الملف الصحفي للتربية الأحد 19/5/1434هـ

[صقر قريش]

الرياض : الأحد 19-5-1434هـ
الطلبة والتغذية!
عبدالرحمن المنصور
في وقت سابق عُقد اللقاء العلمي الرابع الذي نظمته الإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة بعنوان "التثقيف التغذوي الصحي.. مؤشرات وتحديات" بعدها نظم ملتقى تطوير المقاصف المدرسية الذي نظمته الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض لمديري خدمات الطلاب ومشرفي المقاصف المدرسية ومشرفاتها بإدارات التربية والتعليم بالمملكة وكلاهما يخدم الهدف نفسه تقريباً، والأخير شارك فيه الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل، فأشار إلى نتائج الدراسات التي أجريت في بعض الدول الخليجية وأظهرت أن مشكلة السمنة (وما يصاحبها من خمول وتشتت الذهن) تفاقمت بين أطفال المدارس، إذ وصلت إلى 27 % من تلاميذ المرحلة الابتدائية، ونحو 35 % من تلاميذ المرحلة الإعدادية وأكثر من 35 % في المرحلة الثانوية. وبلغت نسبة الطلاب الذين لا يتناولون إفطارهم في كلّ من السعودية وعُمان والبحرين نحو 20 بالمائة.الموضوع ما يزال يدور حول المقاصف المدرسية، وهو موجه بالدرجة الأولى للطلبة، لكن هل البيئة المدرسية بمبانيها وإمكاناتها الحالية مهيأة لتوفير وجبات غذائية جيدة ومفيدة للأطفال؟أما فيما يتعلق بال (20%) التي توصلت إليها الدراسات، متى أجريت وأين ؟ وهل شملت معظم مناطق المملكة ؟مشكلة الإفطار مرتبطة بشكل كبير بثقافة الأهل وثقافة المدرسة ممثلة بالمسؤولين عن تلك المقاصف، العديد من النقاط التي ذكرها د.الكنهل في غاية الأهمية لكن ما نزال ندور حول إمكانية توفير تلك المواد الغذائية والوجبات من عدمه، وإن توافرت فهل يمكن للطلبة شراؤها بمبالغ مناسبة؟هذا الأمر مهم للغاية لكي ننهض بثقافة تغذية الطلبة، وأعتقد أن تغذية طلاب القرى والهجر قد تكون أفضل من طلبة المدن من حيث اعتمادهم على الوجبات السريعة حتى في الفترة الصباحية، وهذا مؤشر جد خطير على صحة الأطفال، والأرقام التي يعلنها مختصو التغذية بين الحين والآخر تعد دلالة واضحة على حجم الأخطاء التغذوية للأطفال خاصة، وأردف د. الكنهل أن الدراسات العديدة أكدت تأثير وجبة الأفطار، فالأطفال الذين يتناولونها بانتظام، يستطيعون التفكير بذكاء أكثر، ويكونون أقل إحساساً بالتعب، ويلعبون لفترات طويلة، ويكون أداؤهم أفضل من الأطفال الذين يهملون هذه الوجبة، وتابع أن الدراسات العلمية أثبتت أن الإفطار يؤثر في الطلبة، فيكون تحصيلهم العلمي أفضل مقارنة بالذين لا يتناولون الإفطار (الرياضيات كمؤشر). وأنهم أكثر انتباهاً في الفصل، وأقل نسبة تغيب، وأقل ميلاً للعنف. كما أن للإفطار تأثيراً إيجابياُ في تنظيم تناول الوجبات الرئيسية خلال اليوم (وأوضح أن كثيراً من الدول المتقدمة تتحايل على الطلاب لتناول وجبة الإفطار.مطالباً بدعم وجبة الإفطار، إما بشكل كلي أو جزئي. ويجب أن ألا يُنظر للطالب على أنه هدف اقتصادي. كما يجب النظر بواقعية لوجبة الإفطار فهي لا تشكل أكثر من 25% من الاحتياجات اليومية. ويكون توقيت تناولها في المنزل وقبل بدء الدراسة).وكما ذكر د.الكنهل فيجب أن لا ينظر للطالب على أنه هدف اقتصادي.. هذه النقطة في غاية الأهمية، السؤال : كيف نجمع بين الثقافة الغذائية الجيدة للأهل والطالب + توفير الوجبة المناسبة + عدم إرهاق الطالب اقتصادياً؟إذا استطعنا الإجابة فسنساهم في تخريج جيل مميز صحياً، ومبدعاً في كل شيء، ولكن كيف؟