كنوز محمد سعيد فارسي تعرض للبيع في دار كريستي بالعاصمة البريطانية لندن

[حرية الرأي]

كنوز محمد سعيد فارسي تعرض للبيع في دار كريستي بالعاصمة البريطانية لندن كنوز محمد سعيد فارسي تعرض للبيع في دار كريستي بالعاصمة البريطانية لندن كنوز محمد سعيد فارسي تعرض للبيع في دار كريستي بالعاصمة البريطانية لندن كنوز محمد سعيد فارسي تعرض للبيع في دار كريستي بالعاصمة البريطانية لندن كنوز محمد سعيد فارسي تعرض للبيع في دار كريستي بالعاصمة البريطانية لندن

مزاد ضخم يضم 400 قطعة من الفن الإسلامي والهندي

كعادة مؤسسات المزاد العالمية منذ بداية الألفية الثالثة بتنظيمها موسم مزاد لكنوز الفن الإسلامي مرتين في العام , لذلك يعد هذا الأسبوع أسبوع الفن الإسلامي في لندن، فدور المزادات الثلاث الرائدة في العاصمة البريطانية تعرض مئات القطع من روائع الفن الإسلامي في مزاداتها المتتالية، التي تبدأها دار «كريستيز» غدا الثلاثاء، وتليها «سوذبي» يومي الثلاثاء والأربعاء، ثم أخيرا دار «بونهامز» التي تقيم مزادها للفن الإسلامي يوم الخميس 7 أكتوبر (تشرين الأول).



وتبعا للإقبال الذي سجلته مزادات الفن الإسلامي في شهر أبريل (نيسان) الماضي، يبدو أن الدور الثلاث تستغل الجو المواتي للاقتناء، ولهذا دفعت إلى السوق بأندر وأفخم القطع التي يتوقع أن تدر ملايين الجنيهات، وتجذب المقتنين المعروفين، أو من يشده إغراء تلك القطع لدخول عالم المزادات.



وبالنسبة لدار «كريستيز» فتقدم ضمن مزادها المختص بروائع الفن الإسلامي والهندي غدا 400 قطعة من الكنوز النادرة، التي تنتمي إلى الفترة ما بين القرن التاسع إلى القرن التاسع عشر.


القطع الفريدة متنوعة وتخلب الأبصار، وإن كانت معروضة اليوم للعامة، إلا أنها بطبيعة الحال، ولأجل ندرتها وقيمتها التاريخية، ستتحول إلى ملكيات خاصة، وقد تتنافس المتاحف على اقتنائها.


ما بين الخزفيات والمخطوطات والقطع المعدنية، مرورا بحجرة خشبية رائعة الزخارف من دمشق، يمكن للمرء الاستمتاع بعرض متحفي لكنوز العالم الإسلامي عبر 10 قرون.



تبدأ الدار المزاد بخمسين قطعة من المقتنيات الخاصة بالدكتور محمد سعيد فارسي الحاكم الأسبق لمدينة جدة السعودية وهذه المجموعة خير مثال علي الفن الإسلامي التقليدي في مصر في العصر المملوكي والفاطمي بوجه خاص.



وحسب التعبير الذي استخدمه خبراء الدار فإن مجموعة الفارسي الفريدة تلقي بأضوائها على باقي المعروضات.

يقول ويليام روبنسون، مدير قسم الفن الإسلامي في الدار: «عندما التحقتُ بالدار في عام 1982 كان د. فارسي من أهم العملاء لدينا، وكان يشتري القطع الفنية من جميع الاتجاهات، وخصوصا القطع المصرية، وهذا ما يفسر المجموعة القيمة من القطع المملوكية التي تعرض في هذا المزاد».


ويتابع روبنسون: اهتمام د. فارسي بالقطع المصرية نشأ نتيجة علاقته مع الإسكندرية التي درس وعاش فيها فترة من الزمن، ولكنه يضيف أن فارسي أيضا قام باقتناء الكثير من القطع الأخرى التي قد لا تعتبر «متوقعة»، ويشير إلى مجموعة من المجوهرات الهندية النادرة التي اقتناها فارسي، وتطرح للبيع غدا.

من هذه القطع واحدة بديعة التكوين صنعتها يد حرفي إسلامي ماهر على شكل ببغاء زين بحبات الياقوت والزمرد والماس، يحمل في منقاره فصا من الزمرد (سعرها التقديري من 400 ألف إلى 600 ألف جنيه إسترليني)، وهي واحدة من سبع قطع من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة، ضمن ما أطلقت عليه الدار «كنوز الفارسي الهندية».




ومن ضمن القطع التي تضمها المجموعة أيضا لوحة خشبية تعود إلى العصر الفاطمي (عام 1150)، قدرت لها الدار مبلغا يتراوح ما بين 400 ألف إلى 600 ألف جنيه إسترليني. القطعة كانت فيما يبدو جزأ من منبر، تضافرت فيها النقوش الخشبية بالكلمات، بالخط الكوفي. ويشير الخبراء إلى أن القطعة تعد مثالا على النقش على الخشب في العصر الفاطمي.




كما يقدم المزاد مجموعة متميزة من المشغولات المعدنية، من ضمنها علبة مجوهرات من النحاس المطلي بالفضة من القرن الـ13، وتتميز بقفل مثبت على الغطاء. العلبة تحمل كتابة حول حواف الغطاء «العز والنصر والمُلك والمجد والمَلك»، وأما في الخلف وبين مفصلتي الغطاء نرى عبارة «عمل محمد البغدادي»، وهي توقيع صانع العلبة.

