هدايا مغلفة بالأحزان

[مراسل ثقيف]

هدايا مغلفة بالأحزان هدايا مغلفة بالأحزان هدايا مغلفة بالأحزان هدايا مغلفة بالأحزان هدايا مغلفة بالأحزان

كتبت تحت هذا العنوان في وقت سابق موضوع بشكل مقتضب والآن أعيده بشكل مختلف ومن زاوية أخرى، لأشارك مع إخواني في المسابقة الأدبية:

يمر علينا شريط الذكريات فنشعر بشيء من مرارة الألم لتلك الأيام لاسيما إذا كانت لأحباب كانوا معنا ثم رحلوا كما هي الدنيا لقاء وفراق حزن وفرح يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "أحبب من شئت فإنك مفارقه" نعم تذكرت هذا الموقف الذي عشته قبل عقود من الزمن ولكن لم أستطع أن أمحيه من الذاكرة، لا أعلم لماذا أهو لأنه مرتبط بشخص عزيز أم بطفولتي أو لأنه إرتبط بفرحة وقتية وفي مناسبة سعيدة كالعيد مثلا، ولكن تلك الذكريات وتلك الصور التي تسكن الذاكرة تتكرر دائما ولم أستطع نسيانها..
هدية العيد التي أضحت الآن عرفا لا تكتمل فرحة العيد عند الكثيرين حتى توزع الهدايا على الصغار وهم لابسين أجمل الثياب فتجدها تزيد الفرحة وتبهج القلوب فيبتهج المكان والزمان بها، فما بالكم إذا كانت في الزمن الماضي
فقد تعودنا على تلك الهدايا سنويا من أخي الكبير الذي كان يسكن بعيدا عنا في المدينة ويأتي إلينا في صبيحة العيد ليسلمنا تلك الهدايا القيمة ولا تسألوا عن مدى فرحتنا بتلك الهدايا والتي كانت بالنسبة لأطفال مثلنا نعيش بعيدا عن المدينة فقد تمر الشهور ونحن لم نبرح القرية فقد كنا نعيش فرحة غامرة ونحن نستلم تلك الهدايا ونلبس أجمل الثياب ثم نذهب إلى المصلى لأداء صلاة العيد فقد كانت عادة سنوية جميلة لأخي الأكبر الذي دأب على العيد عندنا في القرية وإستمر سنوات عليها وفي تلك السنة علمنا بمرضه الذي أحزننا جميعا ولكن لا راد لقضاء الله فقد تعالج حتى في خارج المملكة ولكن لم يكتب الله له الشفاء فرجع قبيل رمضان وصام رمضان وهو يعاني آلام المرض وحتى أن ظروفه المادية لم تكن جيدة بأسباب السفر والعلاج، وقد تبلغنا قبيل العيد بأنه لن يحضر هذا العيد وتأكدنا من عدم حضوره للظروف الصحية وكذلك للحالة المادية الغير جيدة كما ذكرت، وقد تأكدنا أن تلك السنة عيدنا بدون أخي وبدون هدايا كذلك كما عودنا سنين طويلة وقرب العيد وقربت الأيام والليالي السعيدة ولكن لا أمل يلوح في الأفق بل العكس فحالته الصحية كما ذكروا لنا تزداد سوء وفقدنا الأمل بحضوره ذلك العيد فقد يئسنا إلا من رحمته تعالى وسلمنا أمرنا لله، وأعلن العيد ذلك المساء ولم تكن المشاعر كسابقتها في السنوات الماضية ونمنا تلك الليلة وأصبحنا وكانت المفاجأة التي أثلجت صدورنا حقيقة وفرحنا ذلك الصباح فرحا شديد عندما إكتحلت أعيننا بمشاهدة أخينا الأكبر صباح العيد ووجدناه قد أحضر الهدايا وكانت الفرحة ذلك العيد فرحتان، إستبشرنا تلك الصباحية المباركة ولبسنا أجمل ثيابنا وذهبنا بصحبة الوالد متعه الله بالصحة والعافية وأخي الكبير وأدينا صلاة العيد وإستمعنا للخطبة وبعد ذلك قاموا الأقارب بمعايدة بعضهم البعض في فرحة بحلول العيد السعيد كما هو معتاد في كل عام وكنت أراهم يخصّون أخي بمزيد من التهاني وحمد الله على سلامته ، وعشنا تلك الأيام والليالي المباركة في سعادة وفرحة غامرة بمشاركة الأهل والأقارب وبعد إنتهاء العيد رجع أخي برفقة عائلته إلى مقر إقامتهم في الطائف لمتابعة علاجه بعد قضاء وقت جميل معنا ولكن كانت صحتة تتدهور شيئا فشيئا وأدخل المستشفى أكثر من مرة حتى توفاه الله بعد أيام من عيد الفطر المبارك من تلك السنة، رحم الله أبا عبدالله وأسكنه فسيح جناته وجعل الفردوس الأعلى مثواه ووالديه وجميع موتى المسلمين، الذي لم يمنعه شدة مرضه وتوعكه من مشاركتنا فرحة العيد وزرع البسمة على شفاهنا ،،