الاخبار الاقتصادية ليوم الاحد10جماد الاول 1428هـ الموافق 27/5/2007م

[عثمان الثمالي]

المقال
القطاع الخاص وسيلتنا للخلاص ( 1من 2)



سلطان بن عبدالله العماش
بدون أي مقدمات، أرى أن أحد الحلول المهمة لعلاج الكثير من المشاكل التي تمس حياتنا اليومية هو بالتحول الى اقتصاد يعتمد بشكل كبير على القطاع الخاص لادارة دفة الأمور اليومية وحل المشاكل التي خلقت بسبب سوء ادارة القطاع العام حتى أصبح نقاش تلك المشاكل محور حديثنا اليومي كمواطنين وصار الفرد منا بغض النظر عن تأهيله او خبرته حكيم زمانه فأبعدنا قصور القطاع العام عن تأدية مهامه عن الاهتمام والتركيز بأعمالنا الرئيسية فبرزت تداعياتها السلبية على الحالة النفسية للمجتمع.
مثال "بسيط جداً" أورده هنا والقائمة تطول لتبيان الخلل الكبير لسيطرة القطاع العام فأصبحت الحياة اليومية حبيسة لقراراته فأثرت سلباً على الجميع ما ساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في زيادة الضغط النفسي على المواطن وصرفه عما هو أهم. فخذ مثلاً عمل أمانة مدينة الرياض التي من المفترض أن تكون من أفضل المدن تخطيطاً وتنظيماً فتجد أغلب الاحياء السكنية بما فيها أهم وأرقى الأحياء بالعاصمة وقد كستها العشوائية والتجاوزات التنظيمية رغم وجود هذه التجاوزات على أبرز الشوارع الرئيسية بالرياض وأمام مرآى المسؤولين.
هل يا ترى سيكون هذا الوضع واقعاً نعيشه لو كان القطاع الخاص مسؤولاً عن تخطيطه وتنفيذه؟ أشك في ذلك! هذا مثال بسيط ولكن تبعاته مؤثرة خصوصاً إذا ما علمنا أنه يتعارض وأبسط نظريات الاقتصاد وهي "نظرية الميزة النسبية" Comparative Advantage Theory، حيث تقول النظرية بأن كل عنصر يجب ان يركز على عمل الاشياء التي يجيدها ويتميز بها واصحابنا في الامانات والدوائر الحكومية الاخرى خلطوا الحابل بالنابل فلعبوا دورهم ودور غيرهم فصاروا كمن "ضيع مشيته ومشية الحمامة".
ان قيام الحكومة بخصخصة اغلب الخدمات التي تؤديها حالياً عدد من الاجهزة الحكومية الى القطاع الخاص وحصر دورها في التنظيم والمراقبة والاشراف ذو فائدة كبيرة ليس فقط على مسألة تسريع الاجراءات وتسهيلها بل حتى على تقليل كلفتها المادية ورفع جودتها. اعلم ان العديد من المتشائمين والسلبيين سيضعون الكثير من العراقيل والنقاط الجدلية لايضاح خطورة مثل هذا التوجه ولكن مسألة التطبيق ستكون مفيدة للجميع من حكومة وقطاع عام وخاص ومواطنين.
لنبدأ اولاً بتلك الخدمات التي ليس بها أي محظور أمني او قومي ولنرى ان كل القطاع الخاص أقدر من العام رغم اني أجزم بأن الغالبية من المواطنين ترى أن لا ايجابية تذكر في استمرار أغلب الخدمات تحت سيطرة القطاع العام لأن لسان حالهم يقول "لقد اسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي".

@ المدير العام التنفيذي
شركة انترسيرش السعودية للبحث عن المدراء التنفيذيين sammash@alriyadh.com