الانتقال للخلف   منتديات بلاد ثمالة > الأقسام الــعــامة > الــمـنـتـدى الـعـام

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-2011   رقم المشاركة : ( 11 )
المتفائل2012
عضو


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6806
تـاريخ التسجيـل : 06-01-2011
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 24
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المتفائل2012


المتفائل2012 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مجلة فلسطينية من الثمانينات تتحدث عن الحياة الجامعية في تلك الفترة

رسالتان: من نابلس إلى طرابلس، ومن القطاع إلى البقاع

بقلم: الدكتور عبد اللطيف عقل
رئيس الدراسات العليا
أولا: مؤخرة أو مقدمة:
استلمت جارتنا أم أحمد رسالة، عليها عدة أختام وتواقيع من ولدها الذي لا يعمل في محطة وقود في
كاليفورنيا ولا يدرس علوم الحاسب الآلي في جامعة لوس أنجلوس الحكومية، يقول في آخرها، أنه لم يتقدم
ولم يتوسل للقائم بأعمال حكومة ،(Green Card) بطلب إلى دائرة الهجرة للحصول على الكرت الأخضر
قطر في واشنطن العاصمة ليسافر لقضاء العمرة. وفي نهاية الرسالة كتب وصفا دقيقا، بالانكليزية العامية،
عن مؤهلات صديقته الجسدية، التي لا ترشحها كزوجة، واختتم رسالته تلك بأنه سيرسل لها مئة دولار
تشتري منها (وزرة) تغطي بها ما ظل من (عورة الوطن). ولف لها في خصلة من شعر أحد الهنود الحمر،
بيت الشعر التالي، لتتمرن هي ووالده المسن على إعرابه في ليالي الشتاء الباردة، وكان بيت الشعر حتى
لحظة انتهائي من تنغيمه يقرأ كالتالي:
وإذا تنكر للبلاد رجالها صاروا أضر بها من الأعداء
ثانيا: الرسالة الأولى (من القطاع إلى البقاع):
السلام عليكم أيها الأخ الوالغ في الدم، الجالس كعلقة على رأس ضاحية بعلبك، تتغذى على مهج الأطفال
وأرغفتهم الساخنة، أحييك تحية ليست الأولى في قاموس التحيات الطيبات ولا هي الأخيرة. أكتب إليك هذه
الرسالة، وزنار رفيع يشبه خيط اللهب الذي تتركه طائرة فرغت للتو من إخراج أثقالها يطوق عنقي.
أخبارنا تسر الأعداء والأصدقاء، فالمساجد والعصافير تتناقص بنسبة تزايد زبد البحر وكثبان الرمال
المتحركة، كل يوم يطفو على السطح زبد جديد، تزيد الروابط بمقدار تناقص الروابط العائلية والصداقات .
وتتحرك الرمال حسب اتجاه الرياح الهابة من الشرق وجبال روقي في ساحل كاليفورنيا والمناخ بشكل عام
يبشر بالشر والفيضانات.
أنام كل ليلة بمفردي، عين مغمضة، والعين الأخرى تبكي على العين النائمة، حتى أن جبهتي انقسمت إلى
قسمين، الجبهة الشرقية التي تحلب الشاة الوحيدة التي ظلت، والجبهة الشرقية أيضا التي ظلت واقفة بين نهر
النيل ورياض الحكام الصالحين.

