عودة الشيخ ومرافقيه من رحلتهم الى أرض الذهب(4).

[رويعي الغنم]

عودة الشيخ ومرافقيه من رحلتهم الى أرض الذهب(4). عودة الشيخ ومرافقيه من رحلتهم الى أرض الذهب(4). عودة الشيخ ومرافقيه من رحلتهم الى أرض الذهب(4). عودة الشيخ ومرافقيه من رحلتهم الى أرض الذهب(4). عودة الشيخ ومرافقيه من رحلتهم الى أرض الذهب(4).

بسم الله الرحمن الرحيم


















بعد ربطنا لأحزمة المقاعد , هاهي طائرتنا تنهب أرض المدرج من تحتنا تاركة خلفها قاهرة المعز بصخبها وفساد نخبها .
ثم هاهي ترتفع صاعدة بنا في الفضاء بحمولة وهيئة لم تكن تخطر على قلب بشر قبل قرن تقريبا , وهاهو العبد الفقير (الكاتب) الى رحمة ربه يدرك ضعفه وضآلة شأنه وقلة حيلته وحاجته لمولاه في ذلك الموقف وفي كل المواقف , فيتمتم بصوت خفي لا يكاد يسمعه أحد سوى من يعلم السر وأخفى ,, سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وأنا الى ربنا لمنقلبون, الخ ..دعاء السفر .
وبعد أخذه لنفس عميق , يتنهد ثم يتبعه بدعاء يسأل فيه ربه البر الرؤوف الرحيم , بأن يلطف بأهل مصر ويرفع عنهم ما نزل بهم من اللأواء والشقاء والأحن والمحن والغلاء وجور السلطان والبطالة وكل أشكال البلاء , وأن يبرم لهم أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته , وأن يكفيهم كيد الكائدين من أعدائهم الداخليين الذين غلبوهم على أمرهم وأذلوهم , وأعدائهم الخارجيين الذين يتربصون بهم الدوائر عليهم دائرة السوء .


















وما أن أستقرت بنا الطائرة على أرتفاع ثلاثة وثلاثين ألف قدم , ودب النشاط في المضيفين , وأضاءت أشارات فتح أحزمة المقاعد , ألا وشعرت بنوع من الأطمئنان غاب عني معه ما كان يغمر النفس من السمو الروحي والنفحات ألأيمانية الجميله , وعاد الي معه من جديد الخلود الى ألأرض , والتفكير في ألأطماع الدنيوية بذهبها ونهمها ونهبها وكأنني مخلد فيها الى أبد ألآبدين .

















وبعد أن أدرت وجهي الى الناحية ألأخرى من الطائرة حيث يجلس عضوا الوفد , (الشيخ وابن أبي محمد) , رأيتهما لاهيين على مقعديهما الى جوار نافذتين من نوافذ الطائرة , وأنظارهما شاخصة في ألآفاق بعيدا خارج الطائره .
فعادت لرؤيتهما بي الذاكرة الى الأختلافات التي عصفت بالوفد قبل الرحلة , وتسببت في تشتيت شملنا والتفرقة بيننا في المقاعد على الطائرة , فقد عانينا في رحلات سابقة من تسلط أمير الرحله (الشيخ) ألذي كان يصر في كل مرة على الجلوس الى جوار النافذة وحشرنا بجانبه في الداخل بزعم حاجته لكبر سنه الى شم الهواء النقي (يسميه هوا ربنا) من خلال النافذة , مما أضطرنا الى التفرق على المقاعد المجاورة للنوافذ دون أن يقنعنا الشيخ , كيف يستطيع وفق زعمه شم الهواء من وراء نافذة غير قابلة للفتح ؟؟.

















وطيلة تحليق الطائرة في أتجاه أرض الذهب جنوبا , كنت أراقب من النافذة أرض مصر من تحتي وهي تبدو لي من عل(ن) صحاري قاحلة ماحله , وجلاميد جرداء جرباء , وكثبان متتالية متموجة من الرمال التي لا تكاد تنتهي .


































