سوق الأسهم السعودية يعيش حيرة تحديد المسار
مع تذبذب المؤشر العام بمدى 100 نقطة وتراجع السيولة 34.5% أمس

الرياض: جار الله الجار الله
ساد التذبذب الضيق تعاملات سوق الأسهم السعودية أمس بمدى 100 نقطة من أعلى مستوى محقق إلى أدنى نقطة لامسها المؤشر العام عند مستوى 7646 نقطة.
ويأتي هذا السلوك ليكشف عن مدى الترقب الذي تعيشه السوق عاجزة عن الاتجاه الواضح لأي مسار، ليلجأ المؤشر العام إلى المسار الجانبي الذي سيطر على تعاملات السوق منذ 4 أيام فوق مستوى 7700 نقطة، ليخالف هذا الاتجاه أمس في إغلاقها تحت هذه المستويات.
ويأتي هذا التردد في الاتجاه العام لسوق الأسهم السعودية نتيجة لمحاولة البعض الانتظار إلى أن تتكشف الصورة النهائية عن بعض الإعلانات وانتظار الأخرى، بعد أن ظهرت التلميحات لطرح شركة المملكة القابضة للاكتتاب العام بالإضافة إلى انتظار إدراج أسهم شركة كيان السعودية للبتروكيماويات للتداول، وقرب اكتتاب شركة جبل عمر.
جميع هذه العوامل تعتبر مقلقة للمتداولين الذين باتوا يتخوفون من المفاجئة، وتفضيل البعض الآخر توجيه السيولة المتوافرة حاليا لأصحاب المحافظ الصغيرة للاكتتابات المقبلة بدلا من المغامرة في سوق يجهلون معالمها المستقبلية على المدى القصير.
لكن المتابع لتعاملات أمس يلحظ وجود سيولة تقاوم أي هبوط يتعرض له المؤشر وأسهم الشركات المدرجة في السوق بالرغم من البيوع القوية التي تحدث على أسهم أغلب الشركات ما يؤكد قدرة المستويات السعرية لأسهم بعض الشركات من إغراء كبار المحافظ.
في المقابل فإنه في ظل عدم وجود نطاقات واسعة تخدم المضاربين أدى ذلك إلى إحجام السيولة التي تقلصت عن تداولات أول من أمس بنسبة 34.5 في المائة بعد أن انخفضت 4.2 مليار ريال (1.12 مليار دولار) لتنهي سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 7667 نقطة بانخفاض 77 نقطة تعادل نقطة مئوية واحدة بعد أن تم تداول 154.1 مليون سهم بقيمة 8.05 مليار ريال (2.14 مليار دولار).
وساهمت أسهم الشركات القيادية في تراجع المؤشر العام بنسبة 53.3 في المائة من مجموع الخسارة في نقاط المؤشر، بعد أن أثرت أسهم شركة سابك في تراجعها 1.5 ريال أمس إلى استحواذها على أكثر من 24 نقطة من مجموع الخسارة، لتقف عند مكرر ربحي 14.15 مرة، بالإضافة إلى تأثر السوق بتراجع أسهم كل من شركتي «الراجحي» و«الكهرباء السعودية»بأكثر من 6 نقاط لكل شركة، لتحل الأولى بمكرر ربحي عند 15.55 مرة والأخيرة بـ34.97 مرة. وساهم التراجع العام أمس والذي طغى على أسهم 74 شركة في بقية نسبة الانخفاض الذي طرأ على المؤشر العام مع انخفاض جميع قطاعات السوق بلا استثناء، ليتصدر قطاع الزراعة بقية السوق بعد تراجعه بنسبة 2.5 في المائة.
من جانبه أشار لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي، محلل فني، إلى أن سوق الأسهم السعودية تعيش في نطاقات ضيقة منذ أكثر من 5 أيام بعد أن كان واضحا على السوق الترقب لردة الفعل من الأخبار الأخيرة والتي تتحدث عن طرح شركة المملكة القابضة للاكتتاب العام بالتزامن مع انتظار المتعاملين لتحديد إدراج أسهم شركة كيان السعودية للبتروكيماويات للتداول.
وأضاف أن مسار المؤشر العام لا يدعو للقلق كونه ما زال يحافظ على مستويات الدعوم التي استقر فوقها والممتدة من 7500 إلى 7600 نقطة، هذه المنطقة التي من الممكن أن تقف في وجه الهبوط الذي يتمكن من سلوك السوق كونه تراجع طبيعي بعد الارتفاعات الماضية لأسهم بعض الشركات القيادة.
في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز السالم مراقب لتعاملات السوق، أن المتعاملين في سوق الأسهم السعودية يتخوفون من أي تراجع قوي لأسهم المضاربة والتي لامست النسبة الدنيا أمس، مما يزيد من نسبة الهلع بين صفوف المتداولين الذي يتعاملون مع هذه الظروف بالبيع الفوري خوفا من تأثر بقية أسهم الشركات بهذا السيناريو. ويرى السالم أن تراجع أسهم «الباحة» بداية من يوم السبت الماضي أدى إلى التساؤل عن أسباب هذا التراجع الذي ظهر بعد إعلان الشركة بخصوص إيقاف تعاملات السهم من أجل سداد القسط المتبقي من القيمة الاسمية، مما دفع أسهم الشركة إلى تصدر شركات السوق في نسبة الانخفاض، مما ساعد على ترسيخ فكرة التخوف لدى البعض والذي دفعهم إلى ترقب اتضاح الرؤيا خلال الأيام المقبلة.