وأفيق كل صباح وألتفت إلى الشرق، والشمال والجنوب والغرب، وأتعجب، لماذا لم تشرق الشمس، وأبدا
ممارسة عادتي الجديدة في افتعال التشابه في المعاني من التشابه في الحروف:
الشمس تشرق في الشميساني
أو الشمس تشرق من الشمال
أو القهر يأتي من القاهرة
أو البغاء يسكن في بغداد
والدم تشرق به دمشق
والمرارة مصدرة من حلوان
والصبر ينضح في صبرا
والفأر يستأسد في فارس
والخير مصدره خبير
والقطاع في، اختلط بالبقاع
والكوة أغلقت في الكويت
والعجم هم سكان عجمان
والطوائف موطنهم الطائف
ولعل أفصح البيان يقوله أرز لبنان
والمزيكا من أمريكا
ويصيبني الدوار من نشرة الأخبار
فتختلط الجمعة بالجامعة
والقدس بالفارس
والطلول بالذيول
وقسم التعليم العالي بمانشيت جريدة الأهالي
فأترحم على السادات الذي مات وما مات
وخلف في كل زاوية الآف الصبية والبنات
اجلس بين الاعتقال والاعتقال، أعد النخلات الباقية في شاطئ غزة الأبيض، فأجد أنها في عدد المخيمات فقط،
من ستة نخلات إلى سبعة عجاف لا عثاكل في جريدها، قائمة قرب (أشكلون) آسف، عسقلان تحاصرها
زوارق البحرية الإسرائيلية وسمك القرش الوطني وكتاب من عصر الايدولوجيات ووكالات السفر والسياحة.
فتمد السنة من اللهب وتقدم ساندويتشات الهامبورغر لسكان (New Jersey) أما حاملة الطائرات الأمريكية
الجبال القريبة والبعيدة، والرادارات الروسية في جبال القوقاز تتحفز لغسل النعاس عن أجفانها الحمراء .
أشرب فنجان القهوة، فأرى الفنجان ويتحول السائل الأسود الثقيل إلى حجب طلسمية، وودع وخرافات، فالتجئ
إلى صخرة وحيدة أخطأتها بلدوزر وأضرب رأسي بها حتى تحضر دوريات حرس الحدود على صوت
ارتطام جمجمتي بصحون الطبيخ الفارغة التي تملأ صفيح اللاجئين في مخيم الشاطئ.
رسالة النجاح، العدد 18 ، كانون الثاني ١٩٨٤
أخبارنا أيدك الله بروح القدس كما ترى، على ما لا يرام: فالأستاذ عبد المنعم سافر سباحة إلى رومانيا،
وعاد بعد أيام من اختفائه وله شكل سمكة القرش وأسنانها، مصطحبا معه ألفين وخمسمائة رأس ماعز من
ذوات الأذناب، باعها بالجملة والمفرق فأكل أهل القطاع لحما معقول السعر لمدة ثلاثة أيام، ودعوا بطول
العمر لعبد الحليم حافظ والشيخ الخاشقجي، وفي اليوم الرابع دفنوا عدة شهداء صغار ارتفعوا برصاص
الجنود الطائش، فقد كانوا يحتفلون بطلاق دير القمر من زوجها المرحوم خليل حاوي، وزواجها من أستاذ
العلوم السياسية وعلم الاجتماع في الجامعة الأمريكية.
أما السيد زرزور الوحش فما زال صيادا للسمك والأفكار يتلقف أخر قصائد محمود درويش ومعين بسيسو
ويزاوج بين بحورها في الوطن والوطن العربي وبحر البحر الميت. والدكتور عبد الشافي دخل اختيارا إلى
المستشفى للاستشفاء رغم انه لم يثبت أن لديه في الجسد ما يستدعي ذلك.
وليلى تعاقدت مع التلفزيون المصري لإذاعة النشرة الجوية، وإعداد مقابلات مع كبار الشعراء والأدباء
والمفكرين أمثال أنيس منصور، والقصاص نجيب محفوظ وصغار المسرحيين الآخرين.
أما سعاد ووداد وحكمت وحشمت فما زالوا يبكون على أيام احمد سعيد وحفلة افتتاح السد العالي ويودون
التبرع بالدم لضحايا العدوان الثلاثي والذين سقطوا فرحا يوم التأميم. وحيد، ما زال يخرج من سجن إلى
سجن، وزوجته وأطفاله الثلاثة يحاولون زيارته منذ خمس سنوات ولا يعرفون في أي سجن يقيم.
وحيدة، تزوجت وأنجبت وسوف تلحق بزوجها في الخليج بعد أن تهدأ المعارك قليلا، فقد اشتاقت له خاصة
بعد تأخير تصريحها عدة أيام وتخشى السفر عن طريق المطار، حتى لا تغضب شقيقها في الزرقاء الذي
يتلهف على اطلاعها على رسالة من ولد عمه المقيم منذ تقسيم ألمانيا في السويد. نزف البرتقال كل دمه
تقريبا، فان ظل لديك بعضا منه فاحتفظ به للأيام السوداء القادمة أيها الأخ.
كتبنا لك عدة رسائل، بعضها عاد لنا مع الصليب الأزرق، وبعضها احتفظت به هيئة الأمم المتحدة كوثيقة
شاهدة على دقة وكالة البرق والبريد والهاتف الدولية، وبعضها قدم مع الريح. ولكننا عرفنا السر وسوف نطبع
من كل رسالة بعد اليوم ( ١٢٠ ) نسخة، فقد تصلك واحدة وسنرمى بعض النسخ في كل بحر خاصة البحر
المتوسط واسلم لأخيك القطاع.
ثالثا: الرسالة الثانية (من نابلس إلى طرابلس):
ماذا أقول أيتها الأخت، وكل الصابون لا ينظف الصدأ الذي يتراكم على وجهي ويتزايد مع كل نشرة أخبار ،
وماذا أقول وكل الحلويات لا تعادل مرارة يوم واحد وأنت في المحنة والدم.
أحوالنا والعياذ بالله، منصوبة على التفتيش والحواجز والقلق، ومدارسنا وجامعاتنا ومحلاتنا التجارية، تديرها
قواعد نائب الفاعل وكل أفعالنا مبنية للمجهول.

