور مزادات التمور، كما باتت مكانا شهيرا يتم من خلاله وصف المواقع جنوب المدينة قربا وبعدا وفي الاتجاهات كافة. صالح المطلق متسوق من مدينة بريدة يتحدث عن أنه يحمل معه ورقة لوصايا زملائه من خارج مدينة بريدة ليتم إرسال الكميات عبر شركات الشحن المنتشرة في السوق, ويضيف المطلق أنهم يقدمون السكري أغلى هدية خلال موسم التمور من كل عام لجميع أصدقائهم في جميع أنحاء المملكة وكذلك في الخارج لبعض زملائنا المغتربين في أوروبا وأستراليا وأمريكا.


على الجانب الآخر, يرى الدكتور خالد الزعاق, الموجود في مدينة التمور بصفة شبه يومية, أن الموقع أصبح نقطة التقاء بالزملاء والأصدقاء الذين انقطعوا منذ فترات طويلة عن أصدقائهم, ويضيف الزعاق أنه التقى بعض زملائه مر وقت طويل عليهم لم يلتقوا بفعل الارتباطات العملية والبعد المكاني. وفيما جرت عادة بعض كبار رجال الأعمال والموظفين إرسال من ينوب عنهم لقضاء بعض حوائجهم التسويقية نظير أوضاعهم الاجتماعية المعروفة, تنفرد مدينة التمور بما يعرض فيها من منتج بأنها تتطلب حضورهم شخصيا ومعاينة ما يريدون شراءه بأنفسهم، وكثيرا ما يتصادف لقاء الموظفين بمديريهم ومرؤوسيهم وزملاء العمل الذين تتحول أحاديثهم بصفة تلقائية حول سوق التمور والأسعار المعروضة والتشاور فيما بينهم حيالها حتى يتمكن طرف من إقناع الآخر, وبالتالي يخرجون وبرفقتهم أحد الأطفال الذي يحمل على عربته الصغيرة ما تم شراؤه إلى مركباتهم لينتهي اللقاء إلى يوم عمل الغد الجديد.