وهناك أيضا شمعدان من الفضة المطعمة بالذهب من شرق الأناضول، يقدر سعره بمبلغ يتراوح ما بين 120 ألفا إلى 180 ألف جنيه إسترليني، وهو يعد قطعة مشابهة لأخرى ضمن مقتنيات متحف «ميوزي دي بالازيو» بفينيسيا.


الشمعدان يرجع للعصر المملوكي وكان مصنوعاً للسلطان أحمد وتشير الدار في بيانها الصحفي إلي أنه أحد حكام تلك الفترة الذي لم يتجاوز حكمه عدة شهور.



ويشير روبنسون إلى أن فارسي كان شغوفا باقتناء القطع النادرة، وخصوصا في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، ويعلق ردا على سؤال حول قرار الفارسي ببيع مجموعة ضخمة من مقتنياته: «في حياة كل مقتنٍ قد تأتي لحظة يقرر فيها أنه قد استمتع بكل مقتنياته، وأنه قد آن الأوان لبيعها، فهو قرار (حياتي) كبير».


مجموعة الفارسي، التي تتنوع ما بين الفن المعاصر والإسلامي، تم تقديمها إلى السوق العالمية عبر مزاد الدار في أبريل الماضي، ولكن عبر مجموعة محدودة من القطع، وهنا كان لا بد من التساؤل حول ذلك؛ لماذا قدمت المجموعة بشكل هادئ، وهل كان ذلك القرار لجس نبض السوق؟.



يبتسم روبنسون ويقول: «التقديم الخافت أو الهادئ كان أيضا قرار د. فارسي الذي قرر وضع قطع محدودة لجس نبض السوق ومعرفة الإمكانات. وأعلم أنه كان سعيدا جدا برد الفعل والنجاح الذي صادفته المجموعة»، يشار إلى أن الدار ستقدم مجموعة جديدة من الأعمال الفنية المعاصرة من ممتلكات د. فارسي في مزادها المقبل في دبي يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.



وينتقل روبنسون من المجموعة «النجمة» للمزاد إلى قطع أخرى يجمعها المزاد، الذي يشار إليه على أنه «من أقوى المزادات التي أقامتها (كريستيز) على الإطلاق»، ويرجع ذلك الوصف إلى النجاح الذي حققته الدار في مزادها الأخير للفن الإسلامي في شهر أبريل الماضي، حيث بيعت القطع المعروضة بضعف الثمن المقدر لها. «أحسسنا جميعا أن السوق قد عادت منتعشة ومليئة بالحياة، وهو ما حفز أيضا مالكي القطع الثمينة لعرضها في السوق مرة أخرى».

«قطعة فائقة الروعة» يصف روبنسون رداء نادرا من القرن الحادي عشر أو الثاني عشر من أواسط آسيا، وهو يعد قطعة نادرة، وفي حالة جيدة، ويعد الرداء مثالا مبكرا على تطور صناعة النسيج، وتقدر الدار للرداء مبلغا يتراوح ما بين 400 ألف إلى 600 ألف جنيه إسترليني.

بعض القطع التي يقدمها المزاد «عثر عليه بالصدفة» كما يقول روبنسون، فهي قطع «جاءت إلينا بالمصادفة البحتة» ويشير إلى خنجر مقبضه على شكل رأس كبش من اليشم، ويعود إلى القرن الـ17، ويقدر سعره ما بين 30 إلى 40 ألف جنيه إسترليني.

وبعد أن عرضت الدار في مزادها في شهر أبريل الماضي غرفة دمشقية ذات حوائط خشبية مزخرفة ومطعمة بالورود كاملة للبيع، وحصدت سعرا وصل إلى 361.250 ألف جنيه إسترليني، تعرض غدا غرفة أخرى ترجع إلى بدايات القرن التاسع عشر. يشير روبنسون إلى أن الغرف الدمشقية غزت السوق في بداية التسعينات، وبدا أن السوق قد أتخم بها، ولهذا اختفت لفترة، ولكن «كريستيز» عادت وطرحت غرفة من نفس الطابع الدمشقي في أكتوبر من العام الماضي، وحققت مبلغا ضخما (300 ألف جنيه إسترليني)، وهو ما شجع على طرح أخرى في مزاد أبريل الماضي، وأخيرا الغرفة المعروضة في مزاد الغد.

والمعروف أن المنازل في العاصمة السورية دمشق، إبان حكم الدولة العثمانية، ضمت الغرف ذات الطراز البديع، الذي يعتمد على الحوائط الخشبية المزخرفة والمجملة بقطع المرايا ورسومات تصور المناظر الطبيعية وباقات الزهور، ويتميز السقف أيضا بالرسومات الدقيقة التي تظهر براعة الحرفيين في تلك الفترة. وأصبح من الدارج في تلك الفترة تفكيك الغرف وإعادة تركيبها خارج سورية، خاصة من قبل الغربيين الذين سكنوا دمشق في تلك الفترة، ومن النماذج المميزة لتلك الغرف التي لا تزال تعرض للجمهور غرفة يعرضها متحف «المتروبوليتان» للفنون بنيويورك.

http://www.christies.com/lotfinder/s...x?saleid=22782