على رأس الجبل الشمالي مستوطنة حادة المزاج كالعادة، وعلى الجبل الجنوبي أولياء صالحون، غرباء
ومحليون، وفي الواد المشنوق بين الغور والبحر،عربات الباعة المتجولين، والطلاب الممنوعين من الوصول
إلى قاعات المحاضرات، وسيارات الفواكه والخضروات المحملة والفارغة.
ليلة أول أمس، اجتمع نفر من رجال العلم والأدب، ومنهم من يفكر بالبحث والخبز فقلت لهم:
لا بد للجامعة من جامعة
أليس جميلا إحياء أمسية شعرية مثلا
أليس جميلا دعوة أهل المدينة إلى محاضرة جادة
أليس مفيدا إجراء حوار عام حول إصدار مجلة علمية
للبحوث يحررها ويكتب فيها أبناؤنا وبناتنا
لماذا لا يفكرون بفرقة للفلكلور الشعبي
لماذا لا تعملون على إبراز تاريخنا الذي يتعرض للتشويه
لماذا لا تقيمون حفلة للتعارف:
أ- بين إدارة الجامعة وأساتذة الجامعة.
ب - بين طلاب الجامعة وأساتذة الجامعة.
ت - بين إدارة الجامعة وطلاب الجامعة.
ث - بين نقابة العاملين وطلاب الجامعة.
ج - بين نقابة العاملين وإدارة الجامعة.
ح - بين مجلس الأمناء ومجلس العمداء.
خ - بين مجلس الأمناء والطلاب.
وحاولت أن أقول شيئا عن التعارف بين الجامعة والجامعات الأخرى مثل بيرزيت وبيت لحم وجامعة غزة
وجامعة الخليل وجامعة القدس وكليات المجتمع، فأوشكت أزور بكثرة الكلمات وترادف الأسماء، وأوشكت أن
أتحدث عن البحوث العلمية التي جرت كالماء السلسبيل، والتي تجري كالمستنقعات والتي ستجري، ووقف كل
الكلام في صدري مثل المسامير، واحترمت رجال العلم واستبد بي الصمت، فذهبت للنوم.
احبك أيتها الشقيقة بالتمام والكمال، كما أحببت من قبلك عمان وبيروت والقاهرة ودمشق، وكلما ازداد حبا
لواحدة نزداد حقدا ومأساوية، أصبحت لا ازور ولا آزار، تقريبا، ولكنني أتساءل: كيف تضمين في أحشائك
هذه التوائم المتقاتلة؟ كيف يمكن لليد أن تقطع يدها؟ والفرع أن يأكل الفرع فرحا مبتهجا؟
كيف يقتل اللاجئون اللاجئين والفقراء المعوزين؟
وكيف تقتل العرب العاربة العرب المستعربة؟
والعرب البائدة تخرج من داحس والغبراء، شاهرة دباباتها وراجمات صواريخها؟ كيف يختلط الحلم
بالكابوس؟

إنني أيتها الأخت من الله عليك بالشفاء أعيش منذ ستة عشر عاما في الشدة والضراء، تتحرك في أمعائي
مخلوقات غريبة، يسافر أولادي ولا يعودون، ويتدرب إخوتي على الحقد، وأنا بين هذه الجبال باقية انسج ثوبا
جديدا، أشرقت عليّ هذه الجامعة منذ أعوام، وصارت جرحا عميقا في جسدي وروحي، أحبها الحب الجم،
حتى أنني أوشك أن اقتلها، لست ادري سر علاقتي بها، احتضنها حتى تهدأ في دمي الساخن ويكف جسدها
عن الارتعاش، أضمها إلى صدري فتوشك أن تختنق، فهل يمكن الأم أن تأكل أجمل أطفالها؟
اكتب لك وأنت مقسومة بين نارين، نار البقاء، ونار الرحيل، كان الله في عونك أيتها الأخت المقيمة الراحلة.
لي عندك رجاء، حين يرحل الراحلون، ويبقى الباقون، اعطفي على أجساد الذين سقطوا في حضنك الطيب،
فهم أحق بالرثاء والتذكر.
زوريهم في عيد الأضحى والفطر واقرئي على أرواحهم سورة الفاتحة، وضعي على قبورهم بعض الزهور،
لا تفرقي بين هذا وذاك ففي الموت يحكم الأشياء لون واحد.
أيتها الأخت، لا اعرف عنوانك الأخير، ولست ادري إن كنت سأرسل هذه الرسالة أم لا، فقد وضعوا أربع
حواجز على جهات البريد الأربعة، ولك السلام.
أختك نابلس
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
||فلسطينى فلسطينى|| نشيد مؤ ثر جداااااااااا لطفلة فلسطينية تبكى.. المنتصر منتدى الصوتيات والمرئيات 1 01-25-2010 03:52 AM
الصوره تتحدث عثمان الثمالي الــمـنـتـدى الـعـام 1 12-20-2007 06:40 PM
ملامح الفترة القادمة ،،، نظرة للسوق خلال الفترة القادمة قياسا بتطوراته الحالية ،،، فاعل خير منتدى الاقتصاد والمال 0 06-23-2007 12:44 AM
كلب بوليسي صهيوني يهاجم امراة فلسطينية بالضفة<<صور>> H Y T H A M الــمـنـتـدى الـعـام 6 03-28-2007 12:25 PM
ليلة القدر كانت ليلة 27 بنك المعلومات الــمـنـتـدى الإسـلامــــــــي 4 11-02-2005 07:41 AM


الساعة الآن 01:21 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by