وفيما عدا شريط ضيق لا يكاد يذكر على أمتداد ضفتي وادي النيل , بدا لي المنظر من تحتي مخيفا , ومذكرا لي بصور طالما أنطبعت في ذاكرتي عن أنعدام الحياة والجفاف الشديد على سطح القمر .



































كنت غارقا في تفكيرعميق لا ينتزعني منه أحيانا سوى صوت شجي يصلني تردد صداه من الجهة ألأخرى من الطائرة , صوت يذكرني بالماضي التليد ويعيدني الى الوراء بعيدا بعيدا , بعيدا بمعاير المكان والزمان الى حيث مسقط رأسي وتراث أجدادي .
أنه صوت بدر الدجى وهو يترنم بالحدايا والزهم ويرددها من خلفه بصوت أشجى رويعي الغنم كما كان يفعل في ريعان شبابه وهو يمشي الهوينا يقدم رجلا ويؤخر أخرى لا يخش ألا الله والذئب على غنمه خلف رعية من رعاياه , بذرى جبال كستها شجيرات الشث والطباق والضرم بأجمل الحلل برؤوس شعاب النعامه والقلب ووادي علق .

















وأخيرا بعد أن أحتجبت الشمس خلف ألأفق البعيد وبدأ الليل يرخي سدوله , هاهي الطائرة تلامس عجلاتها المدرج من جديد , وتحط بركابها وبالوفد الذي كان على متنها على أرض مطار ديار الذهبين , الحقيقي والمجازي معا .
ألأرض التي أعتبرها واعدة بثروات كبيره وخيرات عميمه أن لم يتخطف ثرواتها كالغنيمة اللصوص القادمون وراء البحار .
والى هنا نتوقف بكم منعا للأطالة وتجنبا لتسرب الكلل والملل اليكم , وفي الحلقة القادمة أن شاء الله سنبدأ حديثنا معكم مباشرة عن أرض الذهب التي تتعدد بها الفرص ألأستثمارية .
وسيجيب فيها الشيخ على أسئلة كثيرة سيجد فيها الجميع فائدة كبيره , بما فيهم زميلنا ومشرفنا الأخ هيثم الذي شكا في بعض مداخلاته على موضوع ابن أبي محمد من تهكم المتهكمين وتثبيط المثبطين , والذي زاد من يأسه سماعه للأرقام المليونية لرؤوس ألأموال ألأستثمارية لبعض المستثمرين في في أثيوبيا .
ففي بلد الذهب هذا يا أخ هيثم , تستطيع أن تشتري الفدان الواحد والمجموعة من ألأفدنة شراء دائما يحق لك بموجبه التصرف فيه بكل أوجه التصرف في الملكيه , وينتقل الى ورثتك (لا أراك الله مكروها) كما يجب أن تتنتقل بقية أملاكك ببلدك , وذلك (قيمة الشراء) بمبالغ متوسط قيمها ألفي ريال تقريبا للفدان الواحد المروي من النهر , وبأقل من ذلك للمروي على المطر ,(الفدان تبلغ مساحته أربعة آلاف ومائتي متر مربع) .
وقد تزيد القيمة عن ذلك أو تنقص حسب أجتهاد المفاوض وما ينتهي اليه ألأتفاق بين البائع والشاري , على أن يستأنس المشتري برأي رسمي من المحامي القانوني للسفارة السعودية قبل الشراء حسب مفاهمة دارت بيننا وبين السفاره , ليتم سد الثغرات والتأكد من صحة وثائق التملك ألأصلية ووثيقة البيع وانتقال الملكيه , ويضمن الشاري وقوف سفارة بلده الى جانبه مستقبلا فيما لو أحتاج الى ذلك ...
فألى ذلك الحين نستودعكم الله , والسلام عليكم ورحمة